المحرر موضوع: ما يسمى اللغــة الآرامـيــة: لهجاتها وفروعـهــا  (زيارة 4150 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Eissara

  • الحُرُّ الحقيقي هو الذي يحمل أثقال العبد المقيّد بصبر وشكر
  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 591
    • مشاهدة الملف الشخصي
ما يسمى اللغــة الآرامـيــة: لهجاتها وفروعـهــا

ان مصطلح "اللغة الآرامية" هو تعبير يشمل مجموعة من اللهجات والفروع الآرامية المكتوبة وغير المكتوبة، حيث يُطلق على كل واحدٍ منها تعبير "آرامية"، لكن الكثير منها لها اسماء "محلية" ايضاً. ونشبِّه الآرامية بعنقودٍ من العنب، حيث ان كل حبات العنقود هي آرامية لكن لكل حبة اسمها المحلي بالاضافة الى اسمها الآرامي.

*** حتى اليوم لم يتم إثبات من اين جاءت القبائل الآرامية البدوية بالحروف التي سميت آرامية.

تنفرد اللغة الآرامية بين جميع شقيقاتها في مجموعة اللغات الساميّة كونها اللغة الساميّة الوحيدة التي لا زالت متداولة على قيد الحياة منذ ثلاثة آلاف سنة على الاقل دون انقطاع في الاستعمال لا في الكلام ولا في الكتابة. وهذا يجعلها واحدة من أقدم لغات العالم التي لا زالت حية لغاية الآن، وهذا بحد ذاته فخر لها ولاصحابها. كما انها عاشت في بعض مراحلها ولا زالت تعيش بفضل قوتها الذاتية الكامنة فيها وليس بقوة أي دولة أو اي نظام يحميها.

واللغات السامية التي تنتمي اليها الآرامية هي مجوعة كبيرة من اللغات المتصلة ببعضها والمتقاربة حيث تشكل عائلة لغوية على غرار العائلات اللغوية الاخرى كالعائلة الجرمانية والعائلة اللاتينية وغيرها. بعض اللغات السامية لا زالت على قيد الحياة مثل الآرامية والعربية والعبرية والأمهرية وغيرها، وبعضها ماتت واندثرت منذ عهد سحيق ولا يوجد من يتحدث بها اليوم كالأمورية والاشورية والكنعانية وغيرها.

*** يحق لليهودي والحبشي والعربي شبه الجزيري إلخ... ان تقول لهم بأن لغتهم مازالت محكية مع ان اليهود أنفسهم يقولون بأن حروفهم آشورية ويسمونها "كتاف آشوري" Kitav Ashuri أي كتابة آشورية وحضرتك تقول بأن اللغة الآشورية اندثرت ؟ عجباً منكم .

وقد عاصرت الآرامية مجموعة من اللغات الأخرى القديمة وعاشت معها جنباً الى جنب وتأثرت بها وأثرت فيها، إلا ان الكثير من تلك اللغات ماتت وزالت عبر مسيرة التاريخ لكن الآرامية بقيت وعاشت شامخة الرأس لغاية اليوم.

*** لو لم يأخذ الملوك الآشوريين تلك الحروف التي حملها معهم أولئك البدو الرحل من حيث كانوا يدورون لما كنتم تتبجحون اليوم بأن لغتكم الآشورية إسمها آرامية وبأنها انتشرت في الشرق القديم ولكان من يدّعون بأنهم آراميون اليوم يتكلمون اليونانية الإغريقية كما ما زلتم تستعملون الحركات اليونانية فوق حروف السورتو بدل الحركات الأصلية المستخدمة حتى اليوم في اللهجة الآشورية الشرقية.

بعض اللهجات الآرامية التي دوّنت اصبحت لغات معروفة كآرامية الرها وآرامية التلمود وآرامية الكتاب المقدس. وبعضها الأخرى استمرت شفهية ولم تدون فبقيت لهجات محكية منها ماتت ولم تُعرف، ومنها ما زالت حية تُحكى ولا تُكتب مثل آرامية طور عابدين وآرامية معلولا وآرامية اليهود وآرامية السريان المشارقة (السورث المدونة حديثاً). ومنها ما هو حي لكنه على طريق الموت والزوال كاللهجات الآرامية التي يتكلمها اليهود في اسرائيل وآرامية "ملحثو" (بجوار دياربكر) وغيرها.

*** اللهجة الآشورية الشرقية لم تدون حديثاً بل جاءت كتطور لحروف الإسطرنجيلي التي ما زال الآشوريون الشرقيون والغربيون يستخدمونها في الكتب الكنسية خاصة لجمال حروفها وانسيابها .

الآرامية الرسمية: وتمتد منذ 700 قبل الميلاد لغاية حوالي 300 قبل الميلاد. ونسميها رسمية لانها استُعملت كلغة رسمية في ثلاث امبراطوريات وهي على التوالي: الامبراطورية الاشورية في نهاية حياتها، الامبراطورية البابلية والامبراطورية الاخمينية الفارسية. وتنتهي هذه المرحلة بمجيء اليونان بقيادة اسكندر المكدوني الى المنطقة. وهنا استُعملت الآرامية ليس فقط من قبل أصحابها الآراميين انما استعملتها شعوب أخرى ايضاً لأنها اصبحت لغة عالمية في ميدان السياسة والتجارة والعلاقات، كما انها خرجت من منطقتها التقليدية، ووصلت مع الامبراطوريات المذكورة الى مناطق جديدة تمتد من مصر الى وادي الهندوس.

*** الملوك الآشوريون إستعملوا الحروف التي جاء بها البدو الآراميين ليكتبوا بها لغتهم الآشورية وذلك لا يعني بأنهم تخلوا عن لغتهم أو بأنهم لم يك عندهم لغة خاصة بهم لكي يستعملوا لغة غيرهم ويتخلوا عن لغتهم، هل كان الآشوريون يتكلمون بلغة الإشارة قبل ذلك ؟ عجبي ...

(لاحظ ان السريانية الحديثة ليست اللغة المحكية "السورث" أو لهجة "طورعابدين" أو غيرها، لكنها السريانية الفصحى التي نستعملها اليوم ونسميها "حديثة" لانها تطورت الى حد ما وفيها بعض السمات الخاصة التي تميزها عن "الفصحى القديمة"). إنني لمستغرب جداً عندما يطلقون في العراق على الآرامية المحكية "السورث" اسم السريانية ويطلقون على الفصحى اسم "الآرامية"، فيختلط الحابل بالنابل لأن العكس هو الصحيح. "السريانية" في الاوساط الاكاديمية هي فقط اللغة الفصحى وليست المحكية، اما المحكية فتصنيفها العلمي هي آرامية حديثة.

*** فعلاً هناك خطأ فيجب على الآشوريين المشارقة ان يطلقوا على ما يسمى الآرامية الفصحى بالآشورية الكلاسيكية وما يسمى بالسريانية فهي الآشورية الحديثة لأن الإسم السرياني مشتق أصلاً من الآشوري.

الآرامية المتأخرة: وتبدأ منذ زمن المسيح وتستمر لغاية القرن الثالث عشر الميلادي. وفي هذه المرحلة تطورت الآرامية في دولة الرها السريانية والمناطق المجاورة لها لغاية نصيبين وازدهرت وانتشرت بسرعة. ومنذ بداية القرن الخامس الميلادي بدأت آرامية الرها تسمى "سريانية" (وتسمى اليوم لدى اصحابها بالسريانية الفصحى ايضا). وقد انتشرت "السريانية" على حساب الفروع الآرامية الاخرى بعد ان تحولت الى لغة الكنيسة المسيحية المشرقية وانتشرت معها ووصلت مع المبشرين السريان الى الهند والصين وغيرها من الاماكن في آسيا الوسطى.

*** لم يقم أي مبشر ممن نعرفهم اليوم بطائفتي السريان والكلدان بالتبشير في أي مكان بل تبعوا الأثر الذي تركه مبشرو كنيسة المشرق المعروفة أيضاً باسم كنيسة المشرق الآشورية والتي عرفت زوراً وبهتاناً بالنسطورية (ليس لخطأ في العقيدة وإنما لغلّ في عقول مريضة) وكنيسة المشرق الآشورية لها الحق الوحيد في هذا الشرف لأن أبنائها هم من نشروا الرسالة المسيحية في الهند والصين وغيرها من الاماكن في آسيا الوسطى وليس أي كنيسة أخرى وعندما تتكلمون عن هذا الأمر خاصة فلا تخلطوا الأمور على القارىء فتوهموه بأن من يعرفون اليوم بالسريان الآراميين هم من حملوا لواء التبشير بالمسيحية لأنهم لم يفعلوا credit should be given where credit is due otherwise you are plagiarising yourself

*** تريدون ان تستولوا على منجزات الحضارة الآشورية ومنجزات كنيستها كنيسة المشرق ومن ثم تنكرون على الآشوريين وجودهم ولغتهم وهويتهم لكي تتباهوا بمنجزاتهم على أنها لكم وهذا يدخل أيضاً في فرع من فروع plagiarism لذا من الأفضل ان تبحثوا عن آخرين تستولوا على إرثهم ودعوكم مع البدو الرحل الذين حملوا حروفاً سماها اليهود آرامية وأطلقوا إسم آرامي على كل من لم يك يهودياً أما نحن فكفانا فخر بأن الجميع دون استثناء يريدون تقليدنا والإستيلاء على إرثنا لأن بدونه لا يملكون شيئاً وعلى الرغم من ذلك يخترعون البدع معتقدين بأنهم سيتمكنوا من تمرير الترهات ... نعم ... ان الحضارة الآشورية وكنيستها المشرقية هما تلك الشجرة المثمرة التي يلقي الناس عليها الحجارة لكي يتنعموا بخيراتها وليست كتلك الأشجار اليابسة الغير مثمرة والتي قال فيها السيد المسيح له المجد إطرحوها في النار ... ومن له أذنان للسمع فليسمع .