المحرر موضوع: علىمدرج الأطلال بقلم بنت السريان  (زيارة 787 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنت السريان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 570
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
على مدرج الأطلال
بقلم
بنت السريان

تعرّت الطبيعة
من جلبابها الأخضر
تعكّر وجه السماء
واصطبغ القمر باللون الأحمر
راعني حال الكون
ينزف دما
شممت رائحة الموت
وجوم يكتسح الوادي والجبل
فلا زقزقة العصافير
ولا صوت العندليب
أطلال تبكي بني البشر
لملمت وجعي
وأكلت أحزاني
وقف الوقت بي
دارت عقارب الذكريات
شريط سينمائي ترأى
ساعات أذهلني
نسيت من أنا
أبتلعتني دوّامة الصمت؟!
أخشوعٌ
أم رهبة تمخضتها الروح
من رحم الألم؟
شدّتني الأرض إليها
جلستُ مرغمة
أكلّم نفسي الغائبة
كان قبالتي
جالسا على مدرج الأطلال
وكالمطرقة
على جدار ذاكرتي
لذات الحال
وجوده أعادني
تلعثمتُ
لم أجرؤ على الكلام
ضغط الزمن سنين عمري
وريح الوهن تُميلني
ذات اليسار وذات اليمين
بأمِّ عيني رأيته
يتفحصّني بنظراته الثاقبة
وكأنه يقرا ما سطّره التاريخ
على جبيني
وما خبّأته تجاعيد وجهي
نظراته أتعبتني
نهض من مكانه
وكأن نهوضه خنجرا ً
مزّق صدري
تقدّم نحوي ببطء
تفرّس بوجهي
تلاقت نظراتنا
وردة صفراءقدّم لي
إبتسمت
ُبداخلي فرحت
وقلتُ
أو يعقلُ هذا !!!!
وردة في زمن الخريف؟!
مددت يدي لآخذ الوردة
شوكتها وخزتني
وقبل أن أقول الآه
وجدتني أحلَّق معه
إلى عالمه
أعاين جسدي
ما زال
على المدرج
مرمي
[/size][/color]