قصص قصيرة
مهند ناسو السنجاريخرافه
في الخفاء وتحت جنح الظلام .. لفت الأم بإحكام سرة مولودها في خرقة بيضاء وسلمتها بيد شقيقها ليرميها في قصر الوزير ..بحكم عمله كمزارع في حديقة القصر.
فكما هو الحال عند بني جلدتها تؤمن بالخرافات والغيبيات وفي إن سرة المولود هي من يحدد مصيره ويرسم مستقبله من المهد حتى اللحد ،فان رميت سرته في النهر فسيصبح صيادا وان رميت في الحقل فسيصبح فلاحاً وان رميت في المعبد فسيصبح كاهناً و...ألخ
وبعد عقدين من الزمن وبعد أن وارت الأم الثرى جثة ولدها ألوحيد خاطبت شقيقها بصوت مختنق بالدموع :لماذا شنقوه؟
أجابها بحزن : لأنه كبير اللصوص في القرية و...
قاطعته قائلةً : والسرة؟
فأجابها بصوت لاهث وبلكنة تنم عن القناعة : إنها خرافة .
دار الدعارة
سيناريو لمسرحية تدور أحداثها حول قصة حب تجري في إحدى دور الدعارة في جو يسوده الفجور على وقع الألحان الصاخبة ،تطغى عليها رائحة الخمر ولهاث العاهرات والراقصات ودخان السجائر .. وفي لحظة يعم فيها الصمت والهدوء بعد دوي انفجار خلفه انتحاري بحزامه الناسف لكل شيء.
إلا إن المسرحية أجهضت ولم يكتب لها النجاح. فبعد أن انتقى المخرج من يقوم بدور العشاق ودور الخمار ... وكذلك الراقصات والعاهرات ..فقد عجز عن إيجاد من يقبل بتجسيد دور الانتحاري ! انتهى المشهد.
الطاهرة والبخلاء
الأم لا تملك المال . الحمى تسري كأفعى من نار في جسد طفلها مهددة حياته القصيرة بالموت.
ولأنها لا تملك المال..رفض الطبيب مساعدتها .
طرقت باب الكاهن إلا انه اعتذر فطرقت باب الشيخ إلا انه تحجج مدت يدها للمارة لكن دون جدوى فطرقت باب الله وتضرعت لجلالته في إنقاذ طفلها إلا أن الحمى لازالت تسري في عروقه..فلم يبقى أمامها سبيل غير أن تبيع جسدها .
كانت دقائق معدودة مع احد المارة قبضت بعدها حفنة من النقود واتجهت مسرعة للطبيب ،تحتضن طفلها المرتجف بفعل الحمى تقبل جبينه بين لحظة وأخرى ،تخاطبه بصوت هادى وأنفاس لاهثة وعلى شفاهها بسمة تنم عن الأمل والرضا .. لا تخف يا صغيري سأنقذك ،لا تخجل يا صغيري فان جسد والدتك اطهر واشرف من كل أولئك البخلاء .
