المحرر موضوع: لا علم لا فهم لا اخلاق لا شـربت  (زيارة 1058 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وســام الربيعي

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 4
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لا علم لا فهم لا اخلاق لا شـربت

وسام الربيعي

   في عام 2005 كنت عضو هيئة إدارية في احد الأندية الرياضية في بغداد، وفي أحد الأيام اوكلت لي مهمة طباعة مسودة محضر اجتماع كان قد كتبها (السيد فلان) رئيس الهيئة الإدارية ومدير النادي بخط يده، ولا أخفي عليكم لم تكن تلك المهمة بالشيء اليسير أبدا، فقد أخذت مني جهدا كبيرا لفك وتفسير طلاسم تلك المخطوطة العجيبة الغريبة بخط يد السيد مدير النادي، ومن باب الدعابة قادتني نفسي الأمارة بالسوء في اول اجتماع للهيئة الإدارية بعد ذلك بتقديم مطالعة احتجاج وقرأتها على جميع الحضور اطالب بها وبشدة منع السيد مدير النادي من كتابة المسودات ومحاضر الاجتماعات وسحب هذه الصلاحية من يده لما لديه من اخطاء إملائية فظيعة واسلوب ركيك في التعبير والخلط بين الفصحى والعامية.. فضحك جميع الأعضاء كما ضحك السيد المدير ايضا.
   في الحقيقة رغم انزعاجي الواضح والذي لم اتمكن من إخفاءه من المستوى الثقافي المتدني للسيد مدير النادي إلا أنني كنت التمس له العذر أحيانا، فهو لم يكن سوى (نايب ضابط) في الجيش العراقي السابق وشاءت الأقدار بشكل أو بآخر أن يكون مديرا للنادي في غفلة من الزمن، ولكن هذا العذر ايضا لم يكن كافيا لمنع نفسي من التمني بأن لو كان شخصا آخر غيره في هذا المنصب.
   كذلك جعلتني نفسي الأمارة بالسوء أن لا أترك احد من المعارف والأصدقاء إلا وقد فضحت السيد فلان مدير النادي أمامه، فقد كان لشخصه البسيط ومفردات كلامه حين يتمنطق ويتفلسف في الاجتماعات مادة جيدة للضحك وتلطيف الجلسات.
 
   بعد عام تقريبا تركت النادي والعراق كله لأمثال السيد مدير النادي من مثقفي ومتحدثي العراق الجديد، وبمرور الأيام اكتشفت شيئا فشيئا مدى الظلم الكبير الذي اقترفته بحق صديقي السيد فلان باتباعي لأوامر ورغبات تلك النفس الأمارة بالنقد والسخرية من هذا المسكين، فلم يقترف السيد فلان الكبائر باخطائه الإملائية واسلوبه الركيك، فلم يكن المسكين إلا قطرة في بحر الظلمات، ولم يكن إلا موجة صغيرة في تسونامي الوزراء والمسؤولين اصحاب شهادات الدكتوراه المزورة التي ضربت سواحل العراق ووزاراته من جميع الاتجاهات، فلم يكن صديقي المسكين شيئا قياسا بما سمعته ورأيته من (السيد وزير الهجرة والمهجرين) وهو يتحدث في مقابلة على إحدى الفضائيات عام 2008 حيث ذكر المفوضية السامية لشؤون اللاجين عدة مرات في كلامه وفي كل مرة كان يلفظ كلمة السامية بتشديد الياء أي (الساميّة)، فاصابتني الدهشة والذهول، فهل يعقل أن يكون السيد الوزير يجهل الفرق بين السامية والساميّة!، هل يعقل بأن يكون مسؤول رفيع المستوى لا يميز بين سمو مفوضية الأمم المتحدة وبين الساميّة اليهودية العنصرية!، هل يعقل هذا من وزير وزارة قد تكون هي أكثر الوزارات ذات صلة وتعامل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بحكم طبيعة عمل الوزارة وعمل المفوضية!.
   على كل حال، ربما الخطأ وعدم التمييز بين الشدة والمدة والفتحة والكسرة وباقي حركات لغتنا العربية الفصيحة ليس بشيء يذكر أمام الفضيحة الاكبر تلك التي اقترفها (السيد وزير السياحة المحترم) حين خرج علينا وهو يتحدث على قناة الفيحاء الفضائية عن زيارته الرسمية إلى سوريا ومقابلة ضخامة الرئيس السوري بشار الأسد.. نعم (ضخامة) مالكم لا تصدقون، هكذا نطقها مرتين في المقابلة ولم تكن زلة لسان من سيادة الوزير، وربما في المرة القادمة سنسمع عن لقاء (زيادة الوزير بضخامة الرئيس).. ولم لا.. مادام العلم في تطور لماذا لا نطور اللغة ايضا ونصبح في مصاف الدول المتقدمة والمتطورة.
   وعلى كل حال ايضا، ربما الخطأ وعدم التمييز بين الفاء والضاد في لغتنا العربية الفصيحة ليس بقضية (المهم كلها دوائر وعليها نقاط) والأعمال بالنيات وما دامت النوايا حسنة فلا بأس بالأخطاء اللغوية والإملائية، ولكن بماذا يمكن أن نبرر خطأ ووقاحة وانحطاط (السيد وكيل وزير التربية والتعليم) الذي يصف معلمين وزارته بانهم (مطايا).. هل هو ضعف في الإملاء أم في الإنشاء أم هو ضعف في الأخلاق والتربية والتعليم يا وكيل وزارة التربية والتعليم. إذا كان هذا حال ومستوى الوزراء ووزارتهم (لا علم لا فهم لا اخلاق.. لا شربت) فعلى الدنيا السلام.
 
   قالوا لنا قديما أن القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ... وفي معادلة بسيطة، لكل كتاب هناك شخص واحد يكتب وعدة اشخاص تطبع وآلاف تقرأ... إذن أين آلاف القراء والمثقفين العراقيين، أين الأساتذة والعلماء والمفكرين، أين اصحاب الشهادات والكفاءات الحقيقة، هل قتلوا وهجّروا وهمشوا جميعا لكي يخرج علينا أمثال ضخامة المطايا بتصريحاتهم عن المفوضية الساميّة لليهود المتحدة... قالوا لنا قديما بغداد تقرأ وما دروا بحال العراق الجديد، لقد أفل نجم القارئ البغدادي ليعلو مكانه نجم قارئ المقتل، والمناصب ما عادت لمن ثقلت يده بشهادات الخبرة والكفاءة فهي لمن ثقلت يده بالمحابس والسبح.
 
 
فيديو محمد عريبي وزير السياحة
http://www.youtube.com/watch?v=9QC-RYnzzlA
 
فيديو علي الابراهيمي وكيل وزير التربية
http://www.youtube.com/watch?v=L0wLCxzjCJA
 
واعتذر لعدم توفر فيديو لقاء وزير الهجرة والمهجرين