المحرر موضوع: "الموت الاحمر" يولد في العراق ويغبر جلّ ايامه وعداد الخسائر ملايين الدولارات .  (زيارة 941 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل samir latif kallow

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 50554
    • MSN مسنجر - samirlati8f@live.dk
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
"الموت الاحمر" يولد في العراق ويغبر جلّ ايامه وعداد الخسائر ملايين الدولارات .
 الأربعاء, 27 حزيران/يونيو 2012 15:27 .



 

شفق نيوز/





سنة بعد اخرى تزداد الايام المغبرة في العام الواحد في ظل انعدام الحلول، فيما يتكبد العراق نتيجة للعواصف الترابية أو بحسب مواطنين "الموت الاحمر" مئة مليون دولار سنويا.
 
وتهب على العراق حاليا ما بين مئتين الى مئتين وخمسين عاصفة ترابية سنويا بحسب وزارة البيئة الجهة المسؤولة عن رصد المشاكل البيئية.
 
وتشير احصاءات محلية الى هذه العواصف تتسبب الى جانب الاضرار المادية باضرار صحية اذ يبلغ متوسط العمر في العراق حاليا مابين 50 و60 عاما نتيجة لهذه العواصف ومشاكل بيئية اخرى وهو منخفض نسبة للدول المتقدمة ففي اليابان كمثال يبلغ متوسط عمر الانسان مابين 70 و80 عاما.
 
ويقول وكيل وزير البيئة كمال حسين لـ"شفق نيوز" ، "اذا لم يصدر قرار من اعلى سلطة في الدولة ونتابع التنفيذ، فان مشكلة العواصف الترابية لن تحل، وانا متأكد انه خلال عشر سنوات ووفق دراسات وزارة البيئة سيصل عدد العواصف الترابية الى 300 يوم بالسنة".
 
ويتابع "نحن حاليا نشهد ايام صحو قليلة جدا، وأصبحت الحالة الاعتيادية للجو هو حين يكون مغبرا، والحالة غير الاعتيادية فيها غير مغبر، وهذا يمثل عكس المطلب، وتزداد المشكلة سنة بعد اخرى، ففي عام 2008 كان لدينا 283 يوما مغبرا تخللها 122 يوما عاصفا وهي ايام مغبرة ايضا ولكن انعدام الرؤية فيها اقل".
 
وبحسب وزارة الزراعة فأن 70% من الاغبرة تأتي من خارج العراق وانهائها مسألة صعبة لكن تقليلها من الممكن ان يأتي عبر تكثيف زراعة مساحات خضراء.
 
ويقول وكيل وزارة الزراعة مهدي ضمد القيسي لـ"شفق نيوز"، إن "المسألة صعبة لانه اكثر من 70% من الغبار يأتي من خارج البلد ولهذا هي خارج ارادتنا لان منابع الغبار يجب ان تجفف من قبل الدول التي تصدر الغبار الينا" .
 
ويضيف "المهم في هذا الامر ان نزيد من الرقعة الخضراء في البلد واعطيت لك مثالين في كربلاء والنجف بدأت وزارة الزراعة بزيادة الرقعة الخضراء من خلال الاحزمة والمتنزهات داخل المدن ايضا".
 
الا ان وكيل وزارة البيئة يؤكد ان 70% من العواصف الترابية تولد في العراق ويقول "لدينا حركة الرياح من جهتين، الاولى الجهة الشمالية التي تأتي من سوريا وتمر على منطقتين للعواصف الترابية وتدخل الى جزيرة الموصل ومن ثم تنحرف الى السهل الرسوبي وتمر قريباً من الثرثار، وعندما تمر بالثرثار فتكون هذه منطقة اتربة في العراق".
 
ويضيف ان "نسبة 70% من الاغبرة في العراق هي من هذه المنطقة والتي هي داخل العراق و30% من شمال شرق الجزيرة العربية وتدخل على محافظة المثنى، وهذه لاتصعد إلى بغداد ونحن نسميها الرياح الغربية، لكن اغلب رياحنا هي رياح الشمال وتشكل 70% و30% من الاتربة التي تحملها تأتي من خارج العراق و70% منها من داخل العراق".




 
وبحسب حسين فأن الاحزمة الخضراء لاتقلل نهائيا من العواصف الترابية ويوضح "لا تمنع الاحزمة الخضراء الاغبرة والسبب ان هذه الاحزمة تلطف الاجواء وتنهي الغبار المحلي الداخلي، اي كل محافظة فيها غبار محلي. وان حركة السيارات والناقلات تولد غبارا، وان هذه الاحزمة تسهم بالقضاء عليه لكن الاغبرة التي تضرب المحافظات لاتمنعها هذه الاحزمة لانها تأتي مرتفعة فارتفاع هضبة الموصل عن بغداد هو 700 متر تقريبا".
 
ويتابع  "عندما تهب عاصفة ترابية من شمال غرب الموصل وتدخل السهل الرسوبي وتأتي الى بغداد تكون بارتفاع عال لايمكن لاي اشجار صدها، والحل الوحيد هو الزراعة في مناطق منبع الاغبرة، اما التشجير الداخلي فهو للقضاء على العواصف البسيطة التي تهب في المحافظات".
 
وعن التأثيرات المادية للاغبرة على العراق، يردف وكيل وزارة البيئة "التأثيرات كبيرة، ومنها تردي الاراضي وانخفاض غلة التربة، الحالة الصحية لدى المواطنين، وحتى الكهرباء تتأثر سلبيا بالاتربة لانها تشكل عوازل تمنع تبريد المحولات وبالتالي تتعطل".
 
ويضيف ان العراق يخسر اكثر من مئة مليون دولار سنويا نتيجة للعواصف الترابية بحسب التقديرات الاولية الى جانب الخسائر بالصحة، مثلا الصين شخصت كل عاصفة ترابية ترتفع الوفيات 17% واكيد في العراق ترتفع ايضا بنسبة معينة، فالخسائر كبيرة جدا".
 
ويعيش سكان العراق وضعا صعبا في ظل هبوب العواصف الترابية ويقول احمد ابراهيم صاحب محل لبيع الخضراوات لـ "شفق نيوز" انا لا ارمي قطعة القماش من يدي نهائيا، فيجب تنظيف الخضراوات والفواكه بين فترة واخرى، لاني ان لم انظفها لن يشتريها احد بسبب الاتربة التي تغطيها".
 
اما المواطنة نسرين جمال تحكي عن معاناتها الصحية وتقول "اني مصابة بمرض الربو واثناء العواصف الترابية التي تهب كل يومين او ثلاثة تقريبا لا انام نهائيا بسبب صعوبة التنفس، أنه خطر وموت احمر".
 
ويتحدث سائق الاجرة بارق كمال وهو يبتسم "لدينا قاعدتان بعد الايام المغبرة الاولى تنظيف السيارة والثانية الحذر من برك الماء في الشوارع التي تتكون من تنظيف الناس لمنازلهم".
 
اما الحلول فهي معدومة حاليا بحسب وكيل وزارة البيئة كمال حسين الذي يبين "اولا، بالنسبة لجهود الدول الإقليمية في الواقع فان لهم رغبة لمساعدة العراق للخلاص من هذا الموضوع، من الاغبرة والعواصف الترابية وتصحر الأراضي، ثانيا، لا وزارة البيئة ولا وزارة الزراعة، او اي وزارة اخرى تستطيع بشكل قطاعي لوحدها القضاء على العواصف الترابية او تعالج التصحر، المشكلة كبيرة وليست سهلة لان هناك تغيرا مناخيا في المنطقة، والاختلاف في مناسيب سقوط الامطار واحد من الكوارث، الذي ادى الى تهشم التربة في مناطق مدخل السهل الرسوبي والمناطق الاخرى التي تأتي منها العواصف الترابية".
 
ويتابع "على كل حال ايران لديها رغبة كبيرة بالمساعدة في هذا الامر الشائك والكبير، لأن كل العواصف الترابية التي تمر في العراق تذهب الى ايران، لانها تأتي من سوريا وتدخل للعراق وتخرج الى ايران من منافذ الكوت وذي قار والعمارة مثلا، اضافة الى الاهوار، وان انخفاض مناسيب المياه وتجفيف الاهوار ادى الى تحولها الى مناطق متصحرة وبالنتيجة، الضغط تخلخل في هذه المنطقة مما ادى الى شراسة العواصف الترابية المارة من الشمال".
 
ويضيف حسين، "واليوم وصلنا الى نقطة مهمة، وهي ان رئيس الوزراء شكل لجنة برئاسة ثامر الغضبان، وانا احد أعضائها، تتابع موضوع الاغبرة وستجمع جميع الاطراف المعنية، اي الوزارات القطاعية حتى تضع الآلية المناسبة للحل".
 
وعن دور وزارة البيئة في اجراءات ايقاف التصحر، يبين "نحن كوزارة بيئة اعددنا برنامجا تنفيذيا كاملا، كل ما هناك المطلوب ارادة سياسية من قبل الحكومة وحث الوزارات القطاعية على العمل، والواقع ان حل هذه المشكلة يكلف مبالغ طائلة ويأخذ مدة طويلة بما لا يقل عن خمس سنوات، لان المساحات المتصحرة اكثر من 12 الف كيلومتر مربع ولاجل ان نعالج 70% من المشكلة يجب علينا ان نقضي على هذه المساحة وهي تأخذ خمس سنوات، اضافة الى ذلك على مجالس المحافظات ان يسهموا في حل المشكلة وتخصيص مبالغ لمجالس المحافظات لمكافحة التصحر ونحن نوجههم لان مهمتنا رقابية اشرافية".
 
وبحسب مختصين بالبيئة تبدو حلول المسؤولين العراقيين مرهونة ببدء التنفيذ الذي لايعلم احد موعده.
 
ويختم وكيل وزارة البيئة "لتتصل بي شفق نيوز بين فترة واخرى وسأعلمها اذا كنا قد بدأنا، لا اعلم متى، ربما بعد سنة او سنتين وربما لن نبدأ نهائيا ولكن عندما نبدأ نحتاج الى خمس سنوات لانهاء العواصف الترابية".
 
خ و/ ك هـ/م ف
مرحبا بك في منتديات



www.ankawa.com