English
Svenska
العربية
الرئيسية
المنتديات
أخبار شعبنا
أخبار العراق
الاخبار العالمية
اخبار الجمعيات والنوادي
اخبار و نشاطات المؤسسات الكنسية
المنبر الحر
المنبر السياسي
إعلام الفكر والفلسفة
الهجرة و واللاجئين
أدب
نتاجات بالسريانية
الكتب والمكتبات
استراحة المنتديات
التعازي
تاريخ شعبنا، التسميات وتراث الاباء والاجداد
راديو
اغاني
فيديو
تعارف
رفع ملفات
دردشة صوتية
التقويم
الارشيف
الدخول
التسجيل
الكتابة بالعربية
عن الموقع
عن عنكاوا
البحث
اتصلوا بنا
ankawa
عنكاوا كوم
أهلا,
زائر
. الرجاء
الدخول
أو
التسجيل
يمكنك الدخول او التسجيل عن طريق الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعية الاخرى ايضا
1 ساعة
1 يوم
1 أسبوع
1 شهر
غير محدد
تسجيل الدخول باسم المستخدم، كلمة المرور و الفترة الزمنية
الأخبار:
الرئيسية
تعليمات
بحث
التقويم
دخول
تسجيل
ankawa
»
الحوار والراي الحر
»
المنبر الحر
(مشرف:
عنكاوا دوت كوم
) »
الرجل الخيّر الذي تعرفت عليه
« قبل
بعد »
طباعة
صفحات: [
1
]
للأسفل
المحرر
موضوع: الرجل الخيّر الذي تعرفت عليه (زيارة 1042 مرات)
0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.
شمعون كوسا
عضو فعال جدا
مشاركة: 201
الرجل الخيّر الذي تعرفت عليه
«
في:
02:58 15/07/2012 »
الرجل الخيّر الذي تعرفت عليه
شمعون كوسا
قبل ما يزيد عن عشرين عاما ، كان هناك رجل يعمل مديرا لمدرسة ابتدائية في بقعة من بقاع الشمال . كانت السنة الدراسية في اشهرها الاولى عندما اضطر معلم التربية الاسلامية لترك تلك المدرسة لظروف خاصة . أمام قلق الطلاب الذين كانوا مقبلين على خوض الامتحان الوزاري في تلك السنة ، وإزاء حيرة ذويهم وزياراتهم المتكررة ونظراتهم التي كانت تدعو الى الشفقة ، انتفضت طيبة المدير وفاضت في كافة جوانحه ولم تدع له مجال التردد والتفكير ، فقرر حالا تولي الامر، وشرع ، المدير المسيحي ، بإلقاء دروس التربية الاسلامية على طلاب البكلوريا . يُقال بان الطلاب في تلك السنة خرجوا بنتيجة لم يسبق لاحد من معلمي التربية الاسلامية وان احرزها قبل ذلك .
حديثي سيتناول هذا الشخص بلحمه ودمه وعويناته ، ومن اجل قصتي ، ساطلق عليه اسم (صاحبنا).
تعرفتُ على صاحبنا قبل اكثر من عشر سنوات ، والحقّ يقال إنه لم يُثِر اهتمامي كثيرا في البداية ولكني بعد ان عاشرته وسمعت الكثير عن استعداده الدائم لتقديم خدماته لِمَن حوله من الاصدقاء والمعارف وحتى الأغراب ، تيقنت باني امام شخص يمكن نعته ابتداءً بالرجل الخيّر .
لقد لجأ اليه البعض لتصليح سياراتهم ، والبعض الاخر لـتاسيساتهم الكهربائية ، والبعض لاعمال معمارية داخل منازلهم ، والبعض الاخر لاعطاب في شبكة انابيبهم وغيرها من الخدمات ، وكان ردّ صاحبنا يأتي دوما كالتالي : انتظرني سارافقك حالا ، او ساوافيك حال انتهائي من حاجة فلان . والكل يقصده بحاجته دون انتظام ، حتى اذا كان ذلك في ساعات متأخرة من النهار .
استعداده الدائمي بابتسامة لا تفارق شفاهه ، قادني الى التقرب اليه اكثر ، غير اني لم احتج كثيرا لسبر غوره كي اكتشف داخل نفسه مجموعة خصائل ، صفات قلّما نجدها لدى مستأجري هذه الحياة من الجيل الحالي ، حيث قد انصرف كل واحد وراء مصلحته الشخصية ، وتكالب الكثيرون على المادة معتقدين ان كل وسيلة صالحة لبلوغ الهدف ، فالكذب والنفاق اكتسبا اللون الاخضر ، والغدر والاعتداء غدا عملة رائجة ، والانانية والحقد والحسد والانتفام وغيرها من الرذائل اللطيفة أدرجت نفسَها ضمن عُدَدِ العمل المنصوح بها .
دأبَ صاحبنا على معايشة كل من البساطة والتواضع ، وجَمَعَ بين المحبة والحلم ونكران الكثير من ذاته في خدمة الغير . فبالاضافة الى الخدمات التي ذكرتُها والتي كان يقدمها مجانا للقريب والبعيد ، فانه كان مولعا باسعاف المرضى . لقد رأيته شخصيا يهرع لتسجيل اسمه على قائمة المتطوعين لدفع عربات المرضى في مزار يتقاطر عليه المرضى من كافة انحاء العالم ، كان قد اختار خدمة شاقة في دفع عجلات تتسلق جبلا لمتابعة خمسَ عشرةَ مرحلةً من طريق الآلام .
إن صاحبنا أهلُ للقيام بمهمات صعبة ولكنه لا يأنف من القيام بالاعمال الصغيرة والمتواضعة ، فتراه سبّاقا في حمل الحقائب أو ترتيب المقاعد أو تنظيف قاعة بعد انتهاء الحفلة ، وأينما وجد حاجة عرض نفسه وخدماته ، حتى الحائرين من بين اللاجئين الجدد يستنجدون به لكتابة قصتهم ويستشيرونه في كثير من الامور .
في المجتمع الذي يتواجد فيه ، يحرص على الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع الجميع ، ويصغي للجميع دون استثناء مهما كانت اقوالهم ، غير انه لا يتأثر بها ، وفي بعض الاحيان ، عند خلوّ الجو ، يغربل قسما كبيرا ممّا سمعه . ومن صفاته الاخرى الذكاء وطيبة العشرة مع بعض الميل لهزل خفيف .
لا يجب ان انسى ذكر ما حباه الله من موهبة في كتابة الخط العربي ، فانه ينافس الطابعة في الكتابة . اريد ان اشير هنا الى قصة كان قد رواها لي مرة في زمن كان يعمل في قلم احدى الوحدات العسكرية ، صادف وان احتاج احد الضباط الى استمارة خاصة كانت قد نفذت من الوحدة ويصعب الحصول عليها . وعد صاحبُنا الضابطَ ببذل اقصى جهوده للحصول على استمارة . ذهب الى البيت واخرج استمارة قديمة مستعملة كان يحتفظ بها ، نقل فقرات الاستمارة بخط يده ، وفي اليوم التالي سلمها الى الضابط الذي شكره كثيرا ولم يشك للحظة واحدة بانها نِتاج يد صاحبنا !!
وفي فصل آخر ، ذكر لي احد اصدقائه بانه كان قد باع دارا في الشمال قبل خروجه من العراق لقاء مبلغ زهيد ولم يتمكن من نقل ملكيتها . بعد بضع سنوات ، وفي زيارة له للمنطقة توجه الى بيته فرآه مشغولا من قبل شخص آخر . بعد أخذ وردّ افتهم بان الساكن الحالي قد اشترى الدار من شخص آخر كان قد احتلها عنوة في زمن كانت المنطقة تؤمن بتطبيق شريعة الغاب . بعد إلقاء التحية وتقديم صاحبنا نفسَه كمالك الدار الاصلي ، ترجّاه المشتري وتوسل اليه من اجل ان يسجل الدار باسمه لقاء عشرات الالوف من الدولارات ، رفض صاحبنا عرضه رفضا قاطعا لانه كان قد باعها لشخص يعرفه غير انه مجهول الاقامة . لقد كان قد باعها له في حينه بالف وخمسمائه دولار فقط ، ولم يكن يوما من شيمه نكث العهد والاخلال بالوعود ، مهما كان الاغراء.
ولكي لا اطيل المقال ، انتهي بحادثة طريفة رواها لي بنفسه في احدى لقاءاتنا. قال لي بانه كان يستخدم دراجة بخارية للذهاب الى مدرسته . في نطاق حرصه الشديد على الدوام ، أفاق يوما ووجد بان ساعته تشير الى السادسة والنصف صباحا. فقام كالمجنون ونادى جاراً له كان يذهب معه على الدراجة للعمل في نفس المنطقة . نهض الصديق من نومه وقال : ماذا جرى ، لماذا ناديتني وانا لا زلت في الساعات الاولى من نومي ، اجابه صاحبنا : إرتدِ ثيابك بسرعة لاننا قد تأخرنا ، فالساعة تشير الى السادسة والنصف . إنقاد رفيقه للنداء وكذّب نفسة دون قناعة . عند وصولهما بعد ساعة من الزمن ، لم يلمحا اي خط من خطوط الفجر بالرغم من صفاء الجو . أمعن صاحبنا النظر في ساعته فوجد بانه كان قد لبس ساعته معكوسة ، فالساعة كانت فعلا الثانية والنصف ليلا وليس السادسة والنصف كما رآها صاحبنا .
انتهيتُ من قصتي . إنه حديث مختلف عن سياق كتاباتي ، خصصته لشخص طيّب تجنبت ذكر اسمه لكي لا اخدش تواضعه ، أردتُ ان اكرمه بهذا المقال لاني اعتبره نموذجا بسيطا لنفسي أولا ، وأملي أن يجني ، من شاء من بين القراء ، فائدةً من بعض جوانب سيرته . فكلماتي الاخيرة لهذا الرجل تتمثل بدعاء رغبت ان يكون بالكلمات التالية : أدامه الله سعيدا كي يعيش بهناء .
سجل
طباعة
صفحات: [
1
]
للأعلى
« قبل
بعد »
ankawa
»
الحوار والراي الحر
»
المنبر الحر
(مشرف:
عنكاوا دوت كوم
) »
الرجل الخيّر الذي تعرفت عليه