المحرر موضوع: النهضويون الجُدد ما بين قيادة الاسد والنعجة !!  (زيارة 1445 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 44
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

النهضويون الجُدد ما بين قيادة الاسد والنعجة !!


ايهما افضل أسد يقود نعاج ام نعجة تقود الأسود ؟ سؤال اود طرحه على قرائنا الاعزاء ، بعد قراءة المقال ادناه ، موضحاً ان اسم النعجة في المقال اعني به الضعف وقصر النظر في القيادة ولا اقصد اي شخص في المؤسسة الكنسية  او الكنيسة ، فانا من المؤمنين بالترابط الروحي بين الانسان والاله من دون استغلال هذا الترابط لاغراض ومنافع شخصية وسياسية.

بعد سقوط نينوى عاصمة الامبراطورية الاشورية سنة 612 ق.م على يد البابليين والفرس وبالتالي سقوط الدولة البابلية عام 539 ق.م على يد الفرس وسيطرتهم على بلاد مابين النهرين لم يستطيع اي منهما ، الاشوريون اوالبابليون ، استلام مقاليد الحكم مرة ثانية بسبب تشتتهم في ارجاء المعمورة وعدم وجود من يقودهم كما كانوا من قبل بقيادة اشور بانيبال وسنحاريب واسرحدون وحمورابي و ...الخ من ملوك الامبراطورية الاشورية والدولة البابلية ، حتى جائت الكنيسة لتقود هذا الشعب المشتت بعد ان اتخذ الدين المسيحي ديناً له في القرن الاول الميلادي. هذا الشعب الذي قد اختار ديناً يرتكز على ثقافة الحب والتسامح بعد ان ملّ من الدماء وقساوة القلب التي كان يتمتع بها أبان تسلطه على بقية الشعوب ، وانصرف في بناء علاقة روحية مع الاله الجديد الاله السمح والنابذ لتعاليم العنف والقتل التي كان قد تربى عليها ايام الاله اشور ومردوخ ، غير آبه بشريعة الغاب وان الغلبة للاقوى ، ومتناسيا انه ان لم تكن ذئباً اكلتك الذئاب وبالاخص في ذلك الزمان.

بعد استلام الكنيسة لمقاليد الامور ، وهنا اقصد كنيسة المشرق ، وانقياد هذا الشعب اليها اصبح ، اي هذا الشعب ، وبصريح العبارة تحت امرة "نعجة" والمقصود بالنعجة قائد لا يفقه في فنون الحرب والقتال والدفاع عن النفس والسياسة شيئاً ، بعد ان كانت تقوده الاسود وعلى مدى مئات السنين. ومع الفرس مروراً بالعرب الذين انهوا سلطة الفرس في القادسية وصولاً الى الامبراطورية العثمانية ظل عدد افراد هذا الشعب في تناقص مستمر مع الاستمرار في فقدان اجزاء كبيرة من موطنه الاصلي. ان التاثير الروحي للكنيسة على شعبنا جعله يبتعد عن السياسة التي هي المحرك الاول لطموحات وتطلعات الشعوب ، بعكس التاثير الروحي للكنيسة في اوروبا الذي استغلته في اضفاء القدسية على اي عمل سياسي وعسكري تتخذه دول اوربا في العصور الوسطى ، وما الحروب الصليبية الا مثالا على هذا التاثير. ومع نهاية الامبراطورية العثمانية ظهر اسد كاد ان ينتشلنا من قيادة "النعجة" لولا القوى الاستعمارية الكبرى التي اجهزت عليه ، هذا الاسد معروف للجميع الا هو القائد العسكري الذي لقب بسنحاريب القرن العشرين ، الجنرال آغا بطرس. بعد التخلص من آغا بطرس استمرت القيادة على نفس المنوال الى ان ادرك جزء من شعبنا وبعد فوات الاوان ان القيادة يجب ان لا تكون "لنعجة" ، عندها بدأ هذا الشعب بالعمل السياسي من خلال احزاب تشكلت بعيدة عن سلطة الكنيسة وتاثيراتها.

ان ما نراه اليوم من قيام  بعض الاحزاب وخاصة الكلدانية في اعادة الكرّة بجعل الكنيسة تقود المنضوين من ابناء شعبنا للكنيسة الكلدانية تجعلنا نشعر اننا عدنا الى المربع الاول الا وهو ترك القيادة الى "النعجة" ، وبمباركة شخصيات مثيرة للجدل ، كحبيب تومي مثلا ، الذي كما يقول ناضل من اجل مبادئه الماركسية في جبال العراق ، اما الان فنراه قد انقلب على مبادئه التي افنى زهرة شبابه من اجلها ، حسب ادعائه ،  واصبح من القومجيين الجدد ، كذلك العروبي نزار ملاخا الذي انتقل وبقدرة قادر الى احضان حبيب ، بعد ان كان كل منهما يعمل لحزبين متناحرين في العراق ، البعثي والشيوعي ، والانكى من ذلك اجتماعهم تحت مظلة "العالمية" وهي منهم براء ، مع كتاب كانوا ولا يزالون ضد الحزب الشيوعي. عزيزي القارئ اية استراتيجية يحملون هؤلاء المزدوجي الشخصية ومن يقود من ؟ ولماذا وكيف اتفقوا ولمصلحة من ؟ ألمصلحة شعبنا جعل النعاج تقود مرةً اخرى ام لمصلحة صانعيهم وموجهيهم ؟ الجواب هو واضح وهو وضع شعبنا تحت قيادة ضعيفة ضعف النعجة كي يستطيع اعدائنا السيطرة على قدرنا ومقدراتنا ، وبالتالي حصولهم على الكعكة التي في مخيلتهم .

كنت من ولا ازال من اشد المعارضين لنظام صدام ، لكن هنالك حقيقة يعرفها جميع العراقيين في ان صدام كان يتصرف في حكم العراق وقيادته كتصرف الاسود ، فقد كان يقضي على القوي والضعيف بنفس القوة ويزيحه من طريقه تماما كما يفعل الاسد ، فالاسد عندما يهجم على فريسته يهجم بنفس القوة سواء كانت الفريسة قوية ام ضعيفة ، حتى اصبح العراقيون يتندرون بمقولة "ما بقى رياجيل بالعراق" في كناية الى ان صدام هوالرجل الوحيد في العراق فقط ! وهنا علينا الاعتراف انه لولا اميريكا لما تمكن احد منه ، حتى في زمن الربيع العربي الان ، هذا ان كان ربيعاً!

جئت بحكم صدام مثالا لما يحتوي من مواصفات القيادة القوية والشرسة التي كان يحتاجها لفرض سيطرته على العراق باجمعه ، فيا تُرى هل من مبادئ الكنيسة القوة والشراسة كي تستمر وتقود وترعى شعب على وشك الاندثار من موطنه الاصلى؟ وهل الاساقفة الذين باتوا يقودون مؤتمرات نهضوية خارج الوطن غايتهم توحيد شعب للحصول على حقوقه ؟ ام لتجزئة شعب في سبيل الحصول على مكتسبات ومنافع ضيقة ان لم تكن شخصية !! 

قبّح الله كل نعجة تصبو للقيادة ، وبارك الله بالقادة الاسود !!

أوراها دنخا سياوش