الفرار من الجنة
من غير المجدي المقارنة بين حزب اردوغان ذو الخلفية الاسلامية والذي جعل من الممكن رؤية امرأة محجبة في البرلمان التركي،وبين اسلاميي مدينتي حيث اصبحت رؤيتك لسيدة مسيحية,تصوروا مسيحية،غير محجبة امرا ملفتا.نينوى مهيبة التاريخ التي اذلها عبدة الاوهام حتى انها تباركت يوما بأسم نيو قندهار.
من بين الصور الكثيرة التي اطلت علينا بعد احتراق صورة الرمز الواحد , لم يأمن الناس في مدينتي الا لصور الذين اهملوا حلاقة ذقونهم ,فأعطوا اصواتهم بسخاء للحزب الاسلامي وتعالى التهليل لأطفالنا الذين توحشوا على درب السلف الصالح ،مجاهدين في دار الكفر والظلال التي هي دارنا .فاكتسح الحزب الاسلامي انتخابات ما بعد التغيير,لينغمس قادته في نشر عناصرهم في ادارات الدولة ومؤسساتها ،تاركين الشعب لسياط السلفيين تلسع ظهورنا كي نحبوا عائدين الى القرن السابع للميلاد...
عم القتل والدمار وفساد الادارة مدينتي،فثمل الرجال بهول مازوخية الاذلال لرب الخراب الطاغي،في حين تلاشت النساء في ظلام الاردية السوداء التي اصبحت بعد الحجاب رمزا للولاء لدين محمد.وتدخل رعاة الاغنام الذين صاروا اوصياء دولة الاسلام حتى في قصة شعرك ورنة جوالك.وهكذا تمت التؤامة بين الحياة في مدينتي وحجيم العالم الاخر الذي تتوعدنا به الاديان ,ولكن الى حين...
فقد فتكت اَلة الكفر المتفوقة بدولة الاسلام البدائية شر فتكة,فتناثرت اشلائها بين قتيل وسجين ومطارد يبحث عن شجرة غرقد تخفيه ،وانقلب العمل الصالح ومكارم الاخلاق ورحمة للعالمين الى مافيات وجريمة غير منظمة.
منيت الجبهة الاسلامية(التوافق) بهزيمة منكرة في الانتخابات الاخيرة ,فمن نحو ستين مقعدا بقي لها اليوم في البرلمان ستة مقاعد قد لا تتمكن من الاحتفاظ بها في الانتخابات القادمة.
