المحرر موضوع: إذا كان الاكراد في ربيع منذ عام 1991 فما حاجتهم الى ربيع عربي ؟  (زيارة 949 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
إذا كان الاكراد في ربيع منذ عام 1991 فما حاجتهم الى ربيع عربي ؟
سنطلق في مقالنا هذا ، على ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، اسم المسيحيين لان الهجمة الجديدة المؤجلة هي هجمة كردية بحتة على مسيحيي العراق. الكل يعلم ان الحركة الكردية عندما انطلقت كان ينضوي تحتها ايضاً الكثير من ابنائنا المسيحيين تحت وازع العيش والمصير المشترك مع من كنا نعتبرهم اخواناً وجيرانا وعليناً اسنادهم في بناء موطن ، ان لم يكن وطن ، مشترك يحتمي فيه الجميع تحت مظلة الاخوة اولاً ومن ثم الديمقراطية والحرية وكافة المصطلحات السياسية البراقة ثانياً. وقبلنا على مضض تجاوزات "إخوتنا" المناضلين على اراضينا واستلائهم على قرى كثيرة من قرانا. كان شعبنا المسيحي يناضل مع الاكراد المسلمين ، في حين انهم كانوا يناضلون ضد شعبنا المسيحي الذين استغلوا طيبتة وتسامحه وثقافته المنفتحة والمُحِبّة للسلام ، للاستيلاء على مقدراته ، منطلقين من مبدأ طائفي وعنصري في ان لهم الحق في كل ما هو غير مسلم ، مستندين الى إئمتهم ومشايخهم في تحليل ما حرمته القوانين الطبيعة ومعززين مقولة ان ولاء المسلم يجب ان يكون للاسلام والمسلمين فقط وليس لأي شيئ آخر. اكتشف المسيحيين متاخريين زيف ديمقراطية الكرد ، وبدأوا بتشكيل احزاب خاصة بهم في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه من براثن المتشدقين بالديمقراطية ومنادين بوقف التجاوزات والاستيلاء على ماتبقى من اراضينا التي لا يزال يسيل لعابهم من اجلها.
لقد بدأ الاكراد بالتمتع بربيعهم ، منذ عام 1991 ، ربيع ما كانوا سيعيشونه لولا ان الولايات المتحدة الاميريكية "المسيحية الكافرة" كانت قد هيأته لهم. ربيع يبدو ان الاكراد بدأوا بالضجر منه او انه وبعد 20 عاماً اكتشفوا انه ربيع "كافر" وعليهم حذو اثر العرب لجلب ربيع اسلامي ، خالي من الشوائب ، على اعتبار ان الاسلام منبعه عربي ، والتخلص من الربيع الكافر الذي منح لهم عام 91 . لذا فقد أُعطي هذا الدور للاحزاب الاسلامية الكردية لكي تقوم به ، اي تحويله من ربيع كافر الى ربيع عربي اسلامي مؤمن يتناسب والمرحلة القادمة ، وجعل كل ما على الارض الكردية "حلال" ، إبتداءً من ختان المرأة الى الزواج باكبر عدد من النساء الى تحليل ما حرمته الطبيعة وتحريم ما حللته الطبيعة للسير بالاقليم الى عصور الجاهلية العربية (وليس الكردية) وبالاتجاه المعاكس "مع فيصل القاسم" الى هاوية التخلف والحلال والحرام ، متناسين ان سياسة الدول المسلمة هي التي كانت ولاتزال وستظل المانع الرئيسي في منح الاكراد وطن خاص بهم ولم تقف الدول المسيحية عائقاً امام مسعاهم لا بل ان مسيحيي العراق كانوا من السبّاقين في دعمهم من خلال الانخراط في قوات البيشمركة وتبوء المناصب العليا في الاحزاب الكردية وكما ذكرنا اعلاه. لكن يبدو ان الاكراد ، وكما يقول الاكراد انفسهم ، انهم يتصرفون كطائر القبج الذي اخذوه شعاراً لهم ، فهذا الطائر معروف عنه انه يخون اصحابه. وبما اننا كمسيحيين نعتبر انفسنا اصحاب الاكراد فاننا اصبحنا الان نرى ان الاكراد بدأوا يتصرفون كطائرهم وصاروا يهجمون على اصحابهم من منطلق الحلال والحرام ، مجددين ذكرى مذابح بدر خان الذي راح ضحيتها ، في حينها ، اكثر من ربع مليون مسيحي في بلاد مابين النهرين.
ان ما جرى ويجري الان في زاخو والمناطق التي يعيش فيها المسيحيين من تخريب ودمار تتحمله الاحزاب المتنفذة هناك. فمن وجهة نظرنا ، ان طريقة سير الاحداث وتفاقمها من دون اتخاذ اجراءات لوأدها في محلها يجعلنا نشعر ان هنالك تواطئ ما بين هذه الاحزاب ، وان سياسة رمي الكرة في ملعب الاخر والاتهامات المتبادلة بين الاحزاب المتنفذه ما هي الا طريقة لتمييع القضية ، ولكي يبقى ابناء شعبنا المسيحي هو الخاسر الوحيد في هذه الهجمة.
في الختام لا يسعنا الا ان ندعو لوحدة ابنائنا المسيحيين (الكلدان السريان الاشوريين) والوقوف يداً بيد ضد طيور الظلام.
وبارك الله في صمودكم يا مسيحيي العراق
أوراها دنخا سياوش