المحرر موضوع: الى الداعين بأنتمائهم للقومية  (زيارة 1629 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الى الداعين بأنتمائهم للقومية

      ان الوصول الى معرفة الحقيقة يتطلب التجرد من المكتسبات الموروثة التي بُني اساسها من الرمل وكذلك بأزالة الغشاوة من عيون المتعصبين الذين يبحثون عن القشور السطحية ليبنون احلامهم البمبية (من اغنية بمبي للفنانة سعاد حسني)  ليصلوا الى برجهم العالي وبعدها يترنحون منه الى اسفله وذلك عندما تظهر الحقيقة الساطعة من المنارة العالية التي لايمكن ان تختفي من بين الابنية الموجودة حواليها. لقد بدأت مجموعة من الكتّاب بالبحث عن هذه الحقيقة  للتخلص من الواقع المشتت الذي نعيشه بسبب اقلية متمسكة بتسميات لم تكن هنالك حاجة لها لمسيحيي العراق لولا النية السيئة لمروجي هذه الافكار الهجينة التي الصقوها على مكونهم. وتصوروا لو كان المسيحيين بدون هذه التسميات  او حتى بوجودها وكما هي ولكن بدون اثارتها ملتزمة الصمت وراضية بما اكتسبه كل مكون منها وبدون اثارة حقد وضغينة للاخرين، لأصبح شأن المسيحيين متخذا مجراه الصحيح بأعتبارهم اصحاب تاريخ مجيد في العطاء والتضحية، بعد ان امطرنا دولتنا بالعلماء والاطباء والمهندسين والمبدعين منذ دخول المسيحية الى العراق ومرورا بالعهود الاسلامية ولغاية يومنا هذا. وهذا مايشير اليه معظم مفكري الكتل الكبيرة المكونات من العرب والاكراد في وطننا وحتى الاجانب المستشرقين الذين لاينكرون ذلك، فهم يعرفون شأننا ومدى اخلاصنا للوطن. ولكن وفي هذا الوقت بالذات فقد خاب ظنهم فينا من وراء هذه التسميات التي همّشتنا  وبفضل هذه القلة القيلولة التي تلصق تسمية لها، لتعلي شأنها وكما تظن ولكنها في سراب واهم . لأن الحقيقة اصبحت تتداول وتظهر للسطح  يوما بعد اخر. وقد اطلق تباشيرها الاخ احيقر يوخنا من خلال مقالته الموسومة (قراءة في كتاب مهم وخطير...) والمنشورة في موقع عينكاوة كوم. حيث يطرح موضوع انتساب اخوتنا من الاثوريين (تيارايي دحيكاري) ومن الذين كانوا على مذهب النسطورية الى اصلهم اليهودي وحسب استنتاج المؤرخ اليهودي الاصل الدكتوراحمد سوسة بكتابه( ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق- جامعة بغداد1978). والذي يقول في كتابه وكما نوه عن ذلك الاخ احيقر، بأن اقدم وجود لليهود في العراق يعود الى عهد الامبراطورية الاشورية في القرن الثامن قبل الميلاد عند قيام الملك سنحاريب بأسر اليهود من غزوهم لفلسطين وجلبهم للعراق وتسفيرهم الى شمال العراق . وعند انتصار الامبراطورية الكلدانية على الامبراطورية الاشورية ودحرها في سنة 612 ق.م ، جلبوا ايضا المزيد من الاسرى من اليهود عند اغارة الكلدان على موطنهم من قبل الملك نبوخذنصر الكلداني. وظل اليهود موجودين في العراق في عهد التلموذ اثناء الحكم الفارسي واستمرارا تحت الحكم الاسلامي الذين اوردا المزيد من يهود الجزيرة العربية الى داخل العراق.
وبالعودة الى بعض ماتتطرق اليه الكتاب فأنه يشير الى مراجع تاريخية ومدونات مسيحية موجودة ومذكورة في هوامش هذا الكتاب ليس لها علاقة بأسلمة الدكتور احمد سوسة على اعتبار ماكتبه هو انتقاما لليهود وكما عرّج لذلك بعض الكتاب الذين يعجبهم البقاء في سراب القومية الهشة. ومما يشير اليه الكاتب ايضا الى ان الباحثين المحققين يرون بأن غالبية اليهود الذين سباهم الاشوريين الى منطقة آشور الجبلية والتي كانت منطقة حدياب وعاصمتها اربيل من ضمن المناطق التي استقروا فيها، قد صبؤوا (تحولوا) الى المسيحية بعد وفاة المسيح، وكانوا على رأي هؤلاء الباحثين يهودا عندما جاء بهم الاشوريون الى منطقة اشور. وبفعل الحملات التبشيرية لتلاميذ المسيح الذين اصبحوا اثنان وسبعون ومنهم مار ادي ومار ماري الذين صحبوا المسيح اتجهوا للشرق ومعه اخرين قاصدين العراق ملتقين باليهود المسبيين(من السبي)  والذين كانوا يعتبرونهم من الاسباط العشرة المفقودين  من السلالة اليهودية .وكان ذلك من السهولة لتبشيرهم بالديانة المسيحية حيث عوامل اللغة والعادات والتقاليد المشتركة التي كانوا محافظين عليها بالاضافة الى ايمانهم بالله لكونهم يهود، فقد استطاع الحوارين(تلاميذ المسيح) من ادخالهم للمسيحية في بداية القرن الاول من السنة الميلادية وصاعدا. وبعد مار ادي ومار ماري قام اليهود المتنصرين بالتبشير بالمسيحية متدرجين منهم بسلك الكهنوت واصبح بعضهم اساقفة وكذلك رئيس اساقفة  بين سنة 104م الى 312م على كرسي اسقفية اربيل وتوابعها . وقد زاد التبشير بالمسيحية لهؤلاء اليهود بعد انقراض حكم السلالة اليهودية في حدياب على يد الامبراطور تراجان سنة 116م والذي يوضح بأن اليهود المسبيين الموجودين في شمال العراق وهم من الاسباط العشرة المفقودين كانوا لايزالون في اماكنهم الجبلية التي استقروا فيها ولكن كمسيحيين وليس كيهود. واختصارا لما جاء في هذا الكتاب فأنه يشير الى ان عدد اليهود الذين تم سبيهم الى شمال العراق بلغ مايربو الى 400 الف نسمة وبعد ان تنصر معظمهم لم يبقى منهم كيهود الا مايقارب (13 الف نسمة) بعد مغادرتهم للمناطق الجبلية في حوادث فلسطين الاخيرة سنة 1950م . وهؤلاء اليهود المتنصرين اخذوا المذهب النسطوري في القرن الخامس الميلادي. وقد انزوا هؤلاء النساطرة  (بعد ان عزلتهم الكنيسة الكاثوليكية)  في جبالهم النائية بعيدين عن الاحداث العالمية لفترة طويلة من الزمن حتى صار موضوع اصلهم لغزا من الالغاز استغله الانكليز في مقاصد سياسية مشينة.
وسنقوم ايضا بتوضيح سياسات الانكليز وانقياد النساطرة المتأشورين الاعمى لهم وما آلت نتائج ذلك على هذا الشعب البريء من قياداته الدينية (البطريرك وعائلته) الذين زجوهم في معارك ابادة وتشريد للعوائل من اطفال وشيوخ ونساء الذين لم يكن لهم حيل او قوة من هجمات الاعداء الذين كانوا يفوقونهم عدة وعديدا. وهذا ما نلمسه في ايامنا هذه من المتأشورين الذين يكملون هذا النهج لتشريد وتشتيت البقية الباقية من مسيحيي العراق خارج وطنهم ان بقيت زمام الامور بيد هذه الاقلية التعبانة.
 سيكون لنا مقالة اخرى حول اصل اليهود في جميع المناطق ومنها فلسطين واخوتنا النساطرة المتأشورين الذي يعود بالتالي الى نسل وذرية ابينا ابراهيم الكلداني والقادم من اور الكلدانية بعد استجابته لدعوة الرب وكما يشهد بذلك التوراة من الكتاب المقدس والذي تستند اليه كل المصادر.
ملاحظة : معظم هذه المقالة كتبت بتصرف من كتاب الدكتور احمد سوسة ( ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق) والمصادر المذكورة فيه .                                         
                                                                          عبدالاحد قلو