المحرر موضوع: دمشق...!  (زيارة 1427 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي
دمشق...!
« في: 09:34 01/06/2012 »
دمشق...!

باقر الفضلي


تَفَجَرَ عاصِفاً فيكِ إضطِرامُ *
دمشقُ وليسَ مِثلُكِ مَنْ يُضامُ

وعَزَّ عليكِ ما جَنَتْ الليالي
بما حَمِلَتْ وما نَسجَ الظَلامُ

لَكَمْ دانتْ اليكِ ذُرى القَوافي
مجلجلةً: دمشقُ لها الوِسامُ

وهلْ لَكِ في الكَرامةِ غَيرُ مَجْدٍ
تَسامَتْ مِثلهُ حلبٌ وشامُ

فإِنْ شابَ الغَمامُ سَنا بدورٍ
فَبَدْرُكِ ناصِعٌ.. بَدرٌ تَمامُ

***

دمشقُ وليسَ غَيرُكِ كانَ حُصناً
يلوذُ به الطَريدُ ولَنْ  يُسامُ

تَجاذَبتْ النفوسُ على إِختِصامٍ
ومَنْ نَشَدَ النَجاحَ لَهُ مَـرامُ

وتاهَ معَ المَسيرةِ كُلُ حُـرٍ
وما عَرفَ الطريقَ سوى الهُمامُ

فمَنْ نَشدَ الحَقيقةَ لَيتَ يَدري
بأنَ العاشقينَ لها، نيـامُ

دمشقُ وليسَ حُراً مَنْ تَنَخّى
بجَورِ الظالمينَ.. وما أقاموا

***

أرى تَدنو الخُطوبُ اليكِ زَحفاً
مُعبأةٌ بما حَمِلَ الخِصامُ

فقد لاحتْ نيابُ الذئبِ تَترى
مُكشرةٌ بِما حَجَبَ الغَمامُ

دمشقُ لكم تَغنى فيكِ شوقٌ
الى بَرَدى وزادَ بهِ الهيامُ

فكوني مثلُ صقرِ الطَيرِ يقظى
ومثلُ النَجمِ يَسهرُ إذْ  ينـامُ

فلا تُرخي العنانَ الى زَنيمٍ
تَوَهَمَ أَنهُ قَـدَرٌ وقَـامُ (**)

***
 
فصيري  يا إبنةَ النَجدَين سداً
مَنيعاً لا يُصارُ لَهُ إِقتحامُ

وعَضْي عَلْ النَواجذِ إنْ تَصَدَتْ
رياحُ الشَرِ وإنفَرَطَ الزِمامُ

فمثلُكِ للعَزيمةِ كانَ نِسراً
ومثلُكِ لمْ تُرَدُ لهُ سِهامُ

فلَسْتِ مَعَ الحقيقةِ في مَراءٍ
ولا يُبنى على وَهْمٍ سلامُ

رَعاكِ اللهُ منْ كَدرِ الليالي
دمشقُ وليسَ مِثلُكِ مَنْ يُضامُ

***

فإنْ جارتْ عليكِ يَـدُ التَجَني
كما جارتْ على جَملٍ خُزامُ

فَحَسبي فيكِ مِنْ قممِ العَوالي
ومَنْ سكنَ الحَضيضَ هُـمُ اللِئامُ

فما عَيشُ الهَوانِ سوى إنقيـادٌ
لِحَبلِ الذلِ مَنزِلُـهُ الـرَّغامُ

معاذُ اللهِ أَنَّكِ في إِلتباسٍ
إذا ما الصِدقُ خالَطَهُ الحَرامُ

إذا دَرْبُ الخَديعةِ صارَ نَهجاً
دمشقُ فليسَ مِثلُكِ مَنْ يُـلامُ

***

حنانكِ ، قَدْ أصابَ القومَ مَسٌ
مِنَ الإعجازِ يَنخَرهُ السقامُ

فلمْ تَبدو الرِحابُ لَهمْ رُبوعاً
ولا تَركَتْ بأنفُسِهمْ هـيامُ

تَنادوا  للخَطيئَةِ بإِبتـذالٍ
وخَروا سُجَداً : شَرفٌ وهامُ

وما كانَ الضَميرُ لَهمْ دليلاً
إذا الأوطانُ عاثَ بها الهَوامُ

فَكَمْ تُشرى الحَياةُ على خُنوعٍ
دمشقُ وليسَ مثلكِ مَنْ يُسامُ

***

إذا هَمدتْ رياحُ الشَرقِ يَوماً
فَريحُـكِ يا دمشقُ لها الدَوامُ

كأنكِ في العُلا نَجمٌ مُنيرٌ
وفي الأرضَينِ عِشقُكِ مَنْ يُرامُ

فلا حَسداً  دمشقُ إذا تَغَنى
 بكِ العشاقُ شَوقاً أو تسامو

لإنكِ في الحَدائقِ جُـلَّنارٌ
وما بينَ العُطورِ لكِ الخُزامُ

ولا يَعلو وجوهَ الغَدرِ إلا
ترابُ القَبرِ يلفَحُهُ السَخامُ

***

سَهَرتُ فلمْ أجدْ لَكِ مِنْ سَبيلٍ
سِلاحَ الصَبرِ يَردِفُهُ السَلامُ

لقد حاكو ذوو القُربى إِفْتِراءً
وضاعَ الحُـلْمُ عِندَهُمُ فهامُوا

وشَدَّ بنو العُمومَةِ في إِحترابٍ
أُريدَ بِها الخَرابُ فلا وِئامُ

كأن الاقرَبينَ لهمْ سهامٌ
ولا تُدمي السِهامَ سوى السِهامُ

فغارتْ في العيونِ دُموعُ كذبٍ
وصفَّقَ نَشوةً حَمَدٌ وَسَامُ

***

فيا ويلٌ إذا نَشَبَتْ ضَروسٌ
وأُطلِقَ في العَنانِ لها الحِمامُ

وعَضَ القَومُ أَلسِنَةَ التَشَفي
وصارَ الثأرُ ديدنَهُمْ حِسامُ

فلا يُجدي الكَلامُ إِذا تَماهتْ
عُيونُ الحِقدِ وأُنتُزِعَ اللِثامُ

وما نَفْعُ الكَلامِ إِذا تَجَلَّتْ
خَبايا النَفْسِ وأُفتُضِحَ الغَرامُ

فلا حُـزْنٌ يُكَفْكَفُ في دُموعٍ
دمشقُ: فليسَ مِثلكِ مَنْ يُضامُ

***
***
***
باقر الفضلي/ 31/5/2012
________________________________________________________________________
* اضطرام : إشتعال النيران
** قامُ : القامة، القد، قامة الانسان