المحرر موضوع: وداعاً يانخلة موسيقى العراق .. وداعاً عادل الهاشمي  (زيارة 1107 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي فهد ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 467
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وداعاً يانخلة موسيقى العراق .. وداعاً عادل الهاشمي
للحياة طقوسها المتعددة  وللموت طقسه المتفرد , ولنا في الحياة طقوسنا ..
عادل الهاشمي , أحد أهم أركان موسيقى العراق والوطن العربي , ناقداً متفرداً يلوذ به أصحاء الفن الموسيقي ويخشاه الملتصقون به , الرجل حرص  على حياد قناة الوصل بين أُذنه السامعة وعقله المفسِر وقلبه الهائم في العشق , وأي عشق ؟ , هو عشق وظيفة الناقد العلمي المتجسدة في التمييز بين الأبداع وحواشيه متعددة الأشكال والأساليب , من الزعيق الفردي الى الضوضاء العامة , عادل الهاشمي الناقد الموسوعي الماسك بالحقائق في أختصاصه , المحترم لأدواته والفارض لوجوده دون الأِنتساب لمراجل السياسة, والرافض لمجاملة ( نجوم الأيرادات المالية وألقاب الخواء ) , المحترم لرسالته المهنية في زمن ( هرج الفن الموسيقي ومرجه !) , العراقي المتميز دون رتوش , مات وحيداً في غرفةٍ صامته !.
مايُحسَب للفقيد ( عادل الهاشمي ) , أجتهادُهُ في فضاءِ أختصاصه وقدرتُه على المسك بأدواته وتعففه عن رزايا سقط فيها الكثير من مجايليه , فقد عاش كريماً ومجتهداً وذكياً في المحافظة على عفته الأنسانية والمهنية في أوقاتٍ كانت تباع الذممُ فيها وتُشترى بأبخس الأثمان , لم يكن تاجراً للنفاق ولامرابياً للوفاق , لقد كان وتراً عراقياً أ صيلاً في منظومةٍ محاصرة بالأهواء الغبية والعنف المتقاطع مع رسائل الموسيقى العازفة للحياة .
عادل الهاشمي , الذي هدءت روحه في القاهرة في الجمعة الماضية , كان علماً للدورة العشرين لمهرجان الموسيقى العربية
 ,  ينتضمُ ضمن وفد بلده المشارك في المهرجان المقام في القاهرة , المدينة التي يعشقها , يختار له القدر ! , سكناً في فندقٍ أِسمه ( فندق اُم كلثوم ) التي كتب في أِبداعها عشرات المقالات التي أُعتمدت في البحوث والدراسات المتخصصة في حياتها وفنها , والزائر لبيوت عمالقة الفن العربي الخالدين عبد الوهاب وفريد الأطرش بعد يوم من وصوله , رغم وضعه الصحي المتردي والذي كان يعالج بسببه في أحدى مستشفيات بغدادقبل توقيت سفره الى مصر , لاشك أنه يمثل صورة واضحة لمعدنه النقي ولديدنهِ المخلص في وفائه لتخصصه الغالب على طباعه طوال حياته .
الفقيد عادل الهاشمي , ولد في بغداد في العام 1946 , تخرج من الجامعة المستنصرية في العام 1973 , وكان قبلها منتظماً في دراسةٍ للموسيقى في القاهرة لمدة ثلاث سنوات , كان عضواً في لجنة فحص الأصوات في مؤسسة الأذاعة العراقية لأكثر من عشرين عاماً , وقد شارك في عددٍ لايحصى من البرامج الأذاعية والتلفزيونية طوال الثلاثة العقود الماضية , وقد أغنى المكتبة الموسيقية العربية بمؤلفاته المتميزة ( الموسيقى والغناء في عصر الأسلام وحتى اِحتلال بغداد في عام 656ل , مسيرة اللحنية العراقية , العود العربيي بين التقليد والتقنية , فن التلاوة أصوات وانغام , اصوات وألحان كردية , الموسيقى العربية في مائة عام ).
عادل الهاشمي ( المتصبب أنغاماً ) من مسمات جسده ! , يستمع وحيداً الى آخر دقةٍ من دقاتِ  قلبه في غرفةٍ من غرف فندق ( أم كلثوم ) !, هدءَ قلبه , قبل أن يسمع المشاركون في المهرجان ويسمع محترموه ومخاصموه ونسمع نحن , مالذي يريد أن يوصي الجميع به من حرصٍ على أساسيات الموسيقى وفنونها ووظائفها الراقية  وهو العليل بقلبه والمثابر بذائقته ومنهجه ورسالته .
عادل الهاشمي  ياسيدي العراقي الأصيل , لقد ذَّرفتُ دمعةً ساخنةً في وداعك رغم أنني لم ألتقيك , لك الذكر الذي تستحق !
 
علي فهد ياسين