الأخ والأستاذ الفاضل اسكندر بيقاشا:
عودتنا ومنذ سنوات عدة أن تكتب عن هموم شعبنا الكلداني الاشوري السرياني وعن تطلعات أبنائه للعيش بحرية وكرامة على أرضهم التاريخية وأرض أجدادهم ( سهل نينوى وتخومه من زاخو – زاخوتا أي النصر - شمالا الى اربيل – أربائيللو أي الالهة الأربعة – شرقا ) ولكي يعيشوا عليها ويعيدوا بناء مجدهم التاريخي العظيم بعد أن كانت حضارتهم النهرينية ومحطاتها التاريخية من اشورية الى كلدانية بابلية ثم ارامية سريانية قد أمدت البشرية بمستلزمات النهوض والتطور بدءا من تعلم الكتابة واختراع العلوم وتشريع القوانين وأسنباط النظم السياسية حتى البناء الحضاري المتكامل ومن حضارتنا هذه نقل الأغريق الكثير من العلوم والمعرفة ليطوروها ويبنوا حضارتهم كما ونقل العلماء السريان هذه الحضارة الى العرب أيام الدولة العباسية .
ما أريد قوله بعد هذه القدمة التاريخية الموجزة هو أننا شعب متكامل المقومات من تاريخ عظيم ولغة حية – والتي أثبت في العقدين الأخيرين من تدريسها بمنهجية وعلمية قابلية تطورها وأندماجها الحضاري - وتراث ثر خالد وأرض قائمة حتى اليوم ويعيش عليها شعبنا, ويستحق هذا الشعب ان يكون له وطن وحقوق يكفلها الدستور ليعيش بحرية حاله كحالة الأكراد في الشمال او العرب في الوسط والجنوب وضمن العراق الفدرالي الموحد.
لذا بات لزاما على مثقفينا قبل سياسيينا التحرك لفرض أرادة وحقوق شعبنا المشروعة وأدخالها في الدساتير العراقية التي هي في طور التشريع سواءا كان الدستور العراقي الموحد أو الدستور الكردستاني وعلى اللجان القائمة على هذه الدساتير الأعتراف بحقوق شعبنا المذكورة اعلاه وأدخال تسميته الثلاثية الخالية من الواوات لكي نبدو أننا فعلا شعب واحد , لأن ما يجمعنا هي المقومات التاريخية من أرض ولغة وتاريخ وتراث والتي هي أكثر بكثير من التي تفرقنا, ويجب علينا أقناع الراي العالمي والمحلي والولايات المتحدة التي لازالت قواتها في بلادنا بأن لنا حقوق أساسية كمواطنين عراقيين أول في هذا البلد , ولكن بعد أن تكون مراجعنا الدينية كافة قد أتفقت على أدراج حقوقنا كاملة كشعب كلداني اشوري سرياني , وأن هذه هي أمانة في أعناقهم كونهم قادة شعبنا الروحانيين وذلك بعد ان فشل قادة شعبنا السياسيين في أدراج حقوقنا وأيصال صوت وصراخ المظلومين من أبناء شعبنا بمصداقية وأمانة الى الاخرين , هذا الشعب الذي شرد قسرا من أرضه التاريخية وخاصة في السنوات الثلاثة الأخيرة التي تلت سقوط النظام السابق.
أما بخصوص الأكراد وموقفهم من شعبنا وتطلعاته واماله وحقوقه المشروعة فيجب أن يكون ذلك موقفا شفافا ويعملوا على أدراج النصوص الدستورية التي تكفل لأبناء شعبنا حقوقهم كاملة في دستوركردستان الذي هو قيد التشريع وأن لا تقتصر حقوق أبناء شعبنا على سهل نينوى فقط وانما يجب أن تكون لهم حقوق ثقافية وسياسية وقانونية أينما تواجدوا في شمال العراق سواء كانوا في زاخو ودهوك وسميل وسرسنك وشقلاوة أو في عنكاوا وديانا وغيرها من المدن والقرى التي يتواجد عليها ابناء شعبنا.
أن المشروع يجب أن يكون بالأسم القومي – الكلداني الاشوري السرياني – ولا ضير في تقدم أو تأخر أحد هذه الأسماء الثلاثة على الاخر ولكن المهم جدا أن لاتكون بينها فواصل أي – الكلداني والاشوري والسرياني – لأن الفصل سيؤدي بمرور الزمن للفصل بين أجزاء الجسد الواحد والذي سيودي يوما الى التناحر علي أحقية الواحد على الاخر وسيؤدي الى شلل أجزاء الجسد المتكامل , كما لن نرضى أبدا أن يكون أسمنا على أساس الدين , كأن يقولون مسيحيي كردستان والتي تعني حرفيا – الأكراد المسيحيين – بحجة عدم وجود أتفاق على التسمية الموحدة , ان تسميتنا الحاليية هو المصطلح الثلاثي المركب وأن من ينادي الي الفصل بينهم او أطلاق تسمية واحدة دون الأخرى فهو خائن ويسعى الى أرضاء أفكاره الشوفينية او أفكار أسياده الذين وجهوه لتفكيك الجسد الواحد.
أن ما يقدم من مساعدات لأبناء شعبنا - من الذين شردوا من دورهم وممتلكاتهم في وسط وجنوب العراق قسرا وأسكانهم في الشمال حيث أرض ابائهم وأجدادهم - هي أبسط الحقوق ويجب أن تطور لتكون بمستوى ونوعية افضل وهي وليست منية أحد ولا عطية من أحد وهي مساعدات أنسانية عاجلة لشعب شرد قسرا من أرضه الحالية وهي مساعدات مقرة سلفا وأن أبناء شعبنا يستحقون أكثر بكثير مما يقدم لهم من مساعدات بسيطة , ومن حق أبناء شعبنا أن ينعموا بالأستقرار في بيوت مناسبة وصحية وفيها خدمات متكاملة , وليس من العدل أن يتم أسكانهم في بيوت كأنها صرايف الحيوانات مبنية في مناطق خالية من أبسط الخدمات وأن كانت الحاجة والضرورة والظرف الطارىء قد تطلب هذا الامر , فيجب على القائمين على هذه العملية أن يباشروا ببناء القرى والمجمعات العصرية المتكاملة الخدمات , ومن واردات النفط العراقي الذي هو ملك الشعب كل الشعب لكي يستفيد هذا الشعب ولو لمرة واحدة من الثروات التي تسمى باسمه دون أن يكون قد أستفاد منها يوما استفادة منصفة .
يجب أن يقر الأخوة الأكراد بمطالب وحقوق شعبنا من خلال أقرارها كاملة في الدستور الكردستاني وهي حق التمتع بالحكم الذاتي ضمن شمال العراق ولا يوجد نص دستوري يتعارض مع أقامة منطقة الحكم الذاتي داخل أقليم معين وأن وجد فيمكن معالجته لأن دستورنا هو أصلا في طور التشريع والتطوير , أن تكون لنا حقوق سياسية من خلال المشاركة في البرلمان وعلى أسس منطقية وأساس أصالة وعراقة شعبنا , وحق المشاركة في السلطتين التنفيذية – الحكومة والوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة والجيش والشرطة – والسلطة القضائية من خلال تشكيل المحاكم التي تعني بأبناء شعبنا سواء التي تخص الأحوال الشخصية او المحاكم المختصة الأخرى الأدارية منها أو القانونية , أضافة الى حقوق المواطنة الكاملة واقرارها بشفافية وفي الدستور الدائم وليتم الأستفتاء على الدستور من قبل الشعب قبل أقراره.
المطلوب هو العمل بتكاتف وأخلاص معا , أولا تكاتف أبناء الأمة الواحدة من أجل أتفاق أبناء البيت الواحد على صيغة العمل المشترك ومن ثم الأتفاق مع أبناء الشعب العراقي أخوتنا في الوطن والمصير المشترك سواءا كانوا من أخوتنا الكرد أو العرب , ويجب الأعتراف بأن شعبنا الكلداني الاشوري السرياني قد قدم التضحيات الجسام من أجل وحدة العراق والدفاع عن حدوده وقدم قوافل من الشهداء ولازال الالاف من شبابنا مفقودين منذ حرب ايران وكما تعوق الالاف منهم في هذه الحرب وغيرها من الحروب كما ولازال المئات منهم مفقودين لحد هذا اليوم ومن وراء هذه الماسي ترملت الالاف من نساؤنا وتيتم عشرات الالاف من الاطفال وشرد مئات الالاف منهم الى دول الجوار العراقي والى دول المهجر قسرا , كما وتعرض أبناء شعبنا الى مجازر جماعية أرتكبت بحقهم مثل مجزرة سميل في اب عام 1933 التي راح ضحيتها الالاف من الأبرياء ومجزرة قرية صوريا عام 1969 في زاخو والتي راح ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ وعلى رأسهم كاهن القرية , وأزاء كل هذه التضحيات التى عاشها شعبنا منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عام 1921 ولغاية هذا اليوم , وتأسيسا على هذا كله فأن شعبنا يستحق أن تكون له حقوق كاملة على أرض الأجداد ويكون لهم حكم ذاتي متكامل وحياة امنة مستقرة في بلد علماني ديمقراطي تعددي فدرالي يحترم الأنسان على أساس المواطنة.
كوركيس أوراها منصور