المحرر موضوع: المسيحيون والربيع العربي محور محاضرة الكاتب والأكاديمي الدكتور عبد الحسين شعبان  (زيارة 947 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مديرية الثقافة السريانية

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 664
    • مشاهدة الملف الشخصي
المسيحيون والربيع العربي محور محاضرة الكاتب والأكاديمي الدكتور عبد الحسين شعبان

استضافت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية الكاتب والأكاديمي العراقي الدكتور عبد الحسين شعبان بمحاضرة مستلهمة من كتابه الجديد الموسوم (المسيحيون والربيع العربي - في إشكاليات الديمقراطية والتنوّع الثقافي في العالم العربي) الذي يتضمن عدداً من الدراسات والأبحاث والمقالات وذلك في الساعة السادسة من مساء الثلاثاء 15/1/2013، على قاعة متحف التراث السرياني في عنكاوا. بحضور عدد من رجال الدين والمسؤولين الحكوميين وممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وجمع من المثقفين والباحثين والإعلاميين والمهتمين من أربيل وعنكاوا فضلاً عن عدد من وسائل.
استهلت المحاضرة بتقديم الباحث من قبل الدكتور سعدي المالح الذي استعرض نتاجات الباحث الفكرية والأدبية والسياسية، مشيرا إلى اهتمامه بحقوق الأقليات وخاصة المسيحيين العراقيين، ترك بعدها الحديث للدكتور عبد الحسين شعبان الذي بدأ محاضرته بالتنويه عن الوجود المسيحي في المنطقة الموغل في القدم والعلاقات التاريخية بين المسلمين والمسيحيين بشكل خاص والتنوع الثقافي بشكل عام حيث قال: "شغل موضوع المسيحيين بشكل خاص والمجموعات الثقافية الدينية والاثنية بشكل عام حيزاً غير قليل من تاريخ الشرق الأوسط والحضارة العربية- الإسلامية، لا سيما علاقة المسلمين بالمكونات الأخرى وانعكاس ذلك على قضايا التفاعل الثقافي والتواصل الحضاري والفكري". مؤكداً: "أن التعايش المشترك الإنساني وان كان يمثل قاسما أعظم للعلاقة التاريخية المسيحية الإسلامية فان ثمة مشكلات واجهتها الدولة العصرية في العالم العربي تتعلق بمبدأ المساواة والحقوق والحريات، لا سيما بتحديد دين الدولة وأحياناً دين رئيس الدولة". وفي معرض حديثه عن الربيع العربي والأقليات استخدم الدكتور شعبان مصطلح التنوع الثقافي بدلا من الأقليات في بلد متعدد الأقوام والأديان والذي لم يعرف تاريخه الحديث صدامات أو نزاعات، مشيرا الى ان الربيع العربي قد انعكس على موضوع "الأقليات"  بشيء من القلق والترقب والحيرة أحياناً وذلك لسببين رئيسيين: "الأول: هو ما صاحب عملية التغيير وما أعقبها من فوضى وأعمال عنف استهدفت بهذا القدر أو ذاك التنوّعات الثقافية سواءً المسيحيين أو الأقباط أو الكرد أو التركمان أو غيرهم من التكوينات المختلفة. والثاني: صعود التيار الإسلامي، لاسيما في تونس ومصر والمغرب في أول انتخابات بعد الربيع العربي، ناهيكم عن انتعاشه في ليبيا واليمن وسوريا والبحرين خصوصاً ما أثير من علاقة الدين بالدولة، فضلاً عن علاقته بمفهوم الهوية والحقوق الفردية والجماعية ومبادئ المواطنة والمساواة والمشاركة في إدارة الحكم وتولّي المناصب العليا، خصوصاً بالنسبة "للأقليات"، وكذلك في الموقف من حقوق المرأة".
أما عن مفارقات الربيع العربي فأكد د. شعبان على إن: "ربيع العرب كان أقرب إلى خريف المسيحيين في دول المنطقة ثم إن الأنظمة السابقة وان كانت كابتة للحريات ولحقوق الجميع، ‬بما فيه الأقليات التي ‬يقع عليها الاضطهاد مضاعفاً ‬ومركباً، ‬إلا أن ما حصل من تغييرات، ‬لم ‬يجعل هذه القضية في ‬الصدارة، ‬لاسيما وقد تعرّض الكثير من أبناء الأقليات إلى أعمال عنف وتنكيل واضطهاد، ‬بل وإن الفتاوى التحريضية انتشرت ضدهم وازداد التعصب والتطرف بحقهم وطلب دفع الجزية من المسيحيين سكان البلاد الأصليين او ان يغادروا الى المجهول او يقتلوا عند عدم مغادرتهم، ‬وهكذا وصلت رسائل تحمل في طياتها مثل هذه التهديدات للكثير من المسيحيين في البصرة وفي الموصل وفي بغداد وكركوك وغيرها من المحافظات العراقية، الأمر الذي ‬يثير علامات استفهام كبيرة حول المستقبل، ‬وهو ‬يحتاج إلى وقفة جدية للبحث في ‬موضوع الهويات والجدل التي ‬خلقته في ‬الماضي ‬والحاضر، ‬وما ستتركه بعد الربيع العربي".‬
وأشار الباحث إلى: "اعتقاده ان مهمة الحفاظ على المسيحيين وصيانة حقوقهم في دولنا هي مسؤولية إسلامية بقدر ما هي مسؤولية مسيحية ودولية أيضاً، خصوصا باعتماد مبادئ الدولة العصرية التي تقوم على المساواة والمواطنة والحرية والمشاركة، والعدالة الاجتماعية اي عدم التمييز واحترام الحقوق الإنسانية خصوصاً وان الإسلام يعترف بالمسيحية كرسالة سماوية ويؤمن بالإنجيل ككتاب مقدس وذلك للمشترك الإنساني-الإيماني الذي يجمع بين الديانتين. وإن الاعتراف بالخصوصية والإقرار بالتنوّع والتعددية وحق الاختلاف والتمايز سيكون طريقاً سالكاً لاستعادة الهوية الوطنية العراقية الجامعة التي لا يمكن فرضها بالإكراه أو بإلغاء الآخر بل بالاعتراف بالحقوق لاسيما حق المواطنة والمساواة التامة، تلك التي تحتاج إلى التراكم والثقافة الحقوقية والتنشئة الوطنية السليمة، العابرة للأديان وللطوائف وللمذاهب وللإثنيات".
أفسح بعد ذلك المجال لمداخلات وأسئلة الحضور، أجاب عنها الباحث بسعة صدر وإسهاب. ومسك الختام كان توقيع كتاب المسيحيون والربيع العربي الذي صدر قبل أيام عن دار اراس في اربيل من قبل الدكتور عبد الحسين شعبان مؤلف الكتاب.
هذا ومن الجدير ذكره ان دار الرجاء للنشر أقامت معرضاً مصغراً للكتاب ضم العديد من العناوين البارزة تنوعت بين ثقافي وديني وتاريخي وسواها في رواق متحف التراث السرياني.