المحرر موضوع: توهان بين السلفية والعلمانية وما بينهما ، ولكن : لما العقل ؟  (زيارة 787 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
توهان بين السلفية والعلمانية وما بينهما ، ولكن :  لما العقل ؟

     جاءت تسمية العلمانية من السلف الصالح ، حيث حياة البر والتقوى والبساطة ، كما
يدّعي مقلديهم ، مثل حلق الشارب وإطالة اللحية ولبس ما يسمى بالجلباب للرجال ، والحجاب
والنقاب للنساء ( علماً بأن الحجاب والنقاب ليسا من الدين في شيء) كما أفتى بعض علماء
الدين بذلك ،( والمظاهر لا تكشف الجواهر ) ، كما يقال ، وليست العبرة بتغيير المظهر ، ولكن تغيير عقلية الفرد وسلوكه وخصاله ،  كمكارم الأخلاق والعدالة والإنصاف والرحمة
والرأفة  والصدق والأمانة  وكل ما يخدم الاخرين  ، وكم من مدّعِ التديّن مظهرياً ، وسلوكياً
نصّاب ومنافق وكذاب ومرتشي وسارق وجاسوس وزاني وحتى قاتل ....
    والسؤال المتهافت الذي يطرح نفسه ، فإذا إتفقنا كون المظهرليس معياراً للمواطن الصالح
ولكن ما يقدمه من خدمات لصالح الإنسانية  ، ولو عاش السلف الصالح في القرن الواحد والعشرين لإختلف مظهرهم ولباسهم  ، ويخبرنا التاريخ بأن الملبس تناسب مع بيئة الفرد ومدى ملائمته مع عمله وبيئته وحاجاته  .
   وإذا أراد السلفيون إعادة عجلة الحياة إلى الوراء مظهرياً ، فهي لا تستقيم مع حاجات
العصر وتطور متطلبات الفرد الآنية والمستقبلية  ، ولو إقتصر الأمر على السلفيين ، لهان
ألأمر، ولكن فرضه على بقية العباد ، فذلك لعمري منتهى التجني والوصاية والتعصب
الأعمى ، في عصر التكنلوجيا والكومبيوتروالأنترنيت  والفيس بوك والتويتر والأقمار
الصناعية  والفضائيات  ، ولا نعلم ما يخبئه المستقبل من تقدم واعد ومتسارع  ، وإن
 الأفكار البالية غير الواقعية ، تضرّ بإصحابها على المدى البعيد ، ومنفرّة للآخرين ،
وببساطة نقول لهم  ، لا تفرضوا مظهركم وأفكاركم  وترهاتكم  ، ( فالشمس لا يحجبها
غربال متهريء) .
     أما الدين : فهو عبارة عن طقوس ومبادىء إيمانية متوارثة لدى بعض التجمعات
السلالية أو الشعوب الكبيرة  ، قد تختلف عن بعضها البعض ، والمسائل الإيمانية غير
مادية ، خيالية ، ما وراء الطبيعة  ، وهناك مئات المعتقدات في العالم ، وهذا ينطبق
على  الطبيعة البشرية  التي لا يتطابق فها فردان في كل شيء ، ولو اراد الله أن
يتساوى الناس لفعل ؟ فالإختلاف سمة أرادها الباري لمخلوقاته  ، وفرض السلوك و
الوصاية من البشر ، هي بالضد من إرادته لا محال .
    أما العلمانية : وهي فصل الدين عن الدولة   ، ونقصد وجود هيئات  أساسية :
تشريعية وتنفيذية وقضائية  ، فالتشريعية هي مجموعة القوانين الوضعية ( أي من وضع
البشر) التي تكفل حقوق المواطن  وواجباته  ، وهناك هيئة تنفيذية تنفذها ، والهيئة القضائية
تكون مستقلة ، تطبق القوانين بعدالة ومساواة  ، والبرلمان المنتخب ديمقراطيا ، يراقب
أعمال الحكومة ومدى تطبيقها لتلك القوانين  ، والناس سواسية بغض النظر عن إنتماءاتهم
ومعتقداتهم  .
     الخلاصة :
            الظروف الزمانية والمكانية تتغير بتغير الأجيال وتعاقبها  ، وفرض الأفكار السلفية
في بعض الدول العربية والإسلامية وبالتعاون مع القاعدة   من جهة ، والتشيّع وتصدير الثورة
بقيادة إيران من الجهة الأخرى ، تجعل المواطن الساذج لا يعلم أين الخطأ والصواب  ، وأين وجه المفاضلة في إختياره  ـ فيتيه في هذا الخضّم الشائك بين السلفية والعلمانية وما بينهما
وهنا عليه أن يكون حاذقاً وحصيفا ً في إختياره  في الإنتخابات  ، وبعكسه  ، فسيكون الثمن
 فادحا ً بحق نفسه وحق وطنه ، وحق الأجيال القادمة لا محال  ، ( فهل يستعبدون الناس
وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا ) ؟ ؟؟

                                                         منصور سناطي