«طريق الموت» في بغداد يتحول إلى ورشة عمل لإصلاح ما أفسدته 8 سنوات من الصراعمشروع تكلفته 194 مليون دولار تنفذه شركة تركية لإعادة تأهيل «شارع المطار»
«شارع المطار» كما تريده أمانة بغداد («الشرق الأوسط»)
أطلق عليه خلال أعوام 2005 - 2008 «شارع الموت». وبينما لا تتعدى أجرة التاكسي من قلب بغداد إلى مطارها في ضواحيها الجنوبية الغربية الـ20 دولارا فإن الشركات الأمنية وخلال ذروة العنف الطائفي ونقاط التفتيش الوهمية والجماعات المسلحة والميليشيات كانت لا ترضى بأقل من خمسة آلاف دولار أجرة التنقل من وإلى المطار، وهي أغلى أجرة تاكسي في العالم.
«شارع المطار»، وهذه هي تسميته الدارجة لدى العراقيين، يعد اليوم واحدا من أجمل وأطول شوارع العاصمة بغداد باتجاه المطار، لا سيما أنه يخترق أحياء سكنية كانت تعد من بين أكثر المناطق سخونة في بغداد مثل العامرية والجهاد وحي العامل.
ومع ذلك فقد نال هذا الشارع، ما ناله خلال سنوات الصراع الطائفي من عمليات قتل وتهجير وخطف وابتزاز. يضاف إلى ذلك ما خلفته القوات الأميركية من دمار في بنيته التحتية بالإضافة إلى ما تركته العبوات الناسفة والسيارات المفخخة التي خلفت خرابا كبيرا. هذا الشارع تحول ومنذ شهور إلى ورشة عمل غير مسبوقة بعد أن تعهدت شركة تركية بعملية تطويره. وطبقا للبيان الصادر عن أمانة بغداد والذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه فإن «مشروع تطوير شارع مطار بغداد الدولي يتضمن مليونا ونصف المليون متر مربع من المساحات الخضراء وإنشاء (105) نافورات ماء ومد شبكات للري والبزل بطول 521 كلم ونصب كاميرات مراقبة وأخرى للفحص والتفتيش تعمل بالأشعة تحت الحمراء وتطوير بوابات المنطقة الخضراء ونصب الجندي المجهول».
وحسب البيان فإن «هذا المشروع الذي يبلغ طوله أكثر من 20 كلم ينفذ من قبل شركة (كاب) التركية بكلفة 194 مليون دولار يشمل المنطقة المحصورة من صالة المطار إلى منطقة نقطة التفتيش، ومن منطقة نقطة التفتيش إلى ساحة جامع أم الطبول، ومن ساحة الجامع إلى منطقة الجندي المجهول، ويتضمن أعمالا مدنية وكهربائية وزراعية وإنشائية وفقا لأحدث التصاميم والمواصفات العالمية». وأشار إلى أن «المشروع يتضمن تنفيذ المساحات الخضراء وتشمل الجزيرة الوسطية على جانبي الشارع بعرض 25 مترا وتأثيث الشارع بفقراته كافة وصيانته واكتساء بعض أجزائه وإنشاء وتنفيذ وتشغيل منظومة الري والبزل لأعمال المساحات الخضراء بملحقاتها ومستلزماتها كافة وتطوير مواقع النصب الموجودة على امتداد الشارع، كساحة عباس بن فرناس وجدارية السيد الصدر».
مع ذلك، أعلنت لجنة النزاهة في البرلمان العراقي أن البرلمان سيستجوب اليوم أمين بغداد صابر العيساوي بشأن ملفات فساد ومنها قضية إحالة مشروع شارع المطار. لكنه وبناء على طلب من العيساوي فقد تقرر تأجيل استجوابه إلى الأسبوع المقبل. وفي هذا السياق أكد المتحدث الإعلامي باسم الأمانة أمير علي الحسون، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «أمانة بغداد واثقة تماما من عملها وأن عملها موجود على أرض الواقع من خلال المشاريع، فهي التي توضح طبيعة عمل الأمانة في كل بغداد». وأضاف أن «الأمين جهز الإجابات عن كل الأسئلة التي يمكن أن توجه إليه وبالأدلة والأرقام، وأن الأمانة طالما رحبت بأي جهة رقابية أو استقصائية تريد معرفة الحقيقة من خلال زيارة المشاريع والحديث مع الجهات الفنية والهندسية المنفذة ومقارنتها مع مثيلاتها بالدول الأخرى». وأوضح الحسون أن «أمانة بغداد حريصة كل الحرص على اطلاع الجميع على الإجراءات الرقابية والتشريعية وقانونية العقود». وحول التهم بوجود شهادات مزورة في التعيينات قال الحسون إن «الأمانة ربما من أكثر الجهات تدقيقا في هذا الموضوع من خلال صحة صدور الشهادات، وإنه عند اكتشاف أي حالة فإنها تحال فورا إلى المفتش العام لاتخاذ الإجراءات المناسبة».
