المحرر موضوع: مؤسسة العـراقـية تـكـرّم الأحـياء في أسـتـراليا  (زيارة 786 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5252
    • مشاهدة الملف الشخصي
مؤسسة العـراقـية تـكـرّم الأحـياء في أسـتـراليا
بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
سـتـقـيم مؤسسة العـراقـية للثـقافة والإعلام في سـدني / أستـراليا مهـرجاناً للإبـداع الثـقافي وذلك في يوم الخـميس الموافـق 8 / آذار / 2012 يُـكـرّم خـلاله 21 مبدعاً بـين فـنان وكاتب وناقـد ومحـرّر ومعـلق في الشؤون السياسية والقـومية والدينية والفـلسفـية والرياضية وغـيرها . وبهـذه المناسبة نـقـول تـنشط الكائـنات الحـيّة بفعاليات متـنوّعة النـتاجات متباينة الدرجات ، والإنسان يقـف شامخاً فـوق جـميعها بإدراكه المتميِّـز وإحـساسه المرهـف وضميره الحي الذي يدفعه إلى البذل والعـطاء لبني جـنسه أو لعامة الأحـياء غـيره عـن إيمان وقـناعة ومحـبة . ومثـلما تـتـدرّج شـدة تلك النشاطات لدى الأفـراد المنتجـين فإن قِـيَـمَها تـتباين أيضاً عـند المتـلقـين وهـنا يأتي دَور المجـتمع في التـفاضل بـينها مؤدّياً دَور لجان التحـكـيم . إن الفـيلسوف يُـنـتج أدوات المحاجـجة لإستخـدامها في الحـديث حـتى الوصول إلى المنطق المقـبول مثـلما الفلاّح ينـتج الغـذاء الذي يُـحـرق لتـوليـد الطاقى اللازمة لديمومة الحـركة والحـياة ، وعـليه فـكلاهـما منتِجان يستحـقان أجـرهـما وعـلى المجـتمع أن يستـعـدَّ للثـناء عـلى كِـليهما ، إنه منطق الإستمرارية فلا حـياة بـدون أخـذ وعـطاء .
قـرأتُ عـن غانـدي حـيث قال : إذا أخـذتَ جـرعة ماء وأعـطـيتَ جـرعة ماء فإنك لم تــُـعـطِ شـيئاً ! . فالإستعـداد للإيثار والبـذل والعـطاء والتـضحـية حـتى أعـلى مستوياتها - الفـداء - موجـود عـنـد الإنسان غـريـزياً إلاّ أن ضوءه قـد يخـفـت عـنـد البعـض لسبـب ما ويتـوهّـج عـند الغـير لأسبـاب أخـرى وهـنا يـبرز - أولئك الغـَـيـر - و يَـمسوا مَـدار حـديث الناس الذين يتـمنـون أن يـزهـو المجـتمع بأمثالهم ولكـن ! وإنْ كانـت فـرصة المنافـسة متاحة للجـميع في ساحات السباق إلاّ أن المنطق يفـرض بأن يـبقى الفـوز من حـصة البعـض في أيّ مـيدان وعـنـد الوصول إلى نهاية البرامج تـُـهَـيّأ المدرّجات ليرتـقي إليها المستحـقـون فـقـط فـيُـكـرّمون بالميداليات وهم أحـياء ! ويصفـق لهم المتـفـرّجـون المبتهجـون .
أتـذكـّـر سنـوات الحـرب العـراقـية الإيـرانية حـين صدر قـرار تكـريم شهـداء الوطـن بمنحهم إمتيازات قـيِّـمة في حـسابات المجـتمع ولكـنها لا تـرتـقي ولا تـتـوازن ولا تــُعادل دماءَهم الزكـية التي سفـكـوها و روَتْ تربة الوطـن كي يـبقى مخـضـرّاً عـزيزاً للأجـيال اللاحـقة فـللضرورة أحـكام ، إنهم جادوا بأغـلى ما عـنـدهم - أنـفـسَهم - وذلك محـبة في غـيرهم وعـلينا أن نـنصفهم بضمير حـيّ ، حـقاً إنّ الشهـداء أكـرم منا جـميعاً . وهـنا لنا وقـفة ! فـفي تلك الأيام كان يُـكـرم - وهـو حيٌ - كـل مَن يُـنجـِـز عـملاً بطولياً متميِّـزاً في تلك الساحة فـيرى بأم عـينه ثمرة بطولته وتضحـيته .
ومن جانب آخـر فإن معـظم المجـتمعات تـقـيم النصب والتماثيل في الساحات أو في الأبنية الرسمية أو في المتاحـف لأشخاص عـظماء بعـد إنـتـقالهم إلى الحـياة الأبـدية وذلك إعـتـرافاً بإخـلاصهم أو إنجازاتهم ولكـنـنا نسأل ما قـيمة التـكـريم عـنـد صاحـبه المستـحِـق بعـد أن يكـون قـد ودَّع الحـياة منذ سنوات ؟ ولِـمَ لـَم يُـكافأ حـين كان حـياً ؟ نعـم ، يفـتـخـر به الأحـفاد ولكـن طالما كان له إستحـقاق فـلماذا يُـنـتـظـر حـتى وفاته كي يُـكـرم ؟ ونعـيد صياغة سؤالنا : ما هـو المانع من أن يكـرم المـبـدعـون والمخـلصون و هُـم أحـياء ؟.