المحرر موضوع: ايـــــــهٍ سهيــــــــــــل وفي العراق ظلامةَ..!  (زيارة 788 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د.علي عبد داود الزكي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 116
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ايـــــــهٍ  سهيــــــــــــل وفي العراق ظلامةَ..!

مات "القريشي" النبيل توجعا    ----  ومن فرط ما عانى الدماغ تصدعا
قد ظن يكسبه المقام  تطلعا ---- فاذا به قد بات يؤصد مسمعا
ما كان يدري ان ارضا  بلقعا ---- لن تستجيب لمزنة بل ادمعا
منذ الطفولة كان يسجد – مولعا.. ---- ويدور في المقهى حديث الأربعا-
ويصيخ بالسمع الرهيف تتبعا ---- مسرى الدلالة حين القت برقعا
ثم استوى يحمي المسلة مسرعا ---- فاذا به يلقى الحروف تدفعا...
قد مل مسمار العدالة  موقعا  ---- فوق الجدار معلقا او مشرعا
انا مثله  فوق الرخام اكابر   ---- صدأ.. بروحي ، والصديد به دعا
"ايهٍ سهيل"  وفي طوارف "واسط" ---- سهل تحمحمه الخيول تطلعا
مرأى قدومك سامق في طلعه ---- كالنخل في البيداء يحجب مصرعا
وحفاوة الاجداد فيك تجسدت ---- كالبحر في عينيك يغري الاشرعا
ولكم تغطت محجراك بديمةٍ ---- ما كنت تحسبها تنث اصبعا
حزنا على شعب افاق كما "الكما"---- ليرى المذلة والمظالم اجمعا
كانوا جياعا ثم صاروا شبعا   ---- نفخوا جيوبهم وكانت مرتعا
للقمل والصدق المزجج  بالعمى---- ثم اشتروا مجدا وراسا اقرعا
ذاك الذي قد فاق "GOBLZ" مطلعا---- باع الكباب فكيف اصبح مربعا
للمال ، للنفط الوفير مخادعا ---- وبه ربعنا كالبهيم وما رعى
لله درك يـــا عراق  مضاربا.. ---- نأبى التوحد والمليك وما سعى
ونسوا امام المتقيـــن جوامعا ---- في كل قول ، نهجه لن يرفعا
هم يكرهون حديثا ناش مخلبهم ---- ويقض مضجعهم يابئس مضطجعا
"من كان منصبه وراء ثرائه ---- تبا له من خائن مهما ادعى"
عيب علينا ان نكافيء قاتلا ---- او ساقطا او زانيا او بائعا
شتان بين مناضل ومقاول ---- ولقد منعت مسامعي ان ترجعا
عيب علينا ان نزور منصبا ---- منه يقود بلادنا والمجمعا
عيب علينا ان ننصب موقعا ---- " للاجنبي" وقد نسينا( المرضعا)
عيب علينا ان نقاعد ثائرا..----  انقى من الشفق النقي واروعا
" ايهٍ سهيل" وفي العراق ظلامةَ ---- اني التفت ترى الحنايا خشعا
شتان بين مناضل ومقاول ---- ولقد منعت مسامعي ان ترجعا
وستلتقيك اذا نزلت هودجي ---- وتكون للحدث المطهرا دعدعا
وسيسالونك عن الهشيم بلادهم ----  قل : عالما ، قل : مبدعا
يكفي يسوس الرائعين محنطً  ---- لا ليس يعرف غير دور الامعا
والمتخمون من الحرام بقاؤهم ---- خطر على شعب يمج الاقنعا
أما " الغباء" فقد ترسخ جذره---- لله ما قال "  المعري" اذ نعى
" ذو العقل يشقى " و" الجهالة تنعم " ---- فمتى نصحح منذ الف وضبعا؟
" ايهٍ أبي" ما كنت يوما كاذبا ---- لكنه التيس الذي قد ازمعا
ان يطفيء العقل المنير تلذذا ---- ببقاء ظلمتنا ، فنيا هجعا
لا بد من فجر يزيح ظلامة     ----  لن يبقى في شعبي حلوقا جوعا
قد كنت امل ان فجرك مشرع ---- ما كنت احسب ان يكون مروعا
" ايهٍ سهيل" فقد اثرت ملامة ---- لما تزل تحكي وتدمي الاضلعا
ومضيت في درب وحيدا غاضبا---- ولانت ادرى بالحوادث صنعا
واليوم تنتفض العدالة من عمى---- قد حز فيها ان تراك مقطعا
شتان بين مناضل ومقاول ---- ولقد منعت مسامعي ان ترجعا
قد كنت آمل ان تكون مشيعي ---- لعن الزمان بان اكون مشيعا..!
فأرح فؤادك هادئا متعبدا ---- وبكاك " احمد" اذ رحلت مودعا
فأهنأ جوار الله في جناته ---- فلأنت احسنت البلاء تشيعا


المرزوء بالفاجعة
علاء الوادي
بغداد في 22-اذار -2012

قصيدة نعي المرحوم" سهيل القريشي "
المفتش العام السابق لامانة بغداد