في اليوم العالمي للغة الأم
السريانية: اغتيال حضاري
حين قررت الاونيسكو عام 1999 الاحتفال بيوم عالمي للغة الام في 21 شباط من كل عام، كانت تلفت الى آلاف اللغات المهددة بالاندثار في خضم صراع ثقافي مذهل وسيطرة للغة الانكليزية على مفاصل العلم والاقتصاد والتواصل.
والسريانية ليست فقط لغة أم. هي أم اللغات. هي لغة قومية ووطنية وسياسية وحضارية وكنسية وروحية ومقدسة ايضاَ في عرف ابنائها. يكفي ان السيد المسيح نطق بها في تجسده الالهي.
فهلْ يمكن للأنظمة والاحزاب والتيارات في هذه المنطقة ان تعترف وتقر بالتنوع اللغوي فيها، وتساهم في احياء هذه التراثات التي تشكل ثروة للهويات المتآلفة، ثروة لكل فرد ولكل جماعة، ثروة تاريخية تطال الكتب والاغاني والشعر والتراتيل والاناشيد والامثال وحتى الاحلام والاوهام.
وهل تفهم هذه الأنظمة أن من روح العصر أن نحب الآخر كجزء من التعدد، كمرآة الأنا. وأن سياسات الانصهار والالغاء والكبت والانكار كلها لا تجدي نفعاً.
ان ثقافة الدنيا أمام التحديات. وثقافة منطقتنا في ظل كل الحراك الشعبي امام سؤال. هل نذهب الى آحاديات رافضة لكل آخر. للآخر قومياً واثنياً ودينياً ومذهبياً ولغوياً؟
هل اللغة القبطية او الأرمنية او الكردية او السريانية تهمة لشعوبها. أم أنها جريمة موصوفة.
ان كل من لا يساهم في إحياء اللغة السريانية، بكل ما ترمز اليه، يشارك في اغتيال حضاري ادهى من قتل نفس.
ونحن مؤتمنون على حضور شعب مهدد بالاقتلاع من جذوره ومن انتزاع قلبه عبر محو خصائصه ولغته.
لكنها لغة لن تموت لان شعبنا يحفظها قصيدة حب.
حبيب افرام
رئيس الرابطة السريانية
