المحرر موضوع: هل من دليل على وجود الكلدان القدماء في شمال العراق ؟؟  (زيارة 2921 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Y.Zara

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 54
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مقالة للكاتب آشور كيواركيس منشورة على الأنترنت، الرجاء البحث عن آثار كلدانية في اية بلدة في شمال العراق والرد على هذا العنصري المتأشور وخصوصا من قبل من يكتبون عن التاريخ الكلداني

بيروت - 19/12/2010

في الوقت الذي يتنازع الغرباء على السيطرة على ما تبقى من آشور التي لا يزال الآشوريون يسكنونها ويمارسون فيها آشوريـتــهم لغة وتقاليداً، نلاحظ الدعم الكامل من الأحزاب الآشورية (سواء كانت تعمل تحت الأسماء الطائفية أم الإسم القومي الآشوري) للمشاريع المعادية التي تعمل على إذابة الشعب الآشوري في ثقافات دخيلة، وقد تطرّقنا الى هذه المواضيع في الكثير من المقالات السابقة من ناحية السياسة، أما في الأسطر التالية فسنتطرّق الى الآثار، وهذا ليس اكتشافاً حديثاً بل مجموعة صغيرة من المعلومات حول آشورية المنطقة، كتبها قبلنا الكثيرون مشكورين، وأهمهم الأساتذة: الشماس يوسف حودي، المحامي يعقوب أبونا، الأستاذ فريد ياقو، الأستاذ بنيامين حداد، الأستاذ يوسف زرا، الأستاذ فؤاد يوسف قزانجي، وغيرهم ... وقد قمنا بجمعها بشكل مبسط لكي يعرف القارئ المهتم بهوية الأرض وساكنيها، الحقيقة التي يحاول البعض تزويرها، أما عن استمرار الوجود الآشوري في هذه المناطق منذ أقدم حقبات التاريخ حتى اليوم، فهو مؤكد في مدوّنات الآشوريين أنفسهم عبر المراحل التاريخية في شمال العراق، وللإطلاع يمكن زيارة الرابط التالي:

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=3922.0

ألقوش : يلقبـّـها الآشوريون بـ"قلب آشور" (لبــّـا دآتور) أو "قلعة آشور" نظراً لصمودها عبر التاريخ بوجه الغزاة وبسبب شجاعة أبنائها، إستمدت ألقوش عراقتها من إسمها، فألقوش كلمة آشورية معناها (إيل ـ قوش) أي الإله القوي، ويستدل به الى "سين" (القمر) ومركز تقديسه في ألقوش، حيث تم الكشف عن مذبح عليه 30 ثقباً رمز الإله سين وصهريج التطهير وحوض الغسل وذلك في محلة سينا من (الإله سين) في ألقوش، وبنيت هذه في زمن الملك سنحاريب ( 705 ـ 681 ) ق. م. وعثر أيضاً في موقع ( شويتا دكناوي ) على دنــّـين كبيرين يحتويان على بقايا رماد بشري مع أربع قطع ذهبية ومثلها فضية كل منها يعود الى الفترة الآشورية الحديثة.

تربض بلدة ألقوش فوق سفح جبل مسمى باسمها ( جبل ألقوش ) وهذا السفح الصخري مستوطن بشري تمتد جذوره التاريخية في أعماق عصور الإنسان الأولى، تتخلله عشرات الكهوف والمغاور، وألقوش مستوطن آشوري قديم ... فإلى الغرب من ألقوش وعلى مسافة سبعة كم منحوته آشورية في السفح الجنوبي لجبل ألقوش نحتت بصورة بارزة ضمن محراب مستطيل الشكل، ويمثل المنحوت صورة بارزة لرجل، طولها 124 سم ويرجح أنها للملك الآشوري سنحاريب ( 704 – 681 ) ق. م. وتدعى اليوم "شيروملكثا"، وهناك تقليد شفاهي متوارث نقلاً عن ماروثا حكيم ان ألقوش كانت على الديانة الآشورية وان إلهها كان الإله ( سين : القمر ) وكان لهذا الإله هيكل كبير يعبد فيه فوق المرتفع السفحي المعروف باسم ( شويثا دكناوى ) الواقع شمال غربي البلدة والذي يعتقد أنه من صنع يد الإنسان، وأن إسم ألقوش قد اشتق من إسم هذا الإله ( سين ) الملقب بـ"إيل – قاش" أي الإله العظيم أو الكبير أو الشيخ ... والمعروف ان ( قوش وكوش و قوس وقيس و وكوس) كلها أسماء نعتية لإله سامي قديم، وتأسيساً على ذلك يكون إسم ألقوش لفظة منحوته مركبة من الإله أو ومن الكبير أو العظيم، وكان للإله سين الكبير موسم أو عيد خاص يحتفل به آشوريو ألقوش في مطلع شهر نيسان الشهر الأول من السنة الآشورية أو العراقية ... وفيه كان ينقل تمثال الإله ( سين ) باحتفال كبير فوق عربة حربية خاصة الى العاصمة نينوى لفترة سبعة أيام، وبعدها يعاد الى ألقوش، وفي طريق العودة كانت آخر مرحلة يمر بها موكب الإله قبل ان يستقر في معبده فوق (شويثا كناوى ) وهي التل المدعو (رَوما زليلا) الواقع جنوب شرقي البلدة  القديمة ... أراضي ( سينا ) وفوق التل كان يحمل موكب الإله سين وتجري ممارسات طقسية دينية يتخللها الرقص والغناء بشكل يقرب الى المجون ... ويواصل موكب الإله سين مسيرته ليستقر تمثاله أخيراً فوق ربوة ( شويثا دكناوي ) المذكورة.

تلكيف : أشهر آثارها قبة حسين جبر : وتنتهي بحدود قرى شمس قره - خراب، أجرت مديرية الآثار العامة تنقيباً فيها عام 1939 ذكر في تقريرها: "كان سابقاً بقايا قبة مبنية، يظهر من فحص الملتقطات ان كسر الفخار تعود الى الفترة الآشورية من الألف الثالث قبل الميلاد ومن المعتقد ان هذا الموقع قد بقي مسكوناً منذ الألف الرابع وحتى الألف الأول قبل الميلاد"، ويؤكد المؤرخون ان مدينة تلكيف الحالية شيدت فوق تل كبير كان يتخذ كحامية عسكرية آشورية، وجلبت الصخور الكبيرة من التلول المجاورة لرصها في صدر هذا التل تربته من الإنجراف في موسم الأمطار ... ويذكرالمؤرخ الدكتور بهنام أبو الصوف ان الإكتشافات التي تمت في عام 1886 ميلادية بأن هذا البئرقد حفر في القرن السابع قبل الميلاد، وكان يلبي حاجيات القرية من المياه ... أما عالم الآثار فكتور بالاس فيرجع تاريخ هذا التل الى الأدوار الآشورية والأكدية وهي الأدوار المعروفة بطبقة (نينوى الخامسة) ويضيف: "تلكيف هذه المدينة الآشورية العريقة التي يقطنها خليط من الأقوام المعروفة بحضارتها الراقية في بلاد ما بين النهرين، عايشت حضارات، وتعاقبت على ربوعها أجيال السومريين والأكديين والآشوريين الذين مكثوا فيها حتى بعد سقوط عاصمتهم (نينوى) ليتجانسوا مع أقوام نزحوا إليها من الجهات الشمالية والغربية إثر الغزوات المتكررة التي قام بها تيمورلنك على الموصل وضواحيها"...

أما الباحث حبيب حنوكا - في ص. 23 من كتابه تاريخ الكلدان - يقول ان تلكيف تعتبر من كبريات المدن المسيحية في العراق، تقع على بعد 15 كم شمال الموصل/ وأهاليها يتبعون الكنيسة الكلدانية وكنيسة المشرق الآشورية، وهي مدينة آشورية قديمة العهد قد تكون من العصر الآشوري المتأخر وربما كانت إحدى القلاع الدفاعية عن العاصمة نينوى بحكم تجاورها، وهي تقع ضمن مدينة نينوى الكبرى أيام أوج اتساعها والتي كانت تشمل الرقعة الجغرافية المتوازية الأضلاع والتي أركانها خورسباد - نينوى - كالح / نمرود - كرمليس، ووصفها النبي يونان بأن طول محيطها ثلاثة أيام ...

تل الرماح : يبعد 80 كيلو متر غربي الموصل، وقد عملت فيه بعثة بريطانية عام 1964 م. وكشفت عن برج مدرّج ـ زقورة ـ بجوار معبد منتظم الشكل يرجع الى 1800ق.م. كما عثر على مجموعة من رقم طينية يرجع زمنها الى أواسط العهد الآشوري حسب دليل الموصل السياحي لعام 1975م.

بلد : تقع شمال غربي الموصل على الطريق المؤدية الى سنجار ونصيبين وجزيرة إبن عمر وعرفت باسم أسكي موصل، أي "الموصل القديمة"، يعود تاريخها الى { 4500ـ 3800 }ق.م. وسميت باسم شهر أباد ـ عند استيلاء الفرس عليها عند سقوط الدولة الآشورية سنة 620 ق.م. ومن أهم آثارها الباقية جسرها الحجري الذي لم يبق منه إلا القنطرة الوسطى المبنية من حجارة الحلان المهندمة  .

حديثة الموصل : مدينة قديمة يرجع تاريخها الى عهد الآشوريين، تقع بالقرب من الزاب الصغير، سماها الفرس ـ نوكرد ـ وهي آخر سواد العراق كانت على دجلة قرب الزاب الأعلى.

تربيس : وهي بقايا مدينة آشورية قديمة تبعد خمسة كيلومترات عن شمال غرب تل قوينجق في سهل نينوى، وكان الإله نركال يعبد فيها، عثر في التنقيبات على معبدين وعلى قصر شيده أ سرحدون 681 ـ 669 ق.م. لإبنه آشور بانيبال، ومما عثر عليه هناك ألواح منقوشة من الرخام، ولمدينة تربيس ذكر كثير في الكتابات المسمارية المكتشفة في تل قوينجق  .

معلثايا : تقع قرب مدينة دهوك ب 07 كيلومترات الى اليمين للمسافر إليها من الموصل وبالقرب منها تل أثري وكانت حصناً عسكرياً في العهد الآشوري، وبالقرب منها منحوتة آشورية نحتت على سفح الجبل، وإسمها يعني بالآشورية "المعبر" او الممر فهي المعبر الرئيسي الذي يربط مدينة معلثايا بدهوك عبر نينوى وكانت دهوك واسمها نوهدرا، مدينة آشورية عريقة منذ القدم وتعتبر مدينة عسكرية كبيرة تصنع فيها الأسلحة والمعدات، وتعتبر معلثايا موقعاً إستراتيجياً يربط العاصمة الآشورية نينوى بمرتفعات آشور جنوب شرق تركيا الحالية (مقاطعة هكاري) وفيها منحوته هامة أنجزت في عهد الملك الآشوري سنحاريب عام (704 ـ 681 ق.م)، وقد تــمّ اكتشافها عام 1845م. من قبل القنصل الفرنسي روي وتقع المنحوتة على بعد 07 كم من الجهة الجنوبية الغربية من مركز المحافظة توتألف المنحوتة ذات ابعاد 5.75 × 2.20 م من مسلة رائعة وفي دقة عالية من النحت في موكب يقوده الملك سنحاريب وسبعة من الآلهة الكبار في احتفال بهيج بإنجاز مشروع ري كبير في المنطقة ويحتوي بالإضافة الى رسوم الآلهة على رسم للشعار الآشوري المتداول حالياً بين الآشوريين ( العلم الآشوري ) وشعار النسر بالإضافة الى كتابات مسمارية منحوتة لم يبق الآن أثر لها بسبب التخريب الذي طالها في محاولة لمسحها من الوجود.

تتألف المنحوتة من موكب يضم الملك الآشوري سنحاريب والآلهة، آشور، ننليل، سين، نابو، شمش، أدد، عشتار، ويظهر الملك سنحاريب واقفاً أمام الإله آشور ( الإله القومي للآشوريين) وهو من الرموز القومية والدينية المقدسة لدى الآشوريين ويأتي بالمرتبة الأولى في موكب الآلهة واقفاً على ظهر حيوان دليل على سيطرة الآشوريين على قوى الطبيعة وتسخيرها لخدمتهم ويظهر الإله آشور وهو يمسك بيده اليمنى السوط وهو دليل رمز للقضاء وبيده اليسرى يمسك الحلقة والعصى رمز للقوة والسلطة الإلهية، وتأتي الآلهة ننليل زوجة الإله آشور بالمرتبة الثانية حيث نقشت صورتها جالسة على كرسي ذي مسند على ظهر الأسد وتم العثور على مثيلها في مسلة أورنمو (2112-2195 ق.م.) أما الإله نابو فيأتي بالمرتبة الرابعة في المنحوتة ويعتبر إبن الإله مردوخ الذي إرتبط إسمه مع كوكب المشتري وهو الإله الذي وضع مسارات النجوم، أما الإله شمش المعروف برمزه القرص المجنح في الحضارة الآشورية ومن الآلهة ذات المكانة القديرة الذي يرمز الى الشمس وعطائاتها، الإله أدد: إله الرعد والعواصف يأتي بالمرتبة السادسة ونجد صورته على مسلة من الحجر عثر عليها في قصر الملك تجلا بيلاصر الثالث، وأخيراً تأتي الآلهة عشتار إلهة الحب والحرب في المرتبة الأخيرة في المنحوتة وتحتل مكانة هامة جداً في الموروث النهريني وميثولوجيتها باعتبارها آلهة الخصب.

بالإضافة الى منحوتة معلثايا يوجد في المدينة ( معلثايا المعروفة حالياً ملطايا ) تل أثري شاخص إكتشف في المنطقة بقايا لأواني فخارية وأدوات وكتابات تكشف أهمية المنطقة، وأجرى العديد من الباحثين العراقيين دراسات قيمة حول المنحوتة ولم يقللوا من شأنها الآشوري.

دراووج - الدراويش : وفيها زقورة آشورية مدفونة تحت تل دائري.

كلي دهوك : فيها منحوتة أخرى للملك الآشوري سنحاريب وهي من المواقع الأثرية الهامة في دهوك ويطلق عليها آثارياً منحوتة الملك سنحاريب ويحتوي هذا الموقع بالإضافة الى النحت على جدران أحد الكهوف على مستوطنة بشرية إكتشفت بقايا مقبرة وكتابات وأواني فخارية فيها ولا زالت آثار المقبرة في المستوطنة موجودة لحد الآن وتبلغ مساحتها حوالي 01 كم، وتعتبر منحوتة سنحاريب هذه ذات أهمية إستراتيجية لدهوك آنذاك حيث تقابل منحوتة معلثايا وتسد الفتحة الأخرى لدهوك باتجاه الكلي أو السد حالياً وكانت تعتبر بمثابة حصن عسكري وبرج مراقبة لحماية المدينة، وفي المستوطنة يوجد كهف كبير كان معبداً للإله آشور بالإضافة الى أنه كان مقراً لإجتماعات الملك سنحاريب وحاشيته وهو عبارة عن كهف كبير نحت في الصخر وكان يحتوي على أربعة أعمدة حجرية دليل توسع الآشوريين العلمية والعسكرية والأدبية في جهات العالم الأربعة حيث لقب أكثر ملوكهم أنفسهم بملوك الجهات الأربعة وكان الملك يعقد اجتماعاته في هذا المكان المحصن بالإضافة الى استخدامه كمعبد للآلهة الآشورية للإحتفاءات المتعددة، حيث عثر على رمز لخمسة آلهة آشورية منحوتة على مدخل الكهف كانت واضحة لفترة قريبة إلا ان الآن لم يبق لها أثر بسبب التخريب الذي طالها ووجود رموز هذه الآلهة الخمسة وهم الإله آشور والإله سين والآلهة إنانا (ننليل) بالإضافة الى الآلهة عشتار يؤكد ان هذه المنحوتة أو المستوطنة آشورية خالصة وارتباطها شكلاً ومضموناً بمنحوتة معلثايا الأثرية بعكس ما يتوقع بعض الباحثين المحليين من ان المستوطنة تعود الى الديانة الزردشتية لتجريدها من محتواها الآشوري.

تحتوي المستوطنة بالإضافة الى الكهف والنقوش المنحوتة، على بقايا آثار لم تنل نصيبها من البحث والتنقيب، وأن هذه المستوطنة كانت محصنة بسورها الذي يحدها من جميع الجهات، ففي الطرف الغربي باتجاه الأسفل هناك آثار لسور متهدم مبني من الحجارة، ويوجد جدول ماء على طرفه الشمالي منحوت على الصخر ويأتي إليه الماء من الطرف الشمالي حيث الوادي وينابيع المياه بواسطة أنابيب فخارية الى مجرى نحت في الصخر عرضه ( 50 سم) وطوله الظاهر (05 م) ولكنها مطمورة تحت التراب وفي قمة الجبل عند الطرف الشمالي آثار لبقايا سور قديم مبني من الحجارة وكانت المستوطنة تحتوي على ثلاثة مداخل رئيسية: الأول في الجهة الغربية والثاني في الجهة الشرقية والثالث في الجهة الجنوبية وكلها تؤدي الى المعبد الرئيسي بدليل وجود المشاعل المنتشرة على أطراف الطريق باتجاه المعبد ويربط المعبد بالمستوطنة نفق كبير محفور في الصخر بطول 11م وعرض متران وارتفاع ثلاثة أمتار.

خنس : قرية يرجع تاريخها الى العهد الآشوري، حالياً تابعة لقضاء الشيخان تقع على بعد 35 ميلاً من الموصل، ورد إسمها في الكتابات الآشورية ـ خانوسا ـ وبالقرب منها صدر مشروع سنحاريب الأروائي الذي يؤمل ان يكون من أروع المناطق السياحية في محافظة نينوى، وتعتبر آثار خنس من أروع الأعمال الأدبية الآشورية في دهوك (نوهدرا) دون منازع فقد زينت الجبل بصورة تذهل الإنسان عند رؤيتها ينحني إجلالاً أمام روعة أنامل الفنان الذي كرّس كل جزء من الصخور لنقش أدق التفاصيل عظمة وأعجوبة أخرى تركها أجدادنا الآشوريون لتؤكد أصالتهم وعراقتهم وتواصل عبر ما تركوه رغم ضعفهم السياسي والإقتصادي.

تعتبر منحوتات خنس متحفاً أثارياً طبيعياً بحد ذاته يضم آثاراً شاخصة وبارتفاعات شامخة وهي من المشاريع النحتية المهمة التي قام بها الملك الآشوري سنحاريب على غرار منحوتة معلثايا، بدأ العمل فيها عام 703 ق.م. وأطلق عليها إسم (قناة سنحاريب) وهو مشروع لإرواء الأراضي الزراعية في نينوى وذلك بنقل المياه من منطقة خنس الى الأراضي في نينوى بإقامة قناة كبيرة على نهر الخوصر ومنها يتم نقل المياه بواسطة قناة جديدة تم حفرها حيث بلغ طول القناة (80 كم) وتم حفر القناة على الصخور في العديد من المناطق التي مرت بها، ويقع الموقع حالياً في قرية خنس قرب قرية بافيان شمال شرق مدينة الموصل وتقع إدارياً ضمن محافظة دهوك (نوهدرا) ويتم الوصول إليها من الطريق الرئيسي دهوك - أربيل الذي يتفرّع من قرية مريبة باتجاه الغرب، ويعود الفضل في اكتشافها الى الآثاري المعروف هنري لايارد عام 1850 م. زين مدخل مشروع سنحاريب بثيران مجنحة وضعت على مدخل السد أو القناة، وقد سقط أحدهما في النهر والآخر لازال يقاوم السقوط.

أما الصخور الكبيرة الحجم فقد نقش عليها صورة الملك سنحاريب وخلفه الإله آشور ويحمل بيده عصا طويلة مع الحلقة التي نقشت فيها صورة الملك وذلك يرمز الى تلقي الملك أوامره مباشرة من الآلهة حيث ان الألوهية نزلت من السماء وأن الملك يمثل الإله على الأرض وينفذ أوامره، بالإضافة الى هذين التمثالين الكبيرين فإنه توجد صورة الآلهة ننليل زوجة الإله آشور حيث ترافقه مع المنحوتات الآشورية وفي الطرف الآخر مقابل الملك نجد صورة قائد المشروع أو منفذ المشروع وهو قائد عسكري ينجز المشاريع الموكلة إليه ويشرف عليها، وحملت السلسلة الصخرية المرتفعة العديد من الصور المنحوتة للملك سنحاريب والإله آشور، وهذه المنحوتات الأصغر حجماً حفرت في الصخر بعمق (20 سم) وطول ( 2.5 م) وارتفاع (2.5 م) واتخذ من الأعلى شكل نصف دائرة نحتت داخلها صورة الملك الآشوري سنحاريب وهو يشير بإصبعه الى رموز الآلهة المنقوشة في القمة وبجانب الصورة كتابات آشورية (مسمارية) مؤلفة من 64 سطراً.

زاخو : أقام الملك الآشوري سنحاريب مشاريع عديدة أذهلت العالم، وأبرزها بناؤه جسر زاخو المعروف في مدينة زاخو ومنه اشتق إسم زاخو وهي تسمية آشورية تعني النصر أو الإنتصار (زاخوتا) وبناء جسر بهذا الحجم يحمل معان عديدة قيمة أهمها يعتبر إنجاز عمراني ضخم لا تستطيع مجموعة معينة بناءه إلا إذا كان وراءها دولة قوية قادرة على إنجاز المشروع فقام الملك سنحاريب ببنائه ليكون حلقة ربط العاصمة الآشورية نينوى بالأراضي الآشورية في سوريا من جهة، وليكون حلقة ربط الأمبراطورية بالأراضي الآشورية جنوب وجنوب شرق تركيا من حهة أخرى، فقام بتشييد جسر بمهارة عمرانية عالية الدقة يسمح بمرور العربات العسكرية الكبيرة حيث عثر في الأحجار السفلى منه على كتابات مسمارية ورموز للأبراج الفلكية التي اشتهرت بها مدينة بابل، ولم يبق الآن إلا الأثر القليل لهذه الصور والكتابات، ويتألف الجسر من خمسة أبواب مبنية على أشكال مقوسة من الحجر.

عنكاوا : مدينة آشورية تقع في شمال غرب مدينة أربيل (أقدم مدينة مأهولة في العالم) في شمال العراق، تبعد عن أربيل حوالي أربعة كيلومترات ويقدر سكانها بـ 20000 نسمة والأغلبية العظمى منهم ينتمون الى الكنيسة الكلدانية (آشوريين كاثوليك) سميت  عنكاوا في القرون القديمة وتم ذكرها في كتب تاريخية مختلفة منها كتاب إبن العبري( مختصر تاريخ البلدان) كذلك تم ذكر إسم عنكاوا في كتاب "آشور المسيحية" للمستشرق جان موريس فييه، رئيس اللجنة الأكاديمية في الفاتيكان، حيث يذكر فيها الكاتب مراحل تغيير إسم البلدة في القرون المختلفة ومن الشواهد التاريخية التي تؤكد آشورية عنكاوا:

1- تل مار عودا : يقع شمال غرب عنكاوا و على بعد 04 كم على يسار الطريق المتجه الى قرية كزنة، تم تسجيل هذا التل ضمن المواقع الأثرية في العراق عام 1945ومن الملصقات السطحية التي دونتها المؤسسة العامة للآثار عنه أنذاك هي حافة واحدة لأناء آشوري وكسرات من الفخار و شقف من الخزف يعود زمنه الى القرون المسيحية الأولى.

2- تل قصرة : تطرق المحاضر في الندوة التي أقيمت في قاعة جمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا حول التنقيبات التي أجريت في هذا الموقع في عام 1945 للمرة الأولى واكتشاف آثار فيه تعود الى العهدين الآشوريين الوسيط والحديث، واعتباره منذ ذلك الوقت منطقة أثرية في حماية الدولة، وقد اتخذ الإحتلال الكردي قراراً بإزالة هذا التل عام 2009 "لعدم أهميته" كما زعم آنذاك، هذا فيما تتم مصادرة أراضي عنكاوا من قبل الإحتلال الكردي وبقوانين تعسفية لا تطبق إلا في المناطق التي يسكنها الآشوريون ويقع هذا الموقع الأثري داخل القصبة في الشمال الشرقي منها وكان تل قصرة الى الوقت القريب يستخدم كمقبرة للبلدة وما تزال بعض القبور جاثمة فوقه لحد الآن، سجل هذا الأثر في مديرية الآثار العراقية تحت إسم قصر "مقبرة عنكاوا" و تحت تسلسل 218 وارتفاع التل 10 أمتار ومحيطه 600 متر، وقد عثرت مديرية الآثار على كمية من الفخار في الأثر، فآثار بلدة عنكاوا المنتشرة في داخل البلدة وفي السهل المحيط بها تشير الى مدى عمرها القديم في الإستيطان البشري، فهي على أقل تقدير وحسب ما تم تسجيله في دائرة الآثار العامة ومنذ عام 1943 من كونها كانت آهلة بالسكان في العهد الآشوري الحديث، وكذلك تشير التنقيبات الآثارية على استمرار الحياة فيها بعد ذلك.

مانكيش : تشتهر بمسلـّـة آشورية منحوتة بالخط المسماري على صخرة  جبل تعني في مضمونها أنها حجر أساس لمشروع  كبير لنقل ماء الخابور من  منطقة  قرية دركلي شيخكا الواقعة على الطريق الجديد بين مانكيش وزاخو والتي تحدها قرية كندك كوسة شمالاً الى منطقة شرق نينوى وهذه المسلة منحوتة على صخرة في الجبل بالخط المسماري وعليها إسم الملك الآشوري الذي في عهده أقيم المشروع ويمكن الإستفادة من الفكرة اليوم لنقل قسم من ماء الخابور الى منطقة دهوك(نوهدرا).

كرمليس : تعتبر قرية كرمليس التي تقع جنوب شرق مدينة نينوى - الموصل بحوالي 18 ميل من أهم المدن الآشورية القديمة جداً في المنطقة، ومعنى كرمليس بالأكدية "كارموليسي" أي مدينة الآلهة ميليسا (ملكة النحل عند الإغريق) وكما عرفت ب "أور كرمش" أي المدينة الخربة، ولقد قام العديد من منقبي الآثار في بلاد ما بين النهرين بزيارة كرمليس وذلك بحثاً عن الآثار الآشورية، وأول من قام بذلك كان الإنكليزي المعروف أوستن هنري ليارد الذي ذكر عام 1846 وطبقاً للآثار الآشورية المكتشفة في كرمليس بأن هذه المدينة الآشورية كانت مدينة عظيمة بعظمة مدينة "دور شاروكين" في ذلك الزمان وقد تم العثور في"تل الغنم" و"تل بربارة" على قطع أثرية مكتوب عليه باللغة المسمارية أسماء الملكين الآشوريين سركون وشلمنصر وفي"تل بربارة" تم العثور أيضاً على بقايا أحد المعابد الآشورية، أما في"تل الغنم" فتم العثور على بقايا أحد القصور الآشورية.

فقدت كرمليس مكانتها في عهد شلمنصر الثالث (824-858 ق.م. ) حيث قاد إبنه "آشور- دانين- أبلو" وبمعاونة 27 مدينة أخرى ثورة ضد والده، إلا ان الوالد الملك قام بتجهيز وتقوية إبنه الآخر"شمشي أداد" حاكم كالح (نمرود) وانتهت هذه الحرب الأهلية بعد ان استغرقت أربعة أعوام (824-827 ق.م.) بإبادة الثورة والقضاء عليها تماماً، إلا ان آثار هذه الحرب المدمرة طالت كرمليس وذلك لقربها من مدينة كالح، حيث أطلق عليها بعد ان تركها سكانها بسبب الحرب إسم "أورو–كرمش" أي المدينة الخربة، وما زالت بعض القرى الأخرى المجاورة لها تطلق عليها إسم كرمش، ورغم كل هذه الأحداث فقد استعادت كرمليس قوتها في عهد الملوك شلمنصر الخامس(722-726 ق.م.) وسركون الثاني (705-721 ق.م.) حيث اعتبراها كعاصمة مؤقتة لهما، وفي عهد المسيحية إحتلت كرمليس مكانة هامة حيث نقل البطريرك مار دنخا الثاني كرسي كنيسة الشرق من بغداد، أربيل، ماراكا الى كرمليس عام 1332 وذلك لاستتباب الأمن واستقرار الحكم فيها، وبقي الكرسي البطريركي في كرمليس لمدة 94 عاماً، حيث توالى على الكرسي كل من مار دنخا الثاني (1332-1380) ومار إيليا الرابع (1380-1408) ومار شمعون الثاني (1418-1427) الذي قام بنقل الكرسي الى ألقوش عام 1426 .