نيراريات
نينوس نيراري
معذرةً حبيبتي , لا تتوقعي أن أحملَ إليكِ هديةَ العيدِ هذا العام تضامناً مع أحزان الوطن الملك إثرَ فقدانهِ لزوجتهِ الملكةِ الآشوريةِ واختطافِ إبنتهِ الأميرة البابليةِ والتي كانت تتنزهُ في حدائق الشام , وبعد نحرِ الأميرِ النينوي الشجاع وهو في رحلة صيد الأسودِ . سأظلّ منقطعاً عنكِ إلى أن يُعثر على زوجة الوطن الذي مزقهُ همُ الفراق , وتُحرَرُ الأميرةُ المخطوفةُ بإسم الجهاد , ويعود رأس الأمير شامخا بعد نحرهِ على إيقاع أغنية الأرهاب .
* * *
كيف يكون في مقدور قطرتي أن تُغرقَ بحركِ ، ويستحيل على بحركِ إحتواء قطرتي
* * *
في الخامس والعشرين , سوف يولدُ المسيحُ في بيت لحم , وأنتِ سوف تولدين في بيت قلبي , ويتبع المجوسُ النجم الهادي حاملين هداياهم إلى الوليد الجديد ويسجدون لهُ , وأتبع أنا رائحتكِ الزكية حاملاً قصائدي العصماء لتسجد لكِ . وعندما ترددُ الملائكةُ (( المجدُ لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناسِ المسرّة )), أُرددُ أنا (( المجد لحبكِ في الوجدانِ وعلى روحي العشقُ وفي شِعري المسرّة )), وعندما يتعمدُ المسيحُ في نهرِ الأردنِ , تتعمدينَ أنتِ في نهرِ محبّتي , وكما ترفرفُ روحُ القدسِ بهيئة حمامةٍ فوق المسيحِ وصوت من السماءِ يقول (( هذا هو إبني الذي بهِ سررتُ )) , هكذا ترفرفُ روحي حولكِ وينطلقُ صوت ذاتي قائلا (( هذهِ هي حبيبتي التي بها سررتُ )) .
* * *
لا تأخذي بكلامي دائما , فأحيانا أكذبُ من شدّةِ صدقي , وأحيانا أصدقُ من شدّةِ كذبي , أقولُ ما لا أعني , وأعني ما لا أقولُ , أقرأُ ما لا أفهمُ , وأفهمُ ما لا أقرأُ . قد تكون هذه المطبّات معادلة صعبة الإدراك , إذاً دعيني أُبسّطها لكِ وبتعبيرٍ سلسٍ .... أنا أُحبكِ رغم قراري الجائر ْ
وفي ذاتي خلجاتُ ثائرْ
وإلا لما كنتُ شاعرْ .
* * *
بالامس انتهينا ، وتوقف الزمن حدادا على الحب الذي فاقت عظمته روايات روميو وجوليت و قيس وليلى ، فدارت الأرض في إتجاه لم تألفه من قبل ، وتقطعتْ أوصال الشمس مبعثرة هنا وهناك .
فوداعا لزمن الضياء الذي كنتِ تضيئينهُ ، ووداعا لتاريخ عينيكِ الذي هو التاريخ الحقيقي للعالم ، ووداعا لوطن كان يرتدي تضاريسكِ الخضراء ، وغدا سوف تكسوه أعشاب صفراء ، ووداعا لشاعرٍ خلقهُ الله من عظمةٍ في جنبكِ .
* * *
يتسائلون لماذا اخترتكِ أنتِ بالذات لتكوني حبيبتي , أتعجب من تساؤلهم هذا , فكيف يجهلون أنكِ آلهة ألهمتني وجائتني من زمن الحضارات القديمة لترفعني من منزلة الأسان إلى مرتبة إله .
* * *
جمالكِ أول جمال يجمّلُ وجه الحياة , فتباركه ُ السماء , وتلتقطُ الملائكةُ صورةً تذكاريةً معهُ .
* * *
إذا حرّكتكَ ولم تتحرك , وكلّمتك ولم تتكلم , إذاً أنتَ صخرةٌ صمّاء , لا تضر ولا تنفع .
* * *
سامحوني على صراحتي المفرطة , إنني لا أثق فيكم , هناك من هجرني , هناك من طعنني , هناك من إنقلب علي وهناك وهناك .....ولكن الشعر يبقى صديقا وفيا .
* * *
تسأليني لماذا تحترق قبلاتي لك اليوم , أقولها بصراحة , لأنني بالأمس كنت أُقبّلكِ بفم من ذهبْ , واليوم أُقبّلكِ بفم من خشبْ .
* * *
صحيح أنك إنسحبت من حياتي , ولكنكِ لاتستطيعي الإنسحاب من ظلّي الذي تجسّدتِ فيه كما تجسّد روح القدس في أحشاء العذراء .
* * *
أوطان كثيرة تزينها شجرة الميلاد ، ووطني تزينه شجرة الموت .
* * *
إذا كنت تشكّين في حبي لك ، فمعناه أنكِ تشكٌين في وجود الله ، لأن الحب موجود بوجود الله ، وإنّ الله موجود من أجل وجود الحب .
* * *
فتحتِ قلبكِ لتدخل فيه عاصفة غيري , وفتحتُ قلبي لتخرج منه نسمتكِ إلى الأبد .
* * *
أنرتُ اليوم بيتي بشجرة الميلاد , وغدا سوف أُنير حياتي بعينيكِ .
* * *
قدّم الجمال مذكرة احتجاج إلى الله لأنك خرقتِ معاهدة الصداقة واجتزتِ حدوده .
* * *
عندما تتحدث الأنثى إليّ , لا أسمع صوتها بقدر ما أسمع صداه .
* * *
أيّ وطن هذا إذا لم تكن خارطته مطبوعة على عيني حبيبتي .
* * *
إذا ما أردتُ الإنتقام من إمرأة أحببتها , فإنني أحبها أكثر .
* * *
ثلاثة محفزات تدفعني لأن أسميكِ أم القصائد :
أولا - لأنك أزلية وُلدتِ قبل أن تولد أية قصيدة .
ثانيا - لأن كل قصيدة بعد الولادة تزحف إليكِ وتُقبّل يديكِ في خشوع .
ثالثا - لأن كل قصيدة مولودة حديثا ترضع من نهديك حليب الشعر .
* * *
انا شاعر ذو القرنين , قرن ادافع به عن امتي , وقرن ادافع به عن حبيبتي
* * *
ا ألأفضلُ لي أن أقفَ خلف القضبانِ حراً متمرداً
,
من أن أقفَ أمام القضبانِ عبداً خاضعاً
* * *
أيّ عذابٍ للمرأةِ الآشوريةِ , هو عذاب ٌ للحضارةِ والجمالِ والتضحيةِ والرومانسيةِ وبالأخيرِ هو مؤامرةٌ ضدّي
* * *
كانون الأول - 2012
