المحرر موضوع: يا هندُ هذا زمان الغدر ..بقلم بطرس حلبي  (زيارة 2185 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Enhaa Yousuf

  • مشرف
  • عضو مميز
  • ***
  • مشاركة: 1748
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.enhaasefo.com/


يا هندُ هذا زمان الغدر ..

بطرس حلبي


زوِّدْ سِراجكَ من حُلمٍ ومن لينِ
ونَدِّ ضَرعيه في ماءِ التحانين
يا هندُ هذا زمانُ الغدرِ فأحترسي
إذْ يرمضُ القيظ أنسامَ البساتين
ما كان عمُّكِ طَمّاحاً كَذي أربٍ
يجرجرُ الثوبَ فوق الماءِ والطين
هذا الزمانُ ، زمانُ الغدرِ طالعه
تُزلزلُ الريحُ أحجار الطواحين
يا رحمة الله شُدّي في مطارِفنا
قدراً من الرندِ من حين إلى حين
لا شَدَّني سامرٌ أعيا بصحبته
تحمرُّ جنبايَ ، من لَدْغِ الثعابين
تنداحُ يمناهُ خُبثا لا تصدِّقه
ويوهنُ القلبَ من ضعفٍ ومن لين
لا يُعدمُ الناسُ خيراًمن ضمائرهم
هذا لَعمري سخاءٌ غير ممنون
سيكرِمُ الله منْ صحَّت سريرته
ويلعِنُ الله إخوان السعادين
والذاربيُّ ، شفيف في تباسطه
تَخضرُّ صورته في القلبِ والعين
لكنه رجلٌ ما ردَّه تعبٌ
تَعتافُ أخلاقه أموالَ قارون
قد ضَلَّ فرقدهُ ، تشتدُّ عُسرته
على بلاءٍ بلا عونٍ وتسكين
يزورُّ قَرّادُ من وجعٍ يعاوده
يسرِّح الريحَ من حينٍ إلى حين
وإنْ نسيتُ فلا أنسى مداعكة
إذْ قيل عنّي كلامٌ ليس يزريني
أنا الذي عاره الشقشاقُ صَبوته
فيشمِمُ الغِرَّ أنفاس الرياحين
لا يولدُ المرءُ لا جرذا ولا نمرا
لكنَّه زمنٌ ربُّ الموازين
يعلي الزرازير تارا ثم يتركها
تُشرشر الماء في ريشِ الشواهين
يا هندُ هذا زمان الغدرِ فاحترسي   
إذ يرمض القيظ أنسام البساتين
هذا الزمان زمان الغدر طالعه
تزلزل الريح أحجار الطواحين



غير متصل Enhaa Yousuf

  • مشرف
  • عضو مميز
  • ***
  • مشاركة: 1748
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.enhaasefo.com/

أيها النص الموجوع بآلام السنين
هلم نمضي رغم الغدر
نفتح للصدق كل أبوابنا
وأجعلني أبحر معك على بساط هذا الزمن
فانا مثلك ... لا زلت دون يقين
الاخ العزيز بطرس
أبدعت
تحياتي
انهاء

غير متصل Putrus_Halabi

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 23
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العزيزة إنهاء

     إنهاء ُ قد ولّى زمانٌ كان لنا
               أنْ تُلبسَ الريحُ أثواب الشعانين
              سيدتي ....
                     شكراً على مرورك الأنيق

غير متصل جعفر البدري

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 14
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
استاذ بطرس
رائع هذا التجلي المفعم بروح النصح و الارشاد و كثير من خبز الحياة الذي عجنته سنوات خبرة جديرة بالانحناء احتراما ...
رائع هي كلمة لا تفيك قدرك
بوركت

غير متصل جعفر البدري

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 14
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هذا الزمانُ ، زمانُ الغدرِ طالعه
تُزلزلُ الريحُ أحجار الطواحين

أستاذ بطرس ...
يالها من صورة رائعة ... جسدت الغدر بشكل دقيق ... جابهت مخرز الغدر بعين الصدق و الحقيقة ... فهذه الريح التي يؤمل منها أن تهب لتدير أجنحة الطواحين و تمنح القوة و العنفوان لبراءة الطواحين المعطاءة لتجود بالخير و الحياة ... بيد أن شياطين الغدر تفرض مهمة التدمير و الفناء لتجعل الريح دراكولا جديد يمتص براءة الأشياء من عروق حجارتها ليتقيأ دمارا أحسبه في بغداد .. في مدينتي الناصرية .. في كل شبر من آروك كوكب الحرب اللاهب !!!
لعل كلماتك يا أستاذ بطرس
تعكس معاناة بداخلك ... بيد أن معاناتي تفلسفها باتجاه ألمي و كأني أبحث بها عن يد الهية منقذة تبدل طعم النصر الزائف ( الذي بلا جدوى يأقلمني عليه سيف كيشوت الحالم بمحاربة الطواحين ) في ريق انسانيتي ... لتوجد طعم الطمأنينة و الأمل بغد أفضل ...
عذرا لجنوحي ... ولكنه وصول حتمي لمراسيء أبحث عنها !!!
دمت بألق

غير متصل Putrus_Halabi

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 23
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

      رأسي سفينةُ ملاّح جنادله
                    تستفُّ منْ حُلُمِ الأرواح تفطينا
     صبّوا جِرارَ الأسى في سمحِ خاطره
                   تحملن من زمن الفوضى براكينا
    قالوا ..فؤادك قديسٌ نعذبه
                  صَبّوا على جسدي زيتا وغسلينا
  تخثَّر الصَّمت ملتفا على شفتي
                 لا ترهبوا حِسِّيَ الممراح توهينا

          فهل للطمأنينة طعمٌ بعد ...أيها العزيز جعفر ....
       شكرا لمرورك الواعي .....