المحرر موضوع: فشل الحكومة له آباء كثيرون  (زيارة 633 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عدنان حســـين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 669
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شناشيل
فشل الحكومة له آباء كثيرون
عدنان حسين   
لستُ من جماعة رئيس الوزراء نوري المالكي كما يعرف الجميع (جماعته، قصار النظر وأصحاب المصلحة على السواء، يعتقدون أنني وهذه الصحيفة من أعدائه)، ولا أريد أن أكون من جماعة أي رئيس وزراء أو رئيس دولة أو وزير، فحرية الصحفي والكاتب أثمن من كل العطايا والهبات والمنح والامتيازات والتسهيلات التي يُمكن أن تترتب على علاقة تبعية لرئيس أو رئيس وزراء أو وزير وأمثالهم.
مع هذا لا أظن ان المسؤولين في التحالف الوطني أو الناطقين باسمه رسمياً أو من دون تخويل لهم الحق في التشبه بنا وتوجيه اللوم بنبرة قوية إلى رئيس الوزراء وحكومته كلما برز مظهر فاقع من مظاهر فشل الحكومة، وبخاصة في ميدان الأمن كما حصل مع تفجيرات أول من أمس الإرهابية وقبلها حادث الفرار الكبير من سجن تكريت، حيث تسابق بعض نواب التحالف الوطني والمسؤولين فيه إلى لوم الحكومة عن فشلها الأمني.
دائماً وفي كل زمان ومكان النجاح له آباء كثيرون فيما الفشل يبقى يتيماً والجميع يتبرأ منه، بيد أن قوى التحالف الوطني ليس في وسعها التبرؤ من فشل حكومة المالكي المتواصل والمتفاقم. هم جميعاً آباء شرعيون لهذا الفشل، فالحكومة حكومتهم في المقام الأول. هم جميعاً من استنجدوا بآيات الله وحجج الإسلام ومن هم في مرتبة أدنى من "الموامنة" واستخدموا الرموز والشعارات الدينية والمذهبية لتحشيد الناس وإقناعهم بالتصويت على الهوية الطائفية في الانتخابات. وهم جميعاً من سعوا إلى إنشاء كتلة برلمانية كبيرة بهوية طائفية ليتكرس الطابع الطائفي المدمّر للعملية السياسية وينزع كل عنصر وطني فيها، وهو ما نُقلت عدواه الى الدولة برمتها ويراد له أن يتأصل في المجتمع أيضاً.
"المدى" – 2/2/2012
حكومة تقوم على المحاصصة الطائفية وتكرّس في عملها اليومي تقسيم الدولة والمجتمع تقسيما طائفياً مذهبياً لا يمكن أن تحقق أي نجاح على أي صعيد وفي أي ميدان وفي أي وقت. هذا ما ينبغي أن يدركه زعماء التحالف الوطني والمتحدثون باسمه ونيابة عنه والذين غمزوا من قناة المالكي وحكومته أو قالوها صراحة بعد وقوع حادث تكريت وتفجيرات أول من أمس متحدثين عن فشل الحكومة في حفظ الأمن والحد من أعمال الإرهاب.
عندما طُرحت منذ أشهر فكرة مساءلة السيد المالكي وحتى سحب الثقة من حكومته عن إخفاقاتها وقف زعماء التحالف والمتحدثون باسمه ونيابة عنه بالمرصاد لذلك (في العلن، ونحن نعرف إنهم في السر أشد بغضاً للمالكي ممّن بادروا إلى طرح فكرة المساءلة وسحب الثقة).
التحالف الوطني، بائتلافاته وقواه وزعمائه كافة، مسؤول مسؤولية مباشرة وكاملة غير منقوصة عن كل فشل لحكومة السيد المالكي، لأنهم الشركاء الأكثر أسهماً في هذه الحكومة، وليس في وسعهم التنصل من هذه المسؤولية.. ليس في وسعهم أن يشاركوا المالكي في أبوة النجاح والتبرؤ من الفشل.
نعم حكومة المالكي فاشلة، والدولة التي تقودها هذه الحكومة فاشلة، وهو فشل التحالف الوطني في المقام الأول وفشل كل القوى المشاركة في الحكومة وفي البرلمان الفاشل هو الآخر بامتياز ثم هو فشل للطائفية السياسية التي سعى التحالف الوطني ولم يزل لتكريسها.