المحرر موضوع: الاشوريون يحلمون في تحويل سوريا الى عراق آخر  (زيارة 3277 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل M. Qasha

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 2
    • مشاهدة الملف الشخصي
[size=18pt]الاشوريون يحلمون في تحويل سوريا الى عراق آخر

مفيد قاشا

(ملاحظة: لقد اعتمدنا في كتابة هذه المقالة على أقوال عدة اشخاص موثوقين، لهم معرفة وعلاقة بالاشخاص والاحداث المذكورة في المقالة).

لقد انكشف دور الاشوريين في المعارضة السورية وظهرت اهدافهم الوهمية واضحة امام الجميع. الاشوريون يحلمون في ان  تتحول سوريا الى عراق آخر ليتسلموا من امريكا مشروع قيادة المجتمع المسيحي السوري المتعدد الطوائف. يبلغ عدد سكان سوريا حوالي 24 مليونا بينما يبلغ عدد الاشويين في سوريا حوالي عشرة الاف شخص فقط، وعليك ان تحسب النسبة المئوية للاشوريين السوريين بالنسبة لاجمالي عدد السكان، وعليك ان تعي حلمهم الطفولي.

السيد ابلحد استيفو عضو مجلس المعارضة السورية آشوري من الحسكة في الجزيرة السورية ويقيم الان في بلجيكا منذ حوالي ثلاثين سنة. انه لم يهاجر الى اوروبا كغيره من المهاجرين  لكنه قدم الى اوروبا كطالب للدراسة موفوداً من الدولة السورية.

كان استيفو في سوريا من اتباع النظام البعثي السوري وانصاره، لذلك حاز على منحة دراسية من الدولة السورية للدراسة في بلجيكا وكانت تدفع له كل نفقات دراسته ومصاريفها الباهظة بانتظام. والمنح الدراسية لاوروبا الغربية مكلفة جداً، ولم تُقدم الا للقلائل الذين حازوا على ثقة النظام السوري البعثي وجهازه المخابراتي، كما كانت تغدق على ازلام النظام ودلاليه.
بعد سنوات عديدة من الدراسة المكلفة في جامعات بلجيكا، فشل ابلحد استيفو في دراسته الجامعية فقرر المكوث في بلجيكا بدل ان يعود لسوريا، وقطع علاقته مع اسياده البعثيين في سوريا الذين كانوا ينتظرون منه ان يكمل دراسته ويعود الى وطنه ليخدمه في مجال التعليم في المعاهد العلمية والجامعات. لكن إن عاد استيفو الى سوريا بعد فشله الدراسي ماذا سيكون وضعه وماذا سيعمل وكيف سيعيش بل وكيف سيبرر موقفه لاسياده البعثيين بانه فشل في دراسته التي كلفت الدولة السورية الكثير، كما ان الخدمة العسكرية الالزامية تنتظره ان عاد، لهذه الاسباب كلها قرر استيفو ان لا يعود الى وطنه سوريا، فمكث في بلجيكا واخذ يعمل في التجارة فتوفق بها واغتنى. هذه هي وطنية السيد استيفو. إذ لما كان مستفيداً من النظام السوري البعثي كان يخدمه وكان دلالاً له، ولما توقفت الاستفادة بسبب فشله الدراسي قرر الانقلاب على اسياده القدماء والبقاء في اوروبا دون ان يتمكن من زيارة بلده ثانية.

السيد استيفو يحلم بسقوط اسياده القدماء من عرشهم ليتمكن من زيارة سوريا التي لم يراها من ثلاثين عاما لانه اختار اوروبا عليها، لأن زوال النظام سيفتح امامه وامام غيره فرصة الزيارة والتبجح بين الاهل والاصدقاء في الوطن.

لكن ابلحد استيفو الاشوري السوري يطمح اكثر من ذلك، انه ربما يحلم ان يصبح مسؤؤلاً ليس فقط عن الكلدان السريان الاشوريين فقط، انما عن جميع المسيحيين السوريين وربما يطمح ان يصير وزيرا في سوريا ان سقط نظام الاسد، كما اصبح احد اقرانه في موقف مشابه لهً في العراق.

يبلغ عدد سكان سوريا حوالي 24 مليونا بينما يبلغ عدد الاشويين في سوريا حوالي عشرة الاف شخص فقط، وعليك ان تحسب النسبة المئوية للاشوريين السوريين بالنسبة لاجمالي عدد السكان.
لقد قدِم الاشوريون الى سوريا من العراق عام 1933، إذ بعد ان حاربوا الحكومة العراقية وخسروا حربهم  قطعوا نهر دجلة هربا ودخلوا الحدود السورية كلاجئين حرب، فاستقبلهم الفرنسيون الذين كانوا يحكمون سوريا حينها واسكنوهم على ضفاف نهر الخابور في الجزيرة السورية. وانشأوا لهم القرى والمجتمعات السكنية. وسكنت كل عشيرة اشورية في قرية خاصة بها في المنطقة الخصيبة على نهر الخابور. واشتغلوا بفلاحة الارض فزرعوها بالكروم والاشجار المثمرة وباتوا يعيشون عليها بعد ان جنستهم الدولة السورية واعطتهم حقوق المواطنة السورية. واستمرت حياتهم هكذا باستقرار وهدوء.
لما عصفت ريح الهجرة بالمسيحيين السوريين منذ سبعينات القرن الماضي اخذ الاشوريون ايضا يهاجرون الى امريكا، لكن الكثيرين منهم استقروا في اليونان. وكان ابن احد زعماء الاشوريين السوريين الذين هاجروا الى امريكا وكندا قام بقتل بطريرك الاشوريين هناك معتمدا على التحريض الذي لاقاه من المنظمات الاشورية القومية. وبعد عدة سنوات من هذا الحادث المأساوي عاد شقيق القاتل الى سوريا فاستقبلته الحكومة السورية وجعلته عضوا في البرلمان السوري ممثلا عن الاقليات.
ان مياه نهر الخابور الذي يسكن الاشوريين على ضفافه في الجزيرة السورية بدأت تشح في الصيف وكذلك مياه الشرب نقصت تماما. فبادر هذا الاشوري شقيق قاتل البطريرك والذي هو في البرلمان السوري يتاجر في بيع المياه الى الاشوريين ابناء جلدته في قرى الخابور وذلك في صهريج كبير يتردد الى القرى الاشورية فيسرع اهالي القرى الاشورية المساكين لشراء المياه. لكن هذا السياسي والمتاجر بالمياه اصطدم مع التنطيم الاثوري الديمقراطي الذي كان ايضا يتاجر ببيع المياه في الصهاريج للاشوريين وينافسه في الارباح، فقام هذه الاشوري القيادي والبرلماني بفضح هذا التنظيم الاشوري الى مخابرات الدولة السورية فما كان منها الا ان اعتقلت بعض قياديه بتهمة زعزعة أمن البلد. لكنها اطلقت سراحهم بعد فترة قصيرة بعد وساطات في الموضوع. وكان احد المعتقلين الاشورين رئيسا في التنظيم الاشوري الديمقراطي الذي ارتبط مع المخابرات السورية اثناء اقامته في السجن. اذ بعد اطلاق سراحه خرج من السجن واصبح خادما اميناً ومبشرا للنظام السوري فرشحته المخابرات السورية في انتخابات البرلمان السوري وعملت على انجاحه، فاصبح عضوا في البرلمان السوري. واستعملته اجهزة الامن السوري كما تشاء فسافر الى اوروبا في عدة رحلات زائرا التجمعات الاشورية ليدافع عن النظام السوري ويطلب من الاشوريين الدفاع عن النظام وهكذا كان. لكن بعد ان اكل هذا القيادي الاشوري والبرلماني السوري ما يستطيع اكله من رشاوي واستغلال النظام كبقية البرلمانيين السوريين، انتهت ولايته البرلمانية فرموه جانباً. واليوم هو احد المعارضين ضد النظام البعثي الذي ادخله للبرلمان السوري. ماذا سيجيب هذا الاشوري القيادي لهؤلاء الذين سمعوه في محاضراته في اوروبا مدافعاً عن النظام السوري دفاع الابطال حينما كان في البرلمان السوري؟ هل سيقول لهم باني كنت مجبوراً على قول ما قلته حينها؟ لكن من سيصدقه، مسكين...

الموالون للنظام السوري والمدافعون عنه هم المستفيدون من هذا النظام. وتضم مجموعة الموالين كل من البعثيين وعائلاتهم (وعددهم بالملايين وفيهم الكثير من المسيحيين)، ومعظم الموظفين الكبار وضباط الجيش السوري (وفيهم ايضا مسيحيين)، والاغنياء والتجار واغلبهم من المسلمين السنة سكان المدن وبالاخص حلب ودمشق، ويضمون الاغنياء في كل اقلية قومية او دينية.
والمعارضون للنظام السوري مجموعة تضم الكثير من السياسيين اليساريين (وفيهم مسيحيين)، والكثير من دعاة الدولة المدنية العلمانية (وفيهم مسيحيين)، والكثير من ابناء القرى السورية، واغلب المسلمين المتعصبين ممن يؤمنون باقامة دولة اسلامية.
المدافعون عن النظام ربما لا زالوا اغلبية، لكن موازيين الاغلبية والاقلية وحجم المدافعين والمعارضين غير ثابت لانه عرضة للتغير في اية لحظة وذلك عندما تتضرر مصالحهم، كما ان حجم الواقفين في الوسط بين الاغلبية والاقلية لا يستهان به.



الاشوريون يحلمون بان تتحول سوريا الى عراق آخر، ويحلمون ان يطبق نفس السيناريو كما جرى في العراق. حيث كان احد قياديي الاشوريين العراقيين قد التحق مع المعارضة العراقية ضد صدام حسين، وبعد سقوط صدام انهالت على هذا القيادي الاشوري الهبات والمنح وومكاسب السلطة التي لم يكن يحلم بها، ووضعت تحت تصرفه انهارا من اللبن والعسل يأكل منها ما يشاء ويغرق بها الافراد والمؤسسات الذين يقدمون له ولحزبه الخضوع والولاء. ولا زالت انهار العسل واللبن جارية امامه في العراق رغم الشقاء والبؤس الذي يحيق بشعبنا.
ان السيناريو الذي يتمناه التنطيم الاثوري هو ان تجري انهار من اللبن والعسل تحت اقدامه ان سقط النظام السوري، فبدأ يشارك في المعارضة جنبا الى جانب بعض الاكراد القلائل في الجزيرة السورية. ان جميع اعضاء التنظيم الاثوري لا يبلع اكثر من ثلاثين شخصا في كل مكان، لكنها فرصة ذهبية لهم ينتظرونها. انهم يحلمون ليلا نهارا بانهار اللبن والعسل التي ستحلي افواههم بعد ان جرت ايضا في العراق وربما ذاقوا شيئا من انهار العسل العراقي.
 يبدو ان هذا التنظيم لا يهمه مستقبل الكلدان السريان الاشوريين المسيحيين السوريين، لكن همه فقط انهار اللبن والعسل، ومن يعلم ربما تشاء الصدف فيقيمه الاكراد وكيلا على هذه الانهار وهو على استعداد ليجعل الجميع يلحسون العسل ويذوقوه ان قدموا له الخضوع كما جرى ويجري لدينا في العراق.

الاشوريون يحلمون في الحصول على مكاسب كبيرة في سوريا وان كانت على حساب الشعب المسيحي السوري، ولا يهمهم ان خسر الشعب المسيحي او ربح، لكن المهم ان يربح هذا التنظيم الاشوري.

ان معظم مراسلي عنكاوا في العراق وسوريا هم من اصحاب الفكر الاشوري لذلك يكتبون عن كل شاردة وواردة تهم التنظيم الاشوري والاشوريين مهما كانت الاخبار مهمة او تافهة ويملؤن فيها صفحات عنكاوا، ويتعمدون ان لا يكتبوا عن غيرهم من مجموعات ومؤسسات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري مهما قامت باعمال عظيمة. فمثلا تخرج في القامشلي مظاهرة كردية صغيرة في كل يوم جمعة تضم عددا هزيلا جدا من الاكراد الذين يعارضون السلطة، ويخرج معهم حوالي خمسة اشخاص اشوريين فقط يرفعون خمسة اعلام اشورية مطالبين اسقاط النظام. من يبالي لهم، لكن مراسل عنكاوا الفطحل يكتب دائما عنهم ويصور الاعلام الاشورية، ويضع في الموقع عدة صور مختلفة لهذه الاعلام الاشورية، ليخدع القارىء ويجعله يعتقد بوجود الكثير من الاشوريين والاعلام في المظاهرات، وهكذا يقدم للعالم صورة مغلوطة تماما عن الوضع لا علاقة لها بالواقع ابدا. كما ان مراسل عنكاوا يتعمد بانه لا يكتب ابدا عن التجمعات والمظاهرات العديدة التي قام بها المسيحيون واغلبيتهم من السريان في القامشلي يؤيدون النظام السوري، وكانت كل واحدة من هذه المظاهرات والتجمعات المسيحية المناصرة للنظام تضم حوالي عشرة الاف من ابناء شعبنا، لكن لا نجد ولا مرة واحدة كتب مراسلوا عنكاوا عنهم. لماذا؟ هذا هو الحياد بعينه؟ هل تحول موقع عنكاوا بواسطة هؤلاء المراسلين الى بوق دعاية للاشوريين المعارضين للنظام السوري ينفثون منه سمومهم بحق الغالبية المسيحية السورية الواقفة مع النظام؟ مع ان مراسل القامشلي الفطحل ينشر دائما نفس المقالة لكن مع تعديل طفيف بها.
 
لكن كيف يتعامل النظام السوري مع الاشوريين السوريين؟  منذ سقوط صدام هرب من العراق حوالي نصف مليون مسيحي، وحوالي نصفهم توجه الى سوريا، ولا زال الكثير منهم يعيشون في سوريا متمتعين بالامان والحرية مثل بقية المواطنين المسيحيين في سوريا، وقد فتحوا لهم بعض الكنائس لممارسة العبادة وساعدتهم الحكومة السورية على ذلك. كما ان بعض السياسيين الاشوريين الموجودين بين هؤلاء المهاجرين العراقيين المسيحيين قد حصلوا على امتيازات معروفة من الدولة السورية ففتحوا الجمعيات والمكاتب الحزبية ويصدرون النشرات. ان السياسيين الاشوريين العراقيين الذين يعيشون في سوريا هم ضد الاشوريين السوريين المعارضين للنظام. لقد استقر الوضع في العراق ولا احد منهم يريد ان يعود الى هناك بل اختاروا سوريا كوطن جديد لهم بعد ان طاب لهم العيش فيه.

اذا كان عدد الاشوريين السوريين حوالي عشرة الاف شخص فان عدد المسيحيين السوريين يبلغ حوالي ثلاثة ملايين. لكن هل المسيحيين السوريين بملاينهم الثلاثة يقفوا مع النظام السوري ام ضده. يجب ان نعترف ان غالبية المسيحيين السورييين واقفين مع النظام لسبب او لاخر. وبرغم دكتاتورية النظام السوري والفساد الكبير المستشري فانه امن الاستقرار في سوريا للجميع واهتم بالمسيحيين وبالاقليات. ان الظلم والاستبداد الذي يمارسه النظام السوري هو شامل على جميع المواطنين. لكن المسيحيين يذكرون هذا النظام بانه قدم لهم ما لم يقدمه غيره لغاية اليوم. فمثلاً لقد حوّل النظام السوري يوم الاحد الى عطلة رسمية للمسيحيين، وهذا مكسب كبير للغاية يفتخر به المسيحيون. ورغم ان الدستور السوري ينص على ان دين الرئيس السوري هو الاسلام، الا ان في زمن الرئيس حافظ الاسد اراد الغاء هذه الفقرة من الدستور فقامت عليه القيامة من المسلمين فتراجع، لكنه نجح في الغاء الفقرة التي تنص على ان الرئيس ينبغي ان يكون من الطائفة السنية. فبقي الدين هو الاسلام دون ذكر الطائفة.

المعارضة السورية بدأت شيئاً وتغير مجراها شيئا فشيئا، وتضم اليوم اناساً مختلفين في انتماءاتهم ومصالحهم واهدافهم. ففيها السياسي الذي يريد اصلاح وضع البلد، وفيها المدني الذي يريد دولة علمانية، وفيها الكردي الذي يبحث عن حقوق كردية او دولة كردية، وفيها المسلمي المتعصب الذي يريد تحويل سوريا الى دولة دينية اسلامية بل الى مقاطعة سعودية. ان معظم الاشخاص السوريين المعارضين الموجودين في اوروبا تحركهم رغبة الانتقام من النظام الى جانب حب الاصلاح والبناء. نعم ان شر النظام السوري مس الجميع لكن الحكمة تقتضي نبذ كل انواع العنف والقتل. ان الدولة السورية هي المسؤلة الوحيدة اولا واخرا عن كل ما يجري من عنف، وليس مهما من هو القاتل انما المهم ان الناس يسقطون قتلى في كل يوم، فاما ان تقوم الحكومة بحماية جميع مواطنيها واما تترك السلطة وترحل حالا.

الاشوريون يحلمون في ان تتحول  سوريا الى عراق اخر فهل يتحقق حلمهم الضفدعي، وهل يتحقق حلم ابلحد استيفو في كرسي وزاري وبنهر اللبن والعسل ليغرق بلذته ويُغرق غيره به، فهل حزم حقيبته وحضر فيها لباس السباحة وملعقة كبيرة وسوط لاذع، ليسبح بنهر العسل وليطعم غيره منه، ولينتقم من اسياده البعثيين الذين تمرد عليهم؟
[/size]