المحرر موضوع: وكأن يوم الشهيد الاشوري حفلة سمر وليست مسؤولية قومية  (زيارة 1512 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل البرت ناصر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 220
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


وهل بقى لنا شيئاً لا يستحق ثأراً من أجل البقاء ؟؟

وكأن يوم الشهيد الاشوري
 حفلة سمر وليست مسؤولية قومية


أربعة وعشرون ساعة قبل حضور أرواح شهدائنا.. فماذا سيرون ؟



البرت ناصر
6 آب 2012

لا يجد أو يواجه الكثيرين من أبناء شعبنا حين الاحتفال بيوم الشهيد الاشوري أي أحراجِ أخلاقي في الخروج من الاحتفال مثل ما دخلوه وكأن يوم الشهيد حفلة سمر مع ارواح شهدائنا وليست مسؤولية قومية , فهم معذورين فمنذ متى أصبحنا في تماس حقيقي مع المسؤولية الجماعية لنفهم تبعات المسؤولية القومية وكيفية تقّبل حصصها طواعية كأفراد لتضع كل فرد من ابناء شعبنا وجها لوجه مع حقيقته كأنسان آشوري مستهدف مضطهد في ارضه آشور المحتلة في وطن لا يعترف به جعله مشرد في اصقاع العالم , أنسان عليه مسؤولية حفظ الوصية الامانة التي تركها الشهداء له في مواصلة نفس الدرب الذي سار عليه الشهداء في استرجاع الحق الاشوري المغتصب من قبل الاكراد والحكومة العراقية.

 من الواضح أنه بتكرار نفس الحدث المثقل بآهات الشهداء الصامتة التي بات مصيرها الاهمال والنسيان تحوم  منسيّة  (قومياً) فوق قبورها لثلاثمئة واربعة وستون يوما في السنة , فأنه لا يتوقع على المستوى الشعبي أن تلهب الاحتفالات بيوم الشهيد الاشوري الشعور القومي العام  لملاحقة الاحياء من مسببي جرائم الابادة ضد شعبنا الاشوري من المجرمين زعماء الاكراد في العراق للشروع منها كمنطلق بداية في أعادة حقوقنا المغتصبة.

 فلو أستثنينا موضوع تشكيل قوات الدفاع الاشورية الذي تلتزم حياله كافة منظماتنا السياسية الصمت المطبق , فأنه لمن المؤسف ولغاية كتابة هذه الاسطر أن يصل الرأي العام الاشوري الى نوع من الاتفاق الضمني في القبول بحالة الاستسلام والخنوع الى أمر تم تصويره لهم على انه واقع حال وهو ليس كذلك ,  ساهم في فقدان الاحساس بخطورة الوضع الحقيقي لمؤامرة يساهم فيها زعماء الاكراد الحاليين  ستطيح بنا للابد والتي تذيقنا الألم الحقيقي على مدار الساعة... يا له من وضع متردي الذي وصلت اليه العقلية الشعبية العامة التي يبدو من حركة المجتمع الاشوري العام بمجمله أنه قد أتفق على كارثة جريمة أسوأ صمت وسكوت عن الحق الاشوري الذي ضحى شهدائنا من أجله.

على شعبنا أن يتوقف من التشكي وتقمص دور الضحية كل عام والتظاهر بها حد الانعتاق والانفلات من الواقع  ونسيان واجبه القومي الحقيقي تجاه شهداء الامة الذين وقعوا في ساحات الشرف, شرف مقاومة الاعداء بمختلف وجوهها من مقاومة مسلحة أو الاصرار على البقاء في أتون الابادة الصامتة  في أرض الاجداد آشور الارض المحتلة , على شعبنا أن يستثمر يوم الشهيد بتشكيل قوة ضاربة رادعة ترد بصراحة في كل احتفالية بيوم الشهيد الاشوري على كل من أعتدى على أبناء شعبنا ثأراً لارواح الشهداء وردعاً لكل من يستسهل الاعتداء على شعبنا حفاظاً على ما تبقّى منهم في ارض الاجداد الى أن نسترجع كامل حقوقنا في العراق في أقليم آشور نحكم نفسنا بأنفسنا.. هذا هو الاحتفال الحقيقي بيوم الشهيد لشعب أضاع كل حقوقه وشعبه من شهداء واحياء . فهل بقى لنا شيئاً لا يستحق من اجله ثأراً من أجل البقاء ؟؟

عبر عذابات نضالهم  المرير في واقع سياسي وقومي منحط الذي أصبح كابوساً يثقل على كاهل الامة , نسى أو تناسى الاشوريون أن  من أستشهدوا كان من أجل بقائنا لنستمر في حمل الرسالة والمسؤولية التي أستشهدوا من أجلها . فماذا عملنا من أجلهم ؟؟ ما الذي فعلناه تجاه المسؤولية التي سلموها لنا ؟؟ من الواضح جداً أننا كشعب مضطهد وبلا أدنى حقوق في الوطن الام قد أهملنا مسؤوليتنا الحقيقية تجاه أجيالنا وأتجهنا نحو الانشغال بالتافه من الامور لا بل أمعنّا في تخريب معاني الشهادة لينتهي مفعولها حيث لا قيمة أضحت لمن يستشهد من أجل الكل وصارت اللا أبالية تجاه المعاني المقدسة للشهادة شعارعلني مرفوع داخل اروقة المؤتمرات والتجمعات والندوات والاحتفالات حيث قراءة الصلاة على ارواح الشهداء قد يخفف من وطئة حساب الضمير!! وكأن حال من أستشهد من أجلنا هو من حال ما نقرأه في صفحات الوفيات والتعازي كخبر عادي يمرون عليه مرور الكرام بلا خجل.

ماذا فعلنا من أجل شهدائنا كأمة ؟ الجواب : قمنا بأذلالهم وهم في قبورهم , أهملنا رسالتهم فأتجهنا الى تلهية أنفسنا بأختراع قسمة قومية ثلاثية جديدة لا وجود لها في تاريخنا لا القديم ولا الحديث قبل 2003 بالرغم من كوننا شعب آشوري واحد ذي قومية واحدة لأمة آشورية واحدة, تركنا أعدائنا تفترس أبنائنا وبناتنا وعوائلنا في حرب أبادة صامتة ضدنا , وبدلاً من أن نرد الصاع صاعين لاعداء أمتنا ألتهينا بالتسمية ذلك الموضوع المؤامرة المقيتة التي سيتم  ردمها ومحاسبة روادها ومن لف لفهم لتنظيف البيت الاشوري  بعد الانتهاء من تشكيل القوات الاشورية الضاربة حسب تصريحات القائمين على تشكيل هذه القوات .

لقد طالت أصابع الغدر من قبل الاكراد وحكومة العراق اللذين يبتسمون في وجه شعبنا ويطعنونه من الامام والخلف بوسائل شتى لا حصر لها في عز النهار بلا خوف أو وجل , ومن الذي سيردها لهم ؟؟  فكل هذا حصل لشهدائنا الذين قضوا نحبهم  وصعدت ارواحهم الى السماء غير راضية عن واقعهم الذي قاوموه بوجودهم  في العراق وعلى أرض آشور المحتلة  وكأن أستشهادهم أنما مسألة خاصة بهم لا تخص بقية شعبنا ولا علاقة لها بقضيتنا السياسية و بأستمرار الوجود القومي لشعب أمة آشور شعب سكان العراق الاصليين.

لقد أضحت الاستعدادات لاقامة مهرجانات العزاء على شهداء شعبنا بمثابة تهرّب واضح من مسؤولية تحّمل نتائج أستشهاد من قاوموا عذاب الوقوف بوجه ألاضطهاد الذين سقطوا في ساحات الشرف دفاعا وترسيخا لمعاني التوحد مع مقدسات شعبنا في الحفاظ على الارض والوجود القومي . يبدو ان منظر من يستشهد وهناك من يقف متفرجاً منتظراً دوره ليس فيه أية أثارة !!