المحرر موضوع: وزارة التربية وهزالة الشخصية الكوردية ــــــــــ 4  (زيارة 569 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Fatah Khatab

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 100
    • مشاهدة الملف الشخصي
وزارة التربية وهزالة الشخصية الكوردية    4                        
                        
                             فتاح خطاب


كان الجزء الثالث قد إنتهى بخروجي من صالة الرفيق القافز
الموصف بالرقم الثاني،
غالقاً عليه باب الفكر والفن والثقافة إلى أبد الآبدين.
والظاهر في تصرفاته الحالية والآنية، إن القلم قد تبرأ منه أيضاً،
لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
لا أُخفي عليكم بأنني كنت مذهولاً بالتقلبات الفكرية والنفسية
والمواقف الإنسانية عند هؤلاء القافزين،
إذ كيف للإنسان السوي والمثقف، أن يتجرد من منابعه وأصوله الفكرية والفلسفية ويعيش فاقداً لمُثُله العليا،
لطالما آمن بها ودافع عنها وتحمل ما تحمل من حرمان وإقصاءات وعذابات..
ثم يأتي كأي ضحية، ليقلد جلاديه ويحذو حذوهم في قساوتهم وعنتهم..؟!
وقد صادف أن رأيت أناساً مناضلين، تركوا تنظيمهم السياسي وأكتفوا بالتركين والتجميد ولكنهم ظلوا يقظين
وحاولوا قدر الإمكان أن يدلوا بدلوهم في المناقشات العامة،
خارج التنظيم السياسي
وقد تحركهم الحمية والقناعة الذاتية الفكرية ليستعدوا للنهوض والتحرك
حين اللزوم في ظروف عصيبة، تستوجب التضامن والتكاتف والمناصرة..
وهذا ما حصل فعلاً مع رفاق قدامى في فترات متباينة.
أمّا هؤلاء القافزين الذين تساقطوا في ربيع الإنتفاضة،
دون أن يكون هناك تأثير خارجي اوتهديد جدي او إرهاب فكري عليهم
وإنما السبب الحقيقي يكمن في ضعف النفوس البشرية وفقدان الإرادة والأمل
والرغبة في الحصول على الغنيمة والإمتيازات..
قد لا يجدونها عند حزبهم المحاصر والمقموع والمخنوق بقفازات حريرية، ناعمة..
أمّا عند الحزب الحاكم فحدث ولا حرج.
إذ أنها مجرد كلمة ( إفتح يا مسمسم )
ستجد أمامك كل الابواب الموصدة مفتوحة الأفخاذ
ولا مستحيل تحت شمس الحزب..
وما رأينا من عجائب الزمان من قرارات وتعيينات وتوصيات وتزكيات عشوائية، تقشعرّ لها الأبدان
والأمثلة كثيرة وهي أكبر من أن تستوعبها موسوعة غييتس!!
والسؤال هنا.. على أي أساس وتحت أي بند قانوني، تم تعيين وترقية هذين الرفيقين القافزين السالفي الذكر؟
كمدراء عامين ومسؤولين إعلاميين وثقافيين من الوزن الثقيل،
وماذا كان لهما يا ترى من ملكات أو موهبة او تحصيل علمي من شهادات
أو حتى من نتاجات فكرية، أدبية  اوثقافية؟!
وقيس على ذلك كل الإجراءات والقرارات الحزبية الكارثية
وغير القانونية بالمرة..!
وبما أننا بصدد وزارة التربية التي تعتبر واجهة تربوية، علمية وثقافية
والتي يسيطر على إدارتها وتنظيم شؤونها التعليمية والتعبوية والدعائية،
الحزب الحاكم وذلك بإندساس وزرع الكوادر التعليمية (المتحزبة) حديثاً
وتعيينها في قمة الهرم ومفاصلها الهامة وأقسامها، قيادة وإدارة..
والنتيجة المترتبة على تلك الخروقات والتخريبات بدت واضحة في رداءة
وسوء مستوى التعليم عموماً وفي تفشي الفساد الإداري والمالي..
وأنا مالي أنا، مالي؟!
وهذا ما يذكرني بموقف كوميدي وحزبي يميت من الضحك على تصرفات بعض المحسوبين على الحزب الحاكم، وإن كانوا بالأمس من البعثيين الأقحاح..
وهنا أختار لكم بضعة مشاهد من المهزلة الحزبية:
نثرية الاقسام للعزائم الشخصية:
لن أطيل عليكم الحكاية، لذا أختصرها في ديالوج قصير مع رئيسة قسم المسرح.
فتاح: أراكِ تتصرفين مثل من سبقكِ، رغم أننا فضحناه على الملأ،
فأن النثرية ليست مخصصة لكِ وحدك ولعزائمك.
ر. قسم: إني أُحذرك! لا تتدخل بما لا يعنيك!
فتاح: وقد سمعت أكثر مرة، بأنك استوليت على أكثر من أجهزة الكترونية ك (إستعارة)    ولم ترجعيها لحد الآن.
ر. قسم: إن من سبقني فعل أكثر مما فعلت. ثم ما شأنك أنت؟
فتاح : مبروك عليكم. إلآ أنني اتسائل عن كيفية توزيع مخصصات المحاضرات،
إنها تملأ بشكل عشوائي ومبالغ فيها، وتأتي وتوزع بشكل عشوائي فيما بينكم أنتم الحزبيين أيضاً. والمستفيدون منها لا علاقة لهم بإلقاء المحاضرات الفعلية.
ر. قسم : نعم. نحن لنا الحق فيها لأننا حزبيون وأنت واحد شيوعي..
   عليك أن تشكر ربك في أننا قبلناك بدخول المعهد أصلاً ! ألا تتذكر ماذا فعل الإتحاديون؟ إنهم طردوا الكل ولم يبقوا سوى جماعتهم.
فتاح : والبارتي فعل نفس الشيء. ألا تتذكرين الصراع الذي دار بين أزاد جلال وفرهاد شريف؟
ر. قسم : وأنت مالك تتدخل فيما لايعنيك؟! لا، لا.. هذا كثير علينا. إنني مضطرة لأرفع عليك تقريراً للجهة المسؤولة. أنت هنا كائن غريب ويجب التخلص منك بأسرع وقت ممكن.. أتضحك؟! الآن سأتخابر مع أكبر رأس في الحزب، فسترى من أنا..! شيوعي وفي معهد الفنون الجميلة؟!! لا..
لا يمكن!

                                            للموضوع صلة