المحرر موضوع: الاصلاح في نظرتنا  (زيارة 1016 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عادل شيخ فرمان

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 19
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاصلاح في نظرتنا
« في: 00:36 06/10/2006 »
الاصلاح في نظرتنا

أن عملية الإصلاح والتطور الداخلي أشق وأصعب من المواجهة المباشرة للتحديات الخارجية.

إن الأساس النظري السليم لأي مشروع هو ما يضمن النجاح في خطوات تنفيذه، وضياع بعض الوقت حتي لو كان عقداً من الزمان من أجل الوصول لمنهج صحيح للإصلاح، أفضل بكثير من ضياع الإصلاح نفسه. وفي سبيل الوصول إلى ذلك، علينا ان نضع اسس ومنهاج نواجه به كل الافكار والتيارات التي قد تتعارض  وفكرة الاصلاح اوتحاول بشتى الوسائل الوقوف في طريق مسيرته قدما من اجل خدمة المجتمع الايزيدي.

   في البداية لابد من إشاعة فكرة الإصلاح في المجتمع ككل عن طريق كل المنابر المتاحة إلى أن يصل الناس إلى درجة من التشبع تجعلهم جاهزين للإصلاح وذلك بنشر التوعية وانشاء جو ديمقراطي عن طريق انشاء مؤسسات وجمعيات وهيئات تسير على النهج الصحيح للحركة. كما يجب أن يواكب ذلك دعوة الى تقوية العلاقات مع الأحزاب والنقابات وجمعيات المجتمع المدني للتعاون معا من اجل انجاح عملية الاصلاح .
الاصلاح رسالة الأنبياء والمصلحين ودعوة الزعماء الدينيين والوطنيين على مدار التاريخ وفي مختلف الأماكن ، وهي أمنية كل الشعوب التي تعاني وتضطهد ويغبن وجودها  وترى بان من حقها ان تخرج للعالم بشكل جميل ومظهر لائق.والداعون اليها اناس قدموا للحياة الكثير وفي كافة مجالاتها الانسانية والثقافية والاجتماعية. ولكن كيف يتم الاصلاح ؟ وما هي أدواته وعناصره ؟ وما هي مسؤولية الفرد والاسرة والجماعات في التخفيف من اعباء الاصلاح ؟ وما هي الوسائل التي يمكن سلوكها في ظل الوضع الحالي من أجل  ايصال فكر وسياسة الاصلاح، والاطلاع على نظامه وقوانينه الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية ؟؟اذن فلابد أن ينطلق الاصلاح من مفاهيم واسس مدروسة ، يتبناها شباب مثقف وشخصيات ومفكرين يتحلون بمفاهيم الحرية والعدالة والمساواة وليسوا متورطين في الفساد اومسببين في عرقلة تطور المجتمع الايزيدي ، اوان يكونوا من الذين الحقوا الضرر بتغيرهم لمفاهيم ومباديء ديانتنا ،فقد عانى هذا الشعب وعلى مر العصور من غبن وتهمش والغاء لدورهم  من قبل اناس من داخل المجتمع الايزيدي نفسه او اخرين من خارجه ؟ وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الشعب اليوم وتحت هذه الظروف الصعبة ؟ وما هو موقفه من الدعوات التي أطلقها بعض المثقفين وبعض الشخصيات السياسية من اجل خدمة الايزيدياتي ؟ هل هو على استعداد للتعاون مع هذه الشخصيات ام انه ،والضمير عائد على الشعب،بأنتظار من خلت سيرته من اية احزاب ليترك بين يديه مستقبله؟
المطالبة بالإصلاحات وتقييم التجربة هو أمر ليس جديداً، فالعديد من القوى والهيئات والشخصيات طالبت بذلك (في مجتمعاتها) وعلى مدار السنوات الطويلة الماضية ولكن دون ان تتمكن من تحقيق ذلك.  ربما كان السبب في ذلك يعود الى انها عملت على المطالبة بذلك لوحدها  دون ان تساعدها الظروف بنشر افكارها، اوانها اصطدمت بالقوى الرجعية والافكار الشوفينية وهي في طريقها لتحقيق ما كانت تدعوا له.
أخي الايزيدي اينما كنت والى اي جهة (سياسية )كان انتماءك ، أنت و حدك من يستطيع أن يغير الواقع، بالوقوف بوجه كل الأخطاء والعمل على رفع الغبن ونشر التوعية واثبات الوجود  و العمل معاً من أجل ديانتنا العريقة ومن أجل أولادنا. من اجل الأجيال القادمة ومن اجل التاريخ الذي سوف يحاسبنا إذا ما قصرنا في مدّ يد العون ولم نحاول تخفيف معاناة شعبنا، فالمسؤولية اذن تقع علينا جميعاً والصمت والوقوف جانبا ليسا حلا . لان أخطر مرض قد يحل بالشعوب هو أن تلزم الصمت إزاء الخطأ ، وتتقاعس في اداء الواجب ،وتستسلم للنوم حين يستوجب الواقع اليقظة وترتأي على البقاء بعيدة حين يكون الاقتراب من المشكلة هي الخطوة الأولى لحلها.
يقوم الفكر الإصلاحي في حركتنا على أساس تحقيق العدل والمساواة بين الجميع في مجتمعنا الايزيدي، ورفع مظاهر الظلم والتعسف عن كاهله ،واحترام حقوقه الإنسانية والاعتراف بوحدانية الديانة التي يعتنقها ابنائه من خلال منهج يخدم الايزدياتي اولاً وقبل اية مصالح شخصية  والنهي عن الانفراد في التصرف بشؤون الايزيدية وإدارة أمورهم بغض النظر عن الكفاءة والقدرة والامكانية التي قد يتحلى بها اي الافراد لأن في الانفراد مدعاة للتفريط في الحقوق. ويحذر من مغبة رفض تجارب الأمم الأخرى انطلاقاً من الظن الخاطئ بأنه ينبغي نبذ كل ما يأتي من غير الايزيدية.
 أما وسائل تحقيق هذا الإصلاح فتقوم على ركيزتين :  الأولى، ضرورة المثابرة والنضال من اجل الاصلاح والتجديد والتطور والحاق مجتمعنا بالحضارات المتطورة ،واجراء تغير في القانون والدستور الايزيدي بما يتلاءم مع ظروف العصر وأحوال الايزيدية بشكل خاص والمجتمع  بشكل عام. والثانية ضرورة الأخذ بالمعارف  من المجتمعات المتطورة التي تتلائم مع مباديء وقيم واخلاقيات ديانتنا سواء من المجتمع الشرقي او الأوروبي لأنها طريق المجتمع إلى النهوض. تشمل الإصلاحات التي تتبناها حركتنا ميادين الإدارة والتعليم والاقتصاد ونشر الوعي بين الناس واعطاء المرأة الفرصة للتعبير عن نفسها والمساهمة في عملية البناء والاصلاح والتقدم.
وأخيراً لابد أن تتوفر الإرادة الصادقة والحقيقية لعملية الإصلاح الشامل، فلا إصلاح بدون إرادة وحيثما تكون الارادة يكون الطريق.


عــــادل شــــيخ فــرمان عــبو
 عن حـــركة الاصلاح والتقدم
http://www.islah-taqadum.com[/b][/size][/font]