بحضور حكومي وديني وجماهيري كبير... كنيسة سيدة النجاة تفتح أبوابها من جديد
عنكاوا كوم- بغداد- نوري حمدانافتتحت كنيسة سيدة النجاة أبوابها من جديد بعد عمليات الأعمار التي شملتها، آثر الجريمة البشعة التي تعرضت لها في 31 كانون الأول 2010، لتحتضن أبناءها وتتحدى الارهاب والظلاميين، الذين ظنوا انهم قادرين على اغلاقها ومنع الصلاة فيها.
وسيقام قداس الكنيسة، يوم غد السبت.
وحضر حفل افتتاح الكنيسة البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث بطريرك كنيسة السريان الكاثوليك القادم من مقره في العاصمة اللبنانية بيروت ورئيس الوزراء نوري المالكي، الذي قص شريطها الاحمر، بالأضافة الى عدد كبير من البطاركة والمطارنة من مختلف الكنائس وشيوخ دين مسلمين والوزراء العراقيين.
وافتتح الحفل بالوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء الكنيسة وشهداء العراق، ثم قراءة من الانجيل المقدس.
"نجتمع على المحبة في أرضنا العراق"وبعد الترحيب بالضيوف، عبر الاب
ايسر كسكو خويا كنيسة سيدة النجاة، في الكلمة التي القاها بالمناسبة عن سعادته بالحضور وبأفتتاح الكنيسة ذراعيها، لتحتضن الجميع بعد المصاب الجلل الذي طال الأطفال والشباب والشيوخ والنساء والكهنة.
وقال الأب خويا " نجتمع اليوم ثانية على المحبة بأرضنا ارض العراق الطيبة العزيزة على قلوبنا والتي ارتوت بدماء شهداءنا وامتزجت بدماء شهداء الوطن، وها هي تعلن حياة وامل وتعاضد بين جميع الاطياف الشعب العراقي الواحد المتنوع، هذا هو جوابنا على كل من حاول ان يريق بنا وبالعراق وتنوعه الديني والطائفي، معلنين للعالم بان هذا التنوع هو للانسانية جمعاء وصورة مثالاً للحوار بين الحضارات".
وحيا المطران
مار افرام يوسف عبّا راعي الابرشيه في بغداد في كلمته جميع الحضور، خاصاً بالذكر رئيس الوزراء والمطارنه والاساقفة والحضور، مؤكداً ترحيبه بهذا اليوم المؤثر يوم اعادة افتتاح كنيسة السيدة مريم العذراء سيد النجاة، وكرر ان المسيحيين هم ملح وعجين هذه الارض ارض العراق.
ثم جاءت كلمة
الكاردينال ساندري ممثل قداسة الحبر الاعظم البابا بندكتس 16، التي جاء في مطلعها "حمد الله على النعمة التي منحها له في قدومه الى العراق الذي يحتضن افضل الكنائس ودور العبادة التي يرتادها الاخوة والاخوات من مختلف الاعمار واشار الى ارواح الشهداء ممن قضوا في الحادث الاليم وتوحدت ارواحهم الى الابد في السماء مع يسوع ولقاءه مع عوائلهم".
وأكد في كلمته "دعم البابا لوجود المسيحيين في الشرق الأوسط، وانه من دون وجودهم او قلة عددهم ليس شرق اوسط"، كما نقل تحيات قداسته وتمنياته للعراق بأن يتمكن من اخذ مكانته في الدولية واختتمها بامنياته بعيد مجيد لكل العراقيين.
المالكي يؤكد على ضرورة بقاء المسيحيين في العراق...وبدء رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، كلمته، بتعزية ذوي الشهداء، معتبراً ان الجريمة كانت موجهة لجميع العراقيين وليس المسيحيين فقط، وأكد دعوته البابا بنديكتس السادس عشر بابا الفاتيكان إلى إصدار بيان، يطالب فيه المسيحيين بالبقاء في العراق، حتى لا يخلو الشرق من أبناء هذه الديانة، كما لا يخلو الغرب من المسلمين.
وبينّ المالكي ان البابا لبى الدعوة وأنه طلب من الاتحاد الأوروبي ألا يشجع على هجرة المسيحيين من العراق، حاثاً اياهم على عدم الهجرة، قائلاً "قد خاب أمل الارهابيين وفشلوا في مقصدهم".
ثم كلمة غبطة البطريرك الانطاكي
مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلي الطوبى بطريرك السريان الكاثوليك في العالم، وقال فيها " يسرنا اليوم ونحن نلتقيكم بهذه المناسبة، أعادة افتتاح كنسية سيدة النجاة".
وأكد على ان المسيحيين في العراق لا يبحثون عن تمييز بل عن العدالة والمساوا والمواطنة الحقة في بلد حضارة عريقة، مذكراً بأنه قال ذلك سابقاً الى رئيس الوزراء، ويعيدها اليوم ويشكره على ذكرها.
وفي ختام الحفل منح غبطة البطريارك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلي الطوبى بطريارك السريان الكاثوليك في العالم درع كنيسة سيدة النجاة الى رئيس الوزراء نوري المالكي ورجال الدين الحاضرين والمسؤولين الحكوميين الحاضرين والذين كان لهم دور في اعادة اعمار الكنسية.يذكر، أن جريمة سيدة النجاة لم تك الأولى في مسلسل العنف الذي يتعرض له مسيحي العراق، إذ تعرضت بعدها عدة كنائس بمدينة كركوك لهجوم أو تفجير، فيما قتل واختطف مسيحيون في كركوك والموصل وبغداد ومناطق عراقية أخرى، يضافون إلى عشرات آخرين، كانوا قد لقوا مصرعهم، في ظروف مختلفة، وحدتها هجمات المتطرفين الإسلاميين على مسيحيي البلاد، فيما اجبر آلاف آخرون على الهجرة خارج بلاد ما بين النهرين بحثاً عن الأمان.
وقال
السكرتير العام للحركة الديمقراطية الأشورية والعضو في البرلمان العراقي يونادم كنا: " اليوم نحن سعداء جداً بهذه المناسبة المباركة اعادة افتتاح كنيسة سيدة النجاة التي صمدت بوجه الارهاب كصمود وشموخ النخل العراقي بوجه المجرمون الذين يدعون الجهاد الذين قتلوا الابرياء مسرورين".
واضاف، نقيمّ عالياً دور الادارات التي ساهمت باعادة اعمارها من رئاسة الوزراء ووزارة الاعمار والاسكان وشركة الفاو على هذا الانجاز الكبير، وان هذه الكنيسة هي معلماً، بالاضافة الى مكانتها الدينية، واعادة افتتاحا رسالة للجميع باننا سنبقى مجتمعاً موحداً لا يستطيع ان ينال منا الارهاب والارهابيين والثقافة الخارجية التي ارادت ان تنال من هذا الشعب العراقي نحن جميعاً بل طوائفنا مجتمعين نحتفل بهذا اليوم السعيد، وبهذه الرسالة نقول للمجرمين نحن عراقيون اصلا هذه ارضنا قد خاب ظنهم اذا اعتقدوا انهم يستطيعون ان يجتثوا جذورنا هذا بلدنا وسنبقى الى ابد الحياة.
وقال
لبيد عباوي الوكيل الاقدم لوزارة الخارجية العراقية، " افتتاح كنيسة سيدة النجاة بعد ان اعيد ترميمها من قبل الحكومة العراقية، يعتبر جزء من الموقف التضامني مع المسيحيين ومع الابرشية التي تنتمي اليها هذه الكنيسة، وانها اصبحت بعد الحادث الاليم رمز للتضحية والفداء ورمز للتحدي ورمز لوحدة الشعب العراقي، وقد اعيدت الكنيسة الى ما كانت عليه وتفتتح لكل ابناء الطائفة ليقوموا بصلاواتهم وشكر الرب على هذه الفرصة وليقدموا عن الشعب العراقي شكرا وتثمينا للشهداء".
اعمار الأنسان هو الأهم...وأعتبر
الأب بيوس قاشا الأفتتاح في حديث لموقع "عنكاوا كوم"، بمثابة أنطلاقة اعمال كنيسة سيدة النجاة لأعمار القلوب ايضاً، اعمار المحبة وعلامات التسامح والغفران ما بين الشعب العراقي.
وأضاف " صحيح جميل ان نعمر الاحجار ولكن اعمار الانسان اجمل واهم واليوم نحن بحاجة الى بناء البشر، وسوف تبقى دماء الشهداء رمز لنا ينير لنا الطريق لا يمكن ان ننسى مهما عمل الزمن دماء الشهداء التي بذلة من المسيحيين والمسلمين، هؤلاء كلهم ضحايا، ولذلك اوجه كلمتي الى الرب وادعو الرحمن الرحيم ان يرحم شهداءنا جميعاً في سماءه الخالدة وان يمنحنا نحن الساكنين على المبصوطا الى حد الساعة يمنحنا نعمة المحبة نشر الحوار مد اليد الى الاخر من اجل المصافح والغفران".
وقالت الأخت كلارا . ان "اليوم يذكرنا بحادث آليم ويذكرنا بشهداءنا"
وقالت
نبيلة نيكوله من الوقف المسيحي: " نعيش بهذا البلد بالمحبة والتأخي، والذين ارتكبوا الجريمة، ليسوا من العراق ولا من اصل عراقي، نحن بالايمان والمحبة ننتصر على كل الاعداء ويسوع قا: أحبو بعضكم بعضا والمحبة هي الاساس والتي جعلت كنيسة سيدة النجاة والتضحية التي قدموها شهداءها اصبحت قدوة لكل الناس لمحبة بلدنا الذي لا يمكن ان نستغني عنه، وان يكون الشعب العراق هو افضل شعوب العالم".
وذكر
الشيخ سامي ابراهيم التميمي انه اشترك في اعمار كنيسة سيدة النجاة ايمانا منه، بأن العراق بلد التآخي والاديان، فيما اكد على ان العراق شعب واحد ويدعو السياسين الى رص الصفوف من اجل عراق موحد.