المحرر موضوع: الهجرة المسيحية من الشرق الى تصاعد  (زيارة 980 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Joseph Kanon

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 313
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 230 الفاً غادروا مصر والعراق ولبنان خلال عامين
الهجرة المسيحية من الشرق الى تصاعد

باريس ـ بدرا باخوس الفغالي 26/9/2006
تسلّم السفير البابوي المعتمد في واشنطن من دائرة الهجرة في وزارة الخارجية الاميركية، ‏تقريرا حمل طابع «سري للغاية» يتناول في تفاصيله الارقام الدقيقة لمعدلات الهجرة في اوساط ‏المسيحيين في الشرق الاوسط خصوصا في الاعوام الاربعة الماضية.‏
وبحسب التقرير الرسمي الاميركي، لقد شهدت الهجرة المسيحية خصوصا من لبنان ومصر والعراق ‏تصاعدا ملحوظا. الامر الذي يثير المخاوف حول مستقبل بقائهم في مواطنهم الاصلية في ظل ‏تنامي ظاهرة الاصولية الاسلامية المشددة والموجهة ان تتصاعد اكثر فأكثر في الاعوام العشرة ‏المقبلة على اقل تعديل.‏
وكشف تقرير دائرة الهجرة الاميركية النقاب عن ان الاحصائيات التي اجرتها السفارات الاميركية ‏في كل من بيروت وبغداد والقاهرة أظهرت ان المسيحيين يمثلون حوالى 15 في المائة من مجموع سكان ‏الدول الثلاث البالغ عددهم 100مليون نسمة.‏
واشارت احصائيات نسبت للسفارات الاميركية المعتمدة في لبنان والعراق ومصر الى ان 50 في ‏المائة من مجموع طلبات الحصول على تأشيرة هجرة التي قدمت للقسم القنصلي تقدم بها مسيحيون، ‏فيما وصل الرقم الى 30 في المائة من مجموع طلبات الهجرة المقدمة للسفارات الكندية في ‏الدولة نفسها.
وقالت دائرة الهجرة الاميركية ان 30 ألف مسيحي غادروا الدول العربية الثلاث نهائيا ‏وبطريقة مشروعة خلال العامين الماضيين فقط. ‏
‏ ورأت دائرة الهجرة الاميركية استنادا الى شهادات الذين طالبوا بتأشيرة إقامة دائمة في ‏الولايات المتحدة ان ظروف الهجرة في صفوف المسيحيين تختلف بين دولة اخرى، فالاقباط في مصر ‏اختاروا اللحاق بعائلاتهم او باقاربهم بعد تصاعد اعمال العنف في مناطق الصعيد وسلسلة ‏الاعتداءات على دور العبادة الخاصة بالمسيحيين ناهيك عن ظاهرة اجبار بعض الاقباط الذين ‏يقطنون وسط العشائر الاسلامية المتشددة لاعتناق الديانة الاسلامية او الهجرة القسرية عن ‏ديارهم وارزاقهم.‏
اما في العراق، فإن ظاهرة الهجرة المسيحية استفحلت مع الغزو الاميركي للبلاد وخلع نظام ‏الرئيس السابق صدام حسين، وسيطرة التيارات الاصولية مع ما رافق ذلك من تفجيرات طالت ‏الكنائس خصوصا في منطقة الموصل.‏
ويختلف الوضع المسيحي في لبنان عما عليه في مصر والعراق، حيث الهجرة المسيحية عرفت عدة ‏مراحل وظروف منها الضائقة الاقتصادية او الهروب من الحكم العثماني ومن ثم الحروب الاهلية ‏التي تفاقمت على لبنان منذ مطلع القرن الماضي حتى اواخره.‏
غير ان اللافت في الهجرة المسيحية اللبنانية ان المهاجرين وان تمكنوا التأقلم سريعا في ‏المجتمعات الجديدة التي احتضنتهم يبقى تعلقهم كبيرا بوطنهم الام لبنان ويحلمون بالعودة الى ‏ربوعه وان كان ذلك بالتمنيات فقط!‏
وبمقتضى شهادات الذين يطلبون الهجرة الدائمة الى الولايات المتحدة الاميركية، فان الاسباب ‏الكامنة وراء تهافتهم الى الهجرة في الوقت الحاضر ليس الخوف من اضطهاد يمارس عليهم من قبل ‏المسلمين خصوصا وانما للمرة الاولى ورب ضارة نافعة - لن يتحولوا الى «كبش فداء» في اي صراع ‏مذهبي قد يحدث في لبنان اذ انهم منقسمون بدون قصد بين فريق مؤيد للتيار الشيعي حتى ‏الشهادة، وفريق آخر يهتف عن سابق تصور وتصميم لنصرة التيار السني المتمثل بآل الحريري ‏‏... انما غياب آفاق المستقبل على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يدفع ‏بالمسيحيين كما غيرهم من المسلمين للبحث عن وطن في اي وطن!‏
عن موقع شورايا