المحرر موضوع: الكنيسة والشهادة والمشتكي  (زيارة 1382 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Beniamin Alqass

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 64
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكنيسة والشهادة والمشتكي

بنيامين القس
نيوزيلاند - أوكلاند


إذا رجعنا قليلاً الى الوراء اي الى التأريخ الكنيسي والمسيحية في الشرق نرى أن الأحداث المؤلمة وسفك الدماء على مذبح الرب لم تكن غريبة عما يحدث اليوم، حيث الإنجيل المقدس يروي لنا بأن الحرب على مؤمني الرب لاتختلف من حيث إسم العدو أي  (المشتكي)  الذي يصارع ليل ونهار لضرب كل من يقول إن المسيح هو الله الإبن.
لأنه يعرف جيداً أن الهزيمة النكراء التي لحقت به في البريَّة والجبل وعلى سطح الهيكل يوم التجربة، ويوم التحول العظيم برفض مشاريع المشتكي على المؤمنين وقبرها للأبد: لأن رب المجد قد غلق الأبواب عليه.
ويذكر تأريخ الكنيسة في أعمال الرسل بأن أول الشهداء على هذا المذبح المقدس هو رئيس الشمامسة الشهيد إسطيفان. لقد غيَّر المشتكي أسلوب القتال مع الرب بسبب فشله الذريع والمنكر، وغيّر الخطة في قتل والتنكيل والتشكيك بأكبر قدر من مؤمني وتابعي الرب . كثير من الشهداء قدموا حياتهم من أجل هذا الإيمان سعياً للحياة التي وعد بها رب المجد؟ وكان في طليعتهم البطريرك القديس مار شمعون برصباعي وجحافل الكهنة والرهبان وكواكب المؤمنين بالحياة الأبدية التي وعدهم بها الرب.
اليوم هي نفس الهجمة البشعة ولكن بأساليب حاقدةً تمثَّلت بقتل المؤمنين وذبحهم. إنهم في إعتقاديأحالوا الرحمة إلى مجازر سفك الدماء ما مدام السيف مشهَراً بأيديهم الملوَّثة بدماء الأبرار، في سعيهم الدائم لأجل البقاء وتبرير الغاية عن الوسيلة.
شاهدنا وسمعنا بالأمس القريب أن عدداً غير قليل من كنائسنا قد دُمِّرت بسبب التفجيرات،وقتل المؤمنين بطرق وحشية. ولم تسلم حرائرنا من الخطف والإغتصاب. بل تطوَّر الأمر ليطال  الكهنة الأجلاء الناذرين حياتهم لخدمة هذا المذبح العظيم، إختطافاً وعنكيلاً وقتلاً.
وكان آخر نبأ سمعناه هو خطف وذبح  الأب الشهيد بولس إسكندر. لقد تصوَّرا أنهم أطفاْوا نور الشمعة وأسدلو الستار عن المسيحية . لكني أقول لهم: إعلموا أن هذه الشمعة قد أصبح نورها وهّاجاً بالإيمان. إن روحه الآن في السماء ترتل مع الأبرار والقديسين.
أما أنتم فإنكم لا تفقهون أن القتل عند الله جريمة ، وعاقبتها الموت!؟
(لا تقتل) وصيةً من وصايا الله أمر بها جميع الخلق، فأنتم مشمولون بتنفيذها والإلتزام بها.
إني أدعوكم من خلال هذه الرسالة البسيطة لترجعوا إلى رشدكم وأدعوكم ثانيةً لتؤمنوا بربِّ المجد فتذهبوا إليه نادمين فيعالجكم من كل الأمراض الخطرة التي حقنكم بها المشتكي بهذه الأفكار المسمومة .

ربنا هو هو الأمس واليوم وإلى الأبد صانع المعجزات ومشفي المرضى والأهم من هذا مانح خلاص النفوس .
الحذر الحذر، قبل فوات الأوان. [/b]