المحرر موضوع: رسالة قصصية موجهة لقيادات أحزابنا القومية  (زيارة 1087 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Steven_Albaghdady

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 99
    • مشاهدة الملف الشخصي
كان ياما كان فتاة جمالها لايقاس ولا يرى حتى في الاحلام ، فتاة ذكية اية من الجمال اسمها نينوي وفي يوم وهي تسير في الشارع واذا بشاب جميل يلمحها وتلمحه كان اسمه اشور ومن اول نظرة بدأ قلب نينوي يخفق سريعا وكانه سيخرج من صدرها وكذلك اشور وبلحضتها سيطر الارتباك على كليهما لم تستطع نينوى الا الركض مسرعة لمنزلها الذي كان لا يبعد كثيرا عن منزل ذلك الشاب المشكلة ان اشور من شدة ارتباكه لم يحرك ساكنا حتى انه لم يفكر بلحاقها ليعرف من هي وما اسمها ولا سكنها لم يستفق الا بعد اختفائها عن ناظريه كليا حزن اشور حزنا عميقا ونعت نفسه ولعنها كثيرا وسار كجمل تائه في الصحراء وعلى ظهره الكثير من الاحمال لتسوقه قدماه لمنزله فرأته امه متسائلة مابالك يا ولدي اشور لم يرد اشور ولم ينطق ولا بحرف واحد ودخل غرفته ليرتمي في فراشه لم تفارق صورة تلك الفتاة مخيلته ابدا وفي اليوم الثاني عقد العزم ان يفتش القرية شبرا شبرا الى ان يراها ثانية فاصبح يسأل كل من رأى من اصدقائه ومعارفه ويصف لهم ملامح الفتاة  وجمالها وللاسف دون جدوى ، وفي تلك الايام اصبح ذلك الشاب محبطا منطويا على نفسه لايستقبل او يزور او يحدث احدا الا للسؤال عن الفتاة يعيش في عالم اخر منعزلا عن كل شيء تقريبا لا يأكل الا القليل ما يبقيه على قيد الحياة فقط ليواصل البحث عن الفتاة التي قلبت حياته وكيانه راسا على عقب وسار الحال لشهور عدة على هذا المنوال فلم يتحملا الوالدين ذلك وطلبوا منه اي من اشور ان يخبرهم عن السبب ولكن دون جدوى فقط كان يردد ويقول لا تخافا ليست لدي اية مشاكل وكانت الام تصلي وتبكي كل ليلة والاب في حيرة من امره لا يعرف داء ولده ليرشده للدواء الى ان زاره احد اصدقائه المقربين ويدعى كلدو وعند خروجه كان بانتظاره والدي اشور واستوقفوه متسائلين عن مصاب ولدهم اشور فأجاب كلدو الحب ياخالتي فأستغرب الأبوان وسألاه من تكون وإبنة من ، نكس كلدو وجهه للأرض مجيبا بحزن لا أعلم من تكون ولا حتى آشور  فأستغرب الوالدين أكثر وأكثر وسألاه ثانية وكيف أحب آشور شخصا لا يعرفه أصلا فأجاب كلدو أنا مثلكم مستغرب أيضا ويمكنكم الأستفسار أكثر من ولدكم آشور وودعهم ومضى في حال سبيله وبقيا الأبوان صامتين والعجب والحيره تكسوهما ومضت الايام والأشهر وقد ضمد الزمن شيئا من جرح آشور وبدأ يعود شيئا فشيئا  لطبيعته بالرغم من ان صورة وملامح نينوي لم تفارق مخيلته ووجدانه ابدا ولكن لم يكن يظهر شوقه وحزنه على محبوبته نينوي خشية ان يشعرا والديه وكلما كان الوالدان  ينصحا آشور بالزواج كان إما يفر من المكان أو يغير الموضوع ليتهرب من الأجابة ليس الا ، وكان الوالدين يستدركا الموضوع فورا وهو ان آشور ما يزال مغرما بحب تلك الفتاة وفي يوم من الأيام زار كلدو آشور حاملا له بطاقة دعوى فتعجب آشور متسائلا عن سبب الدعوى فأجاب كلدو بفرح شديد مجيبا خطوبتي انا فأستغرب آشور متسائلا ومن تكون سعيدة الحظ تلك أجاب كلدو أبنة عمي ففرح آشور كثيرا وحضن كلدو وقبله مباركا ومن ثم رحل كلدو على الفور وفي يوم الخطوبة أستشعرا الوالدين فرحة آشور وقبل سؤالهما عن السبب أجاب آشور مسرعا أنا فرح من اجل اخي وصديقي وحبيبي كلدو وبعد عدة ساعات حان وقت مسير عائلة آشور لحظور الحفل فتوجهوا الى هناك فرحين وكانت والدة آشور طوال الطريق في سرها تصلي وتدعوا لله وتقول يا الهي الحبيب فرح قلبي بأبني آشور كما فرحت قلبي بولدي كلدو وعند الوصول كان باب منزل كلدو مفتوحا على مصراعيه وكان صوت الهلاهل مدوي يكاد يصل لنهايه الزقاق وعند دخول عائلة آشور هرع كلدو مسرعا لأستقبالهم وبعد الأحضان والتقبيل دخلوا لغرفة الضيوف يقودهم كلدو وفور وحال دخول آشور فوجيء برؤية نينوي والحلي تزين رقبتها الجميلة وثوبها الابيض المزركش وهي جالسة على دكة العرسان لم تحتمل عينا آشور ما رأت من منظر حيث حزن الموقف غطى على فرحة اللقاء المنتظر لم يستطع آشور تحمل الموقف من هول الصدمة ، عيناه في عيني حبيبته وهي تزف لأعز اصدقائه موقف نزل عليه كالصاعقة كاد يبكيه لولا تواجد الحضور بل كاد أن يأتي بآخرته لولا أن ساعته لم تحن بعد سلم آشور على العروسين وأختلق حجة ليفر من المكان بأقصى سرعة وبلحظة خروجه من المكان إنفجرت دموعه كالبركان وتوجه مسرعا الى منزله في تلك اللحظة كان كلدو غارقا في  التفكير كيف أن أعز اصدقائه لم يكن الى جنبه وفي هكذا يوم ومناسبة حتى أن حزنه وتوتره طغى على فرحة خطوبته وعند انتهاء الحفل غادرا والدا آشور مسرعين الى المنزل للتفقد واللأطمئنان على ولدهم آشور وحال وصولهما للمنزل توجها مسرعين لغرفة آشور الا أن باب الغرفة كان موصدا لم يستطيعا أن يعرفا إذا كان آشور داخلها أم لا وفي تلك الليلة لم يلامس النوم عيون الوالدين بقيا ساهرين حيث لم يسعفهم الصراخ والطرق على ذلك الباب وعند الفجر أيقنا أن آشور ليس بداخل الغرفة فتوجها ليأخذا قسطا من الراحة وبعد عدة ساعات أعادت الوالدة الكرة فلم يكن من يجيب فهرع الوالد للبحث عن ولده آشور خارج المنزل وأصبح يسأل كل من هب ودب عن آشور وبدون جدوى لم يترك لا مشفى ولا مركز شرطة إلا وأستفسر منه عبثا ورجع الوالد الى المنزل خالي الوفاض منهوك القوة متعب واليأس قد أكل منه وشرب فكان حزن الوالدة كبيرا لرؤية قدوم زوجها وحيدا لم يكن في بأستطاعتهم الا الأنتظار وحل الليل وبزغ فجر اليوم الثالث والحال كما كان لا أثر لولدهم آشور فقررا ان يقوما بكسر باب الغرفة وفي هذه الأثناء طرق احدهم باب المنزل فأسرعت الوالدة لفتح الباب وهي تركض وتردد لقد عاد ولدي الحبيب آشور وفوجئت بأن الطارق هو كلدو فلم تحتمل الأم أكثر وأنهالت بالبكاء مستنجدة بكلدو وفورا قام كلدو بكسر باب غرفة آشور الموصد وأذا بآشور مستلقي في فراشه بين الحياة والموت وعلا صراخ وبكاء الأم تستغيث الله ان ينقذ ولدها وفورا قاموا بنقله الى المشفى وفي هذه الأثناء حاول كلدو الربط بين أعتذار آشور عن حفل الخطبة وخروجه مسرعا وبين ما آلت اليه حالته والفتاة التي خفق لها قلبه فتوجه مسرعا لمنزل خطيبته ليواجهها بكل تلك الشكوك وفور دخوله المنزل رحبت به حماته وقالت أهلا بولدي الحبيب كلدو كيف الحال فأجاب بخير يا عمتي العزيزه ولكن أين خطيبتي عشتار فأجاب أتت أبنة خالتها نينوي لزيارتها وخرجتا مسرعتين معا وكأن شيئا مهولا قد وقع وحاولت الأستعلام عن سبب  تلك العجلة ووجهتهما فردت إبنتي عشتار بعدين بعدين يا ماما وخرجتا على الفور لم يستطع كلدو الانتظار فأسرع للعودة الى المشفى وعند دخوله عتبة ممر المشفى تفاجأ برؤية خطيبتة عشتار وهي واقفة بالقرب من غرفة آشور وهنا أدرك بأن كل ماكان يدور برأسه من شكوك قد كان صحيحا فلم يكن الا ان نزع خاتم الخطبة بقلب محروق وقال لخطيبته عشتار وهو يبتسم خذي هذا الخاتم وأعطيه لأخي آشور الحبيب فهو يستحقك أكثر مني لن أدع شيئا يفرق بيني وبين آشور هو وحيد أهله وأنا ايضا تربينا معا وكبرنا معا وكنا أخوين في السراء والضراء هو حزام ظهري وسر قوتي وأنا كذلك بالنسبة له أمه أمي وأباه أبي ولن أخون عهدي ووعدي له وسأوصي أولادي وأحفادي من بعدي أن يسيروا على نفس خطاي فيما يخص أولاد وأحفاد آشور سأوصيهم أن يكونوا يدا واحدة وعونا لبعضهم البعض ضد أي خطر أو طاريء يهددهم ، وهام بعدها ليرحل وسط بكاء عشتار ووالد ووالدة آشور وفورا أستوقفته أم آشور لتحتظنه الى صدرها وتقبله وتردد بوركت يا ولدي الحبيب كلدو ولكن آشور ليس أبننا الوحيد لأن له اخ محب مثلك ربما لم تحملك بطني ولكنك ولدي ايضا وفيما يخص خطيبتك عشتار فقد فهمت المضوع خطأ كليا عليك أن تعطي الفرصة دائما للطرف الآخر ليشرح ويوضح ماله وما عليه حتى لو كان غريمك أو عدوك ، ووضعت يده في يد خطيبته وقادتهما لغرفة آشور وعند دخولهما لم ينتبه لهم من في الغرفة وسمعا عن غير قصد لكلام آشور وهو يخاطب حبيبته نينوي ويقول لها ما الذي جاء بك الى هنا أنت الآن خطيبة أخي كلدو ولن أدع شيئا يفرق وبينه وبيني فلم تفهم نينوي شيئا من كلامه هذا وأعتقدت أنه يهذي من شدة مرضه وقالت مستغربه خطيبة أخاك وعلامات التعجب تلوح وجهها فأجاب أجل كلدو أخي وتعاهدنا أن نبقى معا في الحياة والممات ، كنا ومنذ صغرنا وما زلنا جسدين بروح واحدة ما يسره يسرني وما يؤلمه يؤلمني وسنبقى هكذا دوما وتفاجئا بصوت كلدو وهو يضحك ويقول حمدا لله على سلامتك يا أخي آشور وقبلا بعضهما البعض فسأل آشور كلدو منذ متى وأنت هنا ومن هذه الفتاة الجميله التي معك فأجاب كلدوا أنها خطيبة أخاك الحقيقية خطيبتي فأستغرب آشورأكثر فأكثر وقبل أن يسأل ثانية أكملت نينوي الباقي وقالت ، قبل أيام أتت ألي أبنه خالتي عشتار تترجاني أن أصبح أنا القريبة أي الشخص المجاور والمقرب للعروسين فوافقت لأن عشتار ليست أبنة خالتي فقط وإنما أعز صديقاتي وأختي الغالية حيث كانت عشتار تعلم بألتقائي بك لأني رويت لها ذلك ولأنها أرادت أن تخرجني من جو الحزن واليأس والكآبة الذي إعتراني لفقداني لك فوافقت وكنت أصلي وأطلب دائما من ربي أن يجمعنا ولو بالصدفة ثانية كما جمعني بك في الوهلة الأولى وفعلا إستجاب الله لدعائي عند دخولك أنت يا آشور ولكني أستغربت كثيرا من نظراتك إلي وخروجك المفاجيء من الحفل وبعد أستفساري عمن تكون أجابني كلدو أنه قريبي أي المجاور للعروسين فأستغرب آشور متسائلا لم تكوني أنتي العروس فأجابت  نينوي والأبتسامة تعلو وجهها بالطبع لا العروس أمامك أنها عشتار فتعجب آشور متابعا كلامه ومتسائلا ولكن كلدو لم يذكر لي شيئا عن ذلك أي أني أنا سأكون ذلك القريب للعروسين وهنا أجاب كلدو وهو يضحك خفت أن ترفض عرضي هذا وخاصة أنك كنت تمر بوقت عصيب حينها لفقدانك الحبيبة .

أتمنى من كل قلبي أن يقرأ قادة أحزابنا السياسية أن كانت داخل الوطن أم خارجه في كل دول الأغتراب سريانية كانت أو كلدانية أم آشورية هذه القصة أو الرسالة الموجة لهم علهم يدركوا مغزاها ومحتواها ربما تكون هذه الأحداث قد وقعت فعلا وربما لا انا لا أعلم ولكن ولكن ابطال هذه القصة أي كلدو وآشور كانا صديقين فقط ولا تربطهما أية قرابة ومع ذلك تعاهدا أن يكونا أخوة ضد أي شخص يحاول التفريق بينهما أو أن يسلب حقوقهما وكانا مستعدين أن يتركا حبهما لأجل الآخر.
سؤالي هنا لقيادات احزابنا الكرام هل تستطيعوا التضحية قليلا لأجل شعبكم المظلوم عالأقل لتوحيد أسم هذا الشعب المظلوم وتوحيد الكلمة والأهداف والمطالب.
ثانيا هل تمتلكون الجرأة لتتعاهدوا وعلى الملأ لتكونوا من اليوم قلبا واحدا ورأيا واحدا على أن يضم العهد والوعد الوفاء والايفاء أي كلام وفعل يتبعه هل تستطيعون.
وختاما لكم مني جزيل الشكر لقرائتكم لرسالتي القصصية ربما لم تكن بالمستوى المطلوب لأني لست ضليعا في هذا المجال (القصص والروايات)
مع فائق أحترامي وتقديري للقراء الأعزاء