المحرر موضوع: هيكل في كتاب جديد: كيف استطاعت "بقرة ضاحكة" أن تحكم مصر 30 عاما؟!  (زيارة 1023 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل samir latif kallow

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 50554
    • MSN مسنجر - samirlati8f@live.dk
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هيكل في كتاب جديد: كيف استطاعت "بقرة ضاحكة" أن تحكم مصر 30 عاما؟!

16/01/2012   16:15



 

القاهرة/ محمد أبو زيد

كيف تحولت مصر إلى خرابة؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه الجديد "مبارك وزمانه، من المنصة إلى الميدان"، الذي بدأت ثلاث صحف مصرية، في نشر بعض فصوله، متزامنة اليوم.

وصف الخرابة، قاله مبارك واصفا مصر، في رد على سؤال أمير سعودي، لكن هيكل يسأل مبارك في كتابه الجديد، الذي يؤرخ لثلاثين عاما حكم فيها مبارك مصر، كيف تحولت مصر إلى خرابة؟ وهل تولى حكمها وهي على هذا الحال؟ وإذا كان ذلك فماذا فعل لإعادة تعميرها طوال ثلاثين سنة؟، وهذه فترة تزيد مرتين عما أخذته بلاد مثل الصين والهند والملايو لكي تنهض وتتقدم.

ثم لماذا كان هذا الجهد كله من أجل توريث "خرابة"؟، خصوصا أن الإلحاح عليه كان حقل الألغام الذي تفجر فى وسطه نظام "الأب" حطاما وركاما، ما زال يتساقط حتى هذه اللحظة بعد قرابة سنة من بداية تصدعه وتهاويه، وكيف، وكيف وكيف؟.

الإجابة على هذه الأسئلة، قادت هيكل إلى البحث عن مبارك ذاته، حيث يقول"عُدت إلى ملفاتي وأوراقي، ومذكراتي وذكرياتي عن "حسنى مبارك"، ثم قرر كتابة الكتاب.

الكتاب الذي من المتوقع أن يصدر خلال أسابيع، على جزءين، لا يسجل قصة "مبارك" كاملة، حسبما تقول دار الشروق ناشرة الكتاب" وإنما يرسم لمحات ومشاهد من زمن طال ثلاثين سنة، كانت من أغرب السنوات في التاريخ المصري الحديث.

هيكل يبدو غير راض عن اختصار محاكمة مبارك في تهمة "قتل المتظاهرين"، لأن المنطق حسبما يقول في محاكمة أي رئيس دولة أن تكون محاكمته على التصرفات التي أخلّ فيها بالتزامه الوطني والسياسي والأخلاقي، وأساء بها إلى شعبه، لأن هي التهم التي أدت إلى الثورة عليه.

هيكل يرى أن محاكمة رئيس الدولة، أي رئيس وأي دولة، يجب أن تكون سياسية تثبت عليه، أو تنفي عنه، مسؤولية الإخلال بعهده ووعده وشرعيته، مما استوجب الثورة عليه، أما دون ذلك فإن اختصار التهم فى التصدي للمظاهرات قلب للأوضاع يستعجل الخاتمة قبل المقدمة، والنتائج قبل الأسباب.

هيكل يبرر ذلك بأنه إذا لم يظهر خروج مبارك على العهد والوعد والشرعية، إذن فقد كان تصديه للمظاهرات ممارسة لسلطته فى استعمال الوسائل الكفيلة لحفظ الأمن العام للناس، والمحافظة على النظام العام للدولة، وعليه يصبح التجاوز فى إصدار الأوامر أو تنفيذها رغبة في حسم سريع، ربما تغفره ضرورات أكبر منه، أو فى أسوأ الأحوال تزيدا فى استعمال السلطة قد تتشفع له مشروعية مقاصده.

العلاقة بين مبارك، وهيكل، كما يصفها، هيكل في كتابه "كانت علاقة محدودة وفاترة، وفى كثير من الأحيان مشدودة ومتوترة، وربما كان أكثر ما فيها، طولا وعرضا، لقاء واحد تواصل لست ساعات كاملة، من الثامنة صباحا إلى الثانية بعد الظهر يوم السبت 5 ديسمبر 1981 ، أي بعد شهرين من بداية رئاسته، وأما الباقي فكان لقاءات عابرة، وأحاديث معظمها على التليفون".

هيكل يقدم، مبررات لكتابه بأنه قد يكون وسيلة إلى فهم مرحلة من التاريخ المصري المعاصر، وقد يكون مفيدا في التعرف أكثر على لغز رجل حكم مصر، وأمسك بالقمة فيها ثلاثين سنة لم يتزحزح، وتغيرت فيها الدنيا، وظل هو حيث هو لا يتأثر.

هيكل يقرأ الصور التي شاعت عن مبارك، فيتساءل "إذا أخذنا الصورة الأولى للرجل كما شاعت أول ظهوره، وهي تشبّهه بـ"البقرة الضاحكة" La vache qui rit، إذن فكيف استطاعت "بقرة ضاحكة" أن تحكم مصر ثلاثين سنة؟"،

ويستطرد " وإذا أخذنا الصورة الأكثر بهاء، والتي قدمت الرجل إلى الساحة المصرية والعربية بعد حرب أكتوبر باعتباره قائدا، إذن فكيف تنازلت "الأسطورة" إلى تلك الصورة التي رأيناها فى المشهد الأخير له على الساحة، بظهوره ممددا على سرير طبى وراء جدران قفص في محكمة جنايات مصرية، مبالغا في إظهار ضعفه، يرخي جفنه بالوهن، ثم يعود إلى فتحه مرة ثانية يختلس نظرة بطرف عين إلى ما يجري من حوله، ناسيا أنه حتى الوهن له كبرياء من نوع ما، لأن إنسانية الإنسان ملك له في كافة أحواله، واحترامه لهذه الإنسانية حق لا تستطيع سلطة أن تنزعه منه، إلا إذا تنازل عنه بالهوان، والوهن مختلف عن الهوان".

ويتساءل هيكل "وإذا أخذنا صورة الرجل كما حاول بنفسه وصف عصره، زاعما أنه زمن الإنجاز الأعظم في التاريخ المصري منذ "محمد على"، إذن فكيف يمكن تفسير الأحوال التي ترك مصر عليها، وهي أحوال تفريط وانفراط للموارد والرجال، وتجريف كامل للثقافة والفكر، حتى إنه حين أراد أن ينفي عزمه على توريث حكمه لابنه، رد بحدة على أحد سائليه وهو أمير سعودي تواصل معه من قديم، قائلا بالنص تقريبا: "يا راجل حرام عليك، ماذا أورِّث ابني، أورثه "خرابة"؟، ولم يسأله سامعه متى وكيف تحولت مصر إلى "خرابة" حسب وصفه.



http://www.uragency.net/ur/news.php?cat=miscellaneous&id=7581
مرحبا بك في منتديات



www.ankawa.com