المحرر موضوع: السيد حبيب تومي... أمر مؤسف أيضاً ان يجري تسييس الكنيسة!  (زيارة 1248 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي

السيد حبيب تومي... أمر مؤسف أيضاً ان يجري تسييس الكنيسة!


حاولت الكنيسة ، منذ نشوئها في العراق ، الابتعاد عن الامور السياسية وعدم الخوض فيها وانصب اهتمامها على الامور الروحية ، كلُّ واحدةٍ ضمن مبادئها المذهبية ، ولم تفكر يوماً في التبشير بين اتباع الديانات الاخري الاخرى في العراق ، لا نقول خوفاً ، بل احتراماً لحرية العقيدة التي يحملها الاخرون من مسلمون ويهود وصابئة ويزيديين ، على عكس كنائس الغرب الاوروبي التي دست أنفها في السياسة بحجة التبشير بالدين المسيحي او حماية المسيحيين في بلاد اخرى كما حصل في الحروب الصليبية ، وكما فعل المبشرون الذين جاءوا الى العراق ، ولكنهم لم يستطيعوا ان (يهدوا) احد من الديانات الاخرى ، وان استطاعوا فبأعدادٍ غير منظورة او مرئية لم تشكل اي تأثير على اعداد المسيحيين في العراق. على العكس من ذلك  كان مجيئ المبشرين احد الاسباب التي جرى اضطهاد المسيحيين على اثرها بسبب ربطهم بالمستعمر الغازي واتهامهم بالعمالة لمجرد انهم ينتمون الى دين المبشرين هؤلاء.
الملاحظ ان اعداد شعبنا المسيحي ، وسوف لا ادعوه هنا كلداني سرياني آشوري لانني اتكلم عن الكنيسة والمسيحية ، اخذ بالانحسار منذ استلام الكنيسة القيادة ، بغض النظر عن اية كنيسة ، فالمسيحية في جنوب شرقي تركيا على وشك الانقراض ، اما العراق وشماله فالجميع يعرف ماذا حلّ بالمسيحية والمسيحيين وما هو مصيرهم في المستقبل القريب إن لم نتدارك الامر بانفسنا. فلو تأملنا كلمة "كردستان" التي أُطلقت على شمال العراق وجنوب تركيا فما هي الا عملية تغيير ليس فقط في ديموغرافية المنطقة ولكن لانتمائها الديني الاصلي ، ألا وهو المسيحية. أن أحد اهم الامور التي سبّب في هذا الانحسار هو سياسة الكنيسة الروحية وثقافة التسامح والمحبة مع الآخر صاحب الفكر الاقصائي والمؤمن بثقافة الغزو والغنيمة. فالكنيسة لم تُعلّمنا ان نأخُذ ما أُخذَ مِنّا بالقوة ، بل تَركتْ للرب هذا الامر واقنعت رعيتها به. ان مأْخَذَنا ليس على اهداف الكنيسة السامية ، بل على الدور الذي كان عليها ان لا تضطلع به ، ألا وهو قيادة شعب ، وتوجيه الشعب الى طريق السماء فقط من دون الاخذ في نظر الاعتبار اننا نعيش على هذه الارض التي كان ولايزال الانسان هو العدو الاول للانسان. ومن الاسباب الاخرى التي ادت انحسار المسيحية ، وكما ذكره الكاتب عوديشو ملكو ، هو الانخراط في سلك الرهبنة الذي ادى الى فناء أجيال من المسيحيين ، فهؤلاء الرهابنة ، التي ملأت كهوفهم الجبال ، كانوا قد نذروا انفسهم للرب وامتنعوا عن الزواج مما ادى الى محي ذريتهم والاجيال التي كان من الممكن ان تأتي بعدهم.
سيد حبيب ، يا كاتبنا "العالمي" ان فتحكم الطريق الى رجال الدين كي يقوموا بالدور القيادي مرة اخرى سيسبب نكسة أخرى تضاف الى انتكاسات شعبنا المسيحي (وبالاخص الكلداني) ، لانكم بهذا تحاولون تسييس الكنيسة وجعل العاطفة الدينية تُمارِسْ دوراً سياسياً بارزاً في النهضة المُنقِذة المزيفة ، بالاضافة الى إضفاء طابع القدسية على احزابكم المُشكّلة تحت مسمى طائفي من خلال اقران اسم الكنيسة الكلدانية بحزب سياسي ، كالديمقراطي الكلداني. لقد بدأتم تعدوها لحرب داخلية غير منظورة مع بقية الكنائس والاطياف الاخرى لشعبنا المسيحي ، مستغليين رجل دين ، استطيع ان اصفه بالانقلابي ايضاً ، مع احترامي الى درجته الكهنوتية ، بسبب ارائه المتذبذبة الدالة على قصر النظر في ما يخص الشأن السياسي لشعبنا ، والدليل على ما نقول هو الرابط التالي :
http://www.youtube.com/watch?v=_V99u3S-WSk
أن ما يظهره الرابط هو الازدواجية والاختلاف الكبير في ما قاله رجل الدين سابقاً وما يبشر به حالياً ، ويجعل اي مراقب للاحداث إبتداءً من عام 2003  ، يُشكِك اكثر فاكثر في الدور المُلقى على عاتق رجال ديننا وعملهم في خدمة المسيحية والمسيحيين. علينا ان نتعض بعد ما يقارب قرنين من الزمان تحت قيادة الكنيسة ، علينا ان نؤمن اننا لسنا خراف ضالة ، علينا أستلام القيادة الدنيوية وعليهم القيادة الروحية ، هذا ان اردنا ان لا نندثر على هذه الارض. اما إذا اخترنا طريق السماء فلِمى الصراخ والبكاء على شهدائنا إذن؟ اليسوا في الجنة ، بالامكان ان نكون نحن ايضاً شهداء ونذهب كلنا الى الجنة تحت قيادة روحية مسالمة تؤمن بإعطاء شهيد  بعد آخر ، أسوة بمقولة من ضربك على خدك الايسر اعطِ له الايمن ، الى ان يتم القضاء على المسيحيين جميعاً!!
الغريب والمثير للجدل هو كيفية ايمانكم كاتحاد "عالمي" بقيادة دينية برغم مبادئكم السابقة والتي ناضلتم من اجلها ، فالفكر الماركسي الذي تنتمي اليه يفصل الدين عن السياسة ، وسنوات حكم الشيوعية في الاتحاد السوفيتي سابقاً خير دليل على ذالك ، ولا يشذ عن ذلك ايضاً "أعضائكم" المنتمين الى الفكر القومي العروبي!
أنه أمر مؤسف ومؤسف للغاية ان يجري تسييس الكنيسة الكلدانية على ايدي من كان يؤمن بفصل الدين عن السياسة بفضل كتّاب "عالميييييييييييييييين".
وبارك الله برجال ديننا ... غير المنقلبين!!!
أوراها دنخا سياوش