المحرر موضوع: أقرأ هذا الموضوع - بقلم عالم الاشوريات – عالم وأستاذ المسماريات الاشوري المرحوم فريد تميمي - ترجمة  (زيارة 3535 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل البرت ناصر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 220
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أقرأ هذا الموضوع - ترجمة البرت ناصر
بقلم عالم الاشوريات – عالم وأستاذ المسماريات الاشوري  المرحوم فريد تميمي
نشرة الجمعية الاكاديمية الاشورية – بريطانبا
المجلد :1
العدد:17
شتاء 1969

الاول هم الاشوريون


ليس هناك أمة , قديما وحديثأ , يمكنها تتبع اثارها في أعماق التاريخ أكثر من أمة آشور . بسهولة يمكن قراءة تاريخها المدوّن على رقيماتها الف عام قبل المسيح , ولغتها الى حيث زمن آدم وحواء . نعم , بالفعل الى لغة اعماق حضارة ما قبل الطوفان , اللغة التي استمر استعمالها من قبل نوح , ابراهيم , موسى , المسيح ومحمد  وحتى الزرادشت . انها اللغة الوحيدة التي يمكننا بواسطتها من التقصي بدقة سجلات الحضارات القديمة والامبراطوريات العظيمة .وحيث انها لم تكن فقط لغة الامبراطورية الاشورية العالمية , فقد أستُمر أستعمالها من قبل الامبراطوريات الناجحة  امثال مصر القديمة وميديا وفارس القديمة وحتى الاغريق والروم تتلمذو وتحضروا من خلال الوسيط ابجدية اللغة الاشورية .ليس هناك لغة على الكرة الارضية يمكنها الادعاء بهكذا عمق تاريخي ولفترات مستمرة .أنها اللغة الوحيدة التي من خلالها يمكننا ترجمة الرقيمات القديمة والاعمال الدينية العظيمة وفهم حقيقتها ومعناها الحقيقي .
في المائة والخمسين سنة الماضية, الاعتقاد السائد بين القلة هو ان كان هناك أمة آشورية , مع الاستثناء لسجلات التوراة , لم يكن هناك أي تعقب للعنصر الاشوري العظيم . فقد تغير العالم منذ أيام أنحسار سيطرة اشور على العالم , الحضارات تقهقرت  الى الوراء , فالقوى العالمية القديمة لم تستثمر جهودها في الحفاظ على سجلات ماضيها كما فعل الاشوريون . أضافة الى كل هذا كان القادم الجديد من منقبي الاثار حينما يستخرج الرقيمات الاشورية من تحت الارض كان في حيرة من أمره في كيفية لفظ الكلمة القديمة وكيفية ترجمتها الى معناها الحقيقي ..
 رسام , لايارد , بوتا,بلاس , سميث وحتى رولنسون , جميعهم كانوا يعتقدون أن أمة آشور ميتة ومعها قد ماتت لغتها . ياله من تخبط تاريخي!! كيف لأمة حكمت وعاشت لالاف السنين يمكن ان تمحى من وجه الارض ؟ كلهم فشلوا وأحسوا بالتقصير في هذا الشأن وبينما كانت حفرياتهم تحت ركام آشور , لم يتصوروا  ابداً أن اللغة الاشورية كانت ما تزال مستعملة على سطح الارض .وبدلا من مقارنة لغة الرقيمات بلغتها الاصلية الاشورية قاموا باستخدام (اللغة ) العبرية وهي لغة غير موجودة كلغة , لم يكن هناك وجود للغة عبرية أنما هي لهجة ضعيفة وفقيرة جداً من أحدى اللهجات الاشورية المسماة  الارامية .
لم يتمكنوا من العثور على الاجوبة من خلال ( العبرية) , فقام المترجمون  بأستخدام الاغريقية. المؤرخ الاغريقي هيرودوتس ظهر على صفحات التاريخ 100 (مئة) عام بعد سقوط نينوى, وعليه فكل ما كتبه كان أنما تشويها لتاريخ  بلاد آشور, وبسبب كون اللفظ الاغريقي ( النطق) للكلمة الاشورية كان ضعيفاً جداً , فالاغريق بكل تأكيد قد غيروا النطق الصحيح والحقيقي  للكلمات الاشورية  مما أدى الى تغيير كامل في معانيها . فليس هناك سقف محدد للكلمات الاشورية التي استخدمها الاغريق كونها غير موجودة في أصل لغتهم وهذا لم يكن مستغرباً لسبب أن الحضارة الاغريقية ( القادم الجديد) قد تعلموا اداب الحضارة من الاشوريين ومنها اداب وفنون الكتابة التي تم صقلها وانجازها كاملة في بلاد آشور 2000 سنة قبل أن يعلموها للاغريق القادمون الجدد على صفحات الحضارة .
وهكذا لم يتمكن الاثاريين والمؤرخين الجدد من الحصول على الاجوبة بسبب استخدام العبرية والاغريقية مما ادى الى اعتمادهم على التخمين وهنا كانت بداية الفوضى التي احدثوها في كتابة التاريخ القديم .فالزلات قد تكدست فوق اخرى , والاخطاء تكدست هي الاخرى ,وفي ترجمة النصوص المقدسة التخريب لعب دوره أيضاً .فما يسمى بالنسخ الجديدة للكتاب المقدس تحوي بالفعل حقيقة مشوهة للكتابات المقدسة الى درجة ان الكتاب المقدس للمسيحيين اليوم يختلف كثيرا عن الذي كتب قديما باللغة الاشورية القديمة , فحتى الكتاب المقدس لا يمكنه من أثبات نفسه دون مساعدة الخلفيه التاريخية للسجلات الاشورية .
يبدو ومن الواضح بأنه يجب اعادة كتابة كل التاريخ القديم , وعليه يجب ترجمته ليس من أية لغة اخرى بل حصراً من اللغة الاشورية . اللغة الاشورية فقط ولوحدها وبواسطة آشوري ملم باللغة الحقيقية . فالاشوريون لم يكتفوا بحفظ سجلاتهم النظامية لماضيهم فحسب , بل حفظوا سجلات عن معظم الامم ولهذا فالشرق الاوسط يمكن العثور عليه في الرقيمات و السجلات  الاشورية القديمة .
فعلى سبيل المثال , في أصل التاريخ الحقيقي لبلاد  آشور لم يكن هناك  قوم بأسم بابل , فبابل كانت مجرد مدينة وولاية آشورية . وقطعاً لم يكن هناك في الوجود ابدأ شعب كلداني. الاكديون لم يكونوا سوى مزارعين في مركز آشور الوسطى وبالنسبة للاسم ليس اكد أو اكاد بل (اكار) الذي يعني (مزارع) , وبالنسبة للعاموريين لم يكونوا مختلفين عن الاشوريين وهؤلاء لم يكونوا سوى اشوريين جبليين ولتفسير كلمة عامّا – رايا فهي تعني الناس الرعاة , والعيلاميين كانوا ببساطة الاشوريين الشرقيين , فالاسم في الاشورية قد تم اشتقاقه من أيل – عامّا والذي يعني شعب الله , اما الاراميين فلا يمكن فصلهم عن كونهم أشوريين , فالاراميين كانو مجرد قبيلة آشورية تسكن منطقة ذي هضاب مرتفعة وفيرة المياه مثل أورميا .هذه الاسماء ببساطة تعني أرض المياه .
الاشوريون الغربيون وهم اليهود والعرب فقد سماهم الاشوريون (عربايي) وهي من كلمة اراب والتي تعني الغرب , وكلمة ارابا بشكل دقيق تعني الغربي وفعلاً أن كلمة ( اوروبا ) قد تم اشتقاقها من (ارابا) والتي تم تشويه اصلها الاشوري نطقاً فلفظوها اوروبا على يد القادمون الجدد الاغريق على صفحات التاريخ .وفي زمن كان هؤلاء الاشوريون الغربيون يسمون (عبرانيين) هذا الاسم كان مستعمل للاثنين العرب واليهود ولكل الاشوريين الذين عبروا النهر الاشوري العظيم الفرات وهاجروا غرباً. فتسمية عبراني مشتقة من اصلها الاشوري من الفعل (عبر) والذي يعني العبور . لم يتم تحديد اعداد الجماعات والعشائر والقبائل التي غادرت بلاد آشور . وكل واحد منهم كان يطلق على نفسه اسماً لتمييز جماعته عن العرب والعبرانيين (هاتين الكلمتين تعنيان الغرب)ومن هنا اطلق يعقوب على جماعته اسم بني اسرائيل والاسم معناه ابناء سار- ئيل والذي يعني أبناء (أمير الله) .
أما الاشوريين الذين ارتادوا البحار ذوي الملابس البنفسجية اصحاب المهن الذين سميوا (صيدونو) والتي تعني صيادي الاسماك والذين سماهم الاغريق ( الفينيقيين) نسبة الى لون ملابسهم البنفسجية (فينيق – بالاغريقي) فهؤلاء لم يكونوا مختلفين عن اشوريوا بابل . ولا فرق بينهم وبين الاتروريين ( سكنة اتروريا) الذين استعمروا ايطاليا وعن طريقهم تمدن اللاتينيون من خلال تعليمهم فنون صناعة السفن  والصناعات الخشبية والملاحة والبناء وفنون العمران .وفعلاً فأن أسم هؤلاء ومعهم الذين استوطنوا شمال ايطاليا كان يسمى (أتروريا) بمعنى آشور المصغرة .
في الختام لا يمكننا فصل الارمن عن الاشوريين . فأشور هو موطن الارمن الذين رسخت اقدامهم في اورارتو بواسطة الاشوريين الفاتحين لتهدئة القبائل الشمالية البربرية الوحشية  , ولسوء الطالع وفي زمن ما قد فقد هؤلاء الارمن هويتهم ولغتهم الاشورية بالاختلاط مع القبائل الهمجية المحتلين من السيثان والسمرانس .
اما ارض (سام) قلب بلاد اشور فالمؤرخون قد شوهوا أسم سامراء الى اسم من غير معنى وهو  (سومر) والى درجة بحيث لا يمكنهم القول من هم السومريين .؟ ومن أين أتوأ ؟ والى أين ذهبوا ؟ بكل بساطة لم يكن هناك في التاريخ عنصر لشعب سومري ولا حتى لغة سومرية . فالذين يدعون بالسومريين , فما تسميتهم هذه  الا باللهجة الجنوبية وما هم الا السامرائيين او الساميين وهؤلاء هم الاشوريين الحقيقيين .


أقرأ الموضوع بالانكليزية على الرابط ادناه :
http://www.atour.com/forums/ed/75.html