المحرر موضوع: "الربيع" العراقي قبل ستة عقود  (زيارة 2119 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الحزب الشيوعي العراقي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1291
    • مشاهدة الملف الشخصي
"الربيع" العراقي قبل ستة عقود




معاهدة بورتسموث (جبر – بيفن) 1948, أرادها الانكليز والنظام الملكي أن تحل محل معاهدة 1930 التي رفضها الشعب وطالب مصراً على الغائها، فكانت هذه الملحمة الشعبية المجيدة:
• 25 / 11 / 1947 مظاهرات في بغداد احتجاجاً على المفاوضات مع بريطانيا لعقد معاهدة تديم الهيمنة البريطانية على العراق.
• 5 / 1 جمال بابان نائب رئيس الوزراء يصدر بيانا يهدد فيه الطلبة إن هم عادوا إلى التظاهر ضد المعاهدة المهيأة.
• 15 / 1 بعد مفاوضات في بغداد ولندن, يعلن رسميا عن توقيع المعاهدة, وما هي إلا ساعات, حتى تهب الجماهير بقيادة (اللجان الوطنية المشتركة) في مظاهرات سلمية, توجهت إلى بناية مجلس النواب هاتفة بسقوط المعاهدة.
• 20 / 1 تنتظم الجماهير في مظاهرات متجددة رغم قرار المنع من جانب السلطات. يسقط أول شهيد في بغداد, هو الطالب شمران علوان. بعده يتوالى الشهداء..
• 21 / 1 مظاهرات حاشدة تتجه إلى مستشفى باب المعظم والكلية الطبية. المتظاهرون يطالبون بتسليمهم جثامين الشهداء. الشرطة تشدد من إجراءاتها وتعاود إطلاق النار. يسقط شهيدان آخران.
• 22 / 1 صالح جبر رئيس الوزراء يذيع بيانا, الشعب يهزأ من تهديداته بـ "عواقب وخيمة".
• 23 / 1 الجماهير تنزل إلى الشوارع بصفوف متراصة. الهتافات تعلو بسقوط الوزارة والإلغاء الفوري للمعاهدة.
• 26 / 1 ليلا تنتشر قوات الحكومة. تنصب الرشاشات على مآذن المساجد. تتحصن في الشوارع الرئيسة والميادين (باب المعظم – شارع الرشيد – ساحة الأمين – حافظ القاضي – شارع غازي – السنك – الباب الشرقي).
• 27 / 1 العمال يتركون المصانع. الطلاب يغادرون المدارس والكليات. النساء والشيوخ يتراصفون على جانبي شارع الرشيد.الجميع ينزلون إلى الشوارع.
تنطلق المظاهرة الكبرى. تبدأ معركة الشعب. أهل الكرخ يكتبون ملحمة الجسر (المعروفة) ويعبرون. يلتقون الجموع الهادرة في الرصافة. تلتحم الجماهير الغاضبة. يسقط 22 شهيداً. يقع مئات الجرحى. الجماهير تسيطر على قلب بغداد، وتجبر الوصي (عبد الاله) على إذاعة الإعلان الرسمي برفض المعاهدة وإلغائها. صالح جبر رئيس الوزراء يهرب متخفيا إلى القاهرة بطائرة. إذاعة بغداد تعلن تشكيل وزارة جديدة برئاسة السيد محمد الصدر.
• انتصرت إرادة الشعب.
• كانت معركة شعب بأسره... فقدر لها النصر.
• الجماهير رفعت شاعر العراق والعرب محمد مهدي الجواهري وسط ساحة حافظ القاضي, وهي تردد معه:
قف بأجداث الضحايا لا تـُسلْ
فوقها دمعاً ولا تـبـك ِ ارتجالا
لا "يـُقال" الشعبُ لكن طغمة
تسترقُّ الشعبَ أولى أن تـُُقالا
• في الوثبة الخالدة, زاد وجه المرأة تألقاً.. كادحات وطالبات وطبيبات في موكب واحد.
• العمال صنعوا تاريخهم.
• الوثبة تركت اثارها في كل شوارع بغداد وساحاتها. خلـّفت فيها ذكريات البطولة. وقدمت إلهاما لمستقبل حافل.
• الوثبة: شهادة أيام مجيدة.

• من قطاف ملحمة المجد:
1.  إلغاء المعاهدة الاسترقاقية الجديدة وسقوط الوزارة.
2.  انتعاش حركة الطبقة العاملة.
3.  العديد من النقابات العمالية التي مُنعت قبل الوثبة تستأنف نشاطها.
4.  قيام العمال بسلسلة من الإضرابات المطلبية والسياسية من أواخر شباط حتى نيسان كان أبرزها إضراب عمال النفط في عين زالة, وإضراب 2000 من عمال الميناء والبواخر في منطقة الفاو, وإضراب عمال السفن والكهرباء والماء في البصرة, وإضراب 7000 من عمال النفط في مدينة كركوك.
5. تأكيد ثقة الشعب بقواه الوطنية من خلال سعة المشاركة في الوثبة.
6. تعميق الوعي السياسي لدى جماهير الشعب.
7. الرهان على أهمية وفعالية الأحزاب الوطنية ووحدتها.
8. تأكيد ضرورة التحالف الكفاحي بين أبناء الشعب وقواه الفاعلة من العرب والكرد والقوميات الأخرى في المعارك الوطنية والطبقية ضد النظام.
• الوثبة: مدرسة الوطنية العراقية.
• الوثبة: أسطورة شعبنا التي مهدت ـ بقوة ـ  لثورة 14 تموز 1958.
• الوثبة: لم تكن أعجوبة, بل لو لم تحصل لكانت الأعجوبة, على حد قول القائد الشيوعي الراحل خالد بكداش.