المحرر موضوع: وزارة الكعكة ...وأحلام العصافير السياسية !  (زيارة 1132 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
وزارة الكعكة ...وأحلام العصافير السياسية !
  كُنّا صغاراً، نجلس امام شاشة التلفزيون، ننتظر برنامج عمو زكي، رحمه الله، لنتمتع مع بقية الصغار في برنامجه الخاص بالاطفال. ومع موجة تطور التلفزة العالمية تطورت ايضاً برامج الاطفال وجاءت بحلتها الملونة، ظهر وجه آخر اشتهر ليس فقط على مستوى برامج الاطفال، بل كانت التمثيليات والمسرحيات العراقية لا تستغني عن مواهبه، انه راسم الجميلي، رحمه الله، صاحب البرنامج الخاص بالاطفال، برنامج المسابقات، الذي اكتسب شهرة واسعة ليس لدى الصغار فقط وانما الكبار ايضاً. ويعود سبب شهرته لسبب بسيط وهو تحقيق جزء بسيط من طموح واحلام هؤلاء الصغار الذي جرى تسميتهم بالعصافير، وبالتالي كان تحقيق لطموحات الكبار في الترفيه عن ابنائهم بطريقة او باخرى.
  ان وداعة وبرائة الطفل ومحدودية احلامه جعلنا نشبهه بالعصفور الذي حتماً اهم حلم له،اي العصفور، هو الحصول على لقمة عيش من منبع ثابت ومستقر. كذلك الطفل فهو وكما هو معروف يحب تناول الكعكة مع الطقوس البريئة المصاحبة لها. ان هذا الحب للكعكة يبقى طموحاً مع بقية العمر عند فئة من الناس يلازمها اما بسبب صعوبة الحصول عليها ايام الطفولة لتظل عقدة في اللاوعي، او انه كان يحصل عليها باستمرار لتتطور في كل مرحلة من مراحل حياته وتأخذ شكلاً من اشكال الطموح المستمر، ولتصل الى مرحلة من مراحل الطموح الذي ادعوه بالطمع. والكعكة في السياسة هي تعبير مجازي، لمكتسب، قد يكون استحقاقاً لنضال، او قد يكون غير مستحق. ولكنها، اي الكعكة، تُسيل لعاب السياسيين والعاملين لاجلها، فقد اقترن اسمها ببعض المناضلين والكتاب السياسيين وصاروا يُدعَونَ "بمناضلي الكعكة" و"أحزاب الكعكة" و"كتاب الكعكة" الذين همهم الاول والاخير هو الحصول عليها مهما كان الثمن و "طز" بالشعب والوطن والامة. أمثال هؤلاء برزوا في الاروقة السياسية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري بعد عام 2003 مستلين سيفاً مسلولاً يقسمون به شعبنا، وقلماً مسموماً، ينفثون سمومهم عليه.
في الايام القليلة الماضية تم تسريب خبر ترشيح ثلاثة من هؤلاء "الكعكويين" من قبل احزابهم "الكعكوية" لمنصب وزير في الحكومة الجديدة للاقليم الكردي. خبر يعكس احلام العصافير السياسية لهذه الفئة الشاذة عن مجتمعنا، كذلك يعكس حجم طموحاتهم المريضة والتي كما بينت اعلاه تصل الى مستوى الطمع. فهم، وكما يبدو، انفصلوا وانقسموا وانعزلوا عن باقي ابناء شعبنا ليعملوا عمل المعارضة، علهم يتبوأون مناصب سيادية بانشقاقهم هذا. فحبيبنا الشيوعي المنقلب، هو احد المرشحين لوزارة "الكعكة" لتحقيق حلمهم العصافيري، مما يؤكد ان الفراغ السياسي الذي ذكرناه في مقالنا السابق المعنون "الشيوعيين الكلدان واختراق الكنيسة عجمايا وتومي مثالاً" قد اخذ حجماً كبيراً في مخيلتهم في البحث عن جديد لملئ هذا الفراغ.
 والسؤال هو لماذا الآن وفي عهد نيجيرفان؟ وهل نيجيرفان بالنسبة للمناضلين المنقلبين، (شيوعيين كانوا ام عروبيين ام كردستانيين)، والانقساميين، والانفصاليين، بمثابة راسم الجميلي، محقق رغبات العصافير السياسية ؟ وهل في برنامج حكومة الاستاذ نيجيرفان ما يؤكد وجود برنامج اسمه "المسابقات السياسية" والجائزة هي وزارة "الكعكة"؟!! وهل ولما يتمتع به الاستاذ نيجيرفان من ديمقراطية سمح لكل من هب ودب، عالمياً ومحلياً، امريكياً ونرويجياً، عربياً وكردياً، صومالياً وموزنبيقياً، في الترشيح لهذه الوزارة؟ أي وزارة الـ"كعكـــــــــــــة"، ثم هل هناك وزارة بهذا الاسم ستخصص لمحبي المعجنات السياسية؟! وهل ستُستحدث؟! كل شيئ ممكن في فن اللاممكن !
   بعد كل هذا نتمنى من الله ان يبعدنا من شر الوسواس الخنّاس، ومن شر الاحلام الانفصالية، والسياسة "العصفورية" وأحلامها في الاستحواذ على وزارة "حلويات ومعجنات الامير"، فرع كردستان...!!!
 ولم يبقى الا ان نقول بارك الله بكل حكومة، مركزية كانت ام إقليمية، تكفل حقوق شعبنا وتحافظ عليه، وتمنع عنه اي وزارة مرتبطة بالكعك والحلويات والمعجنات، على الاقل كي لا يصاب بمرض السكر!!
اوراها دنخا سياوش