المحرر موضوع: ماذا جرى في محاضرة الاترانايي في البالتاك  (زيارة 966 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Madrashta

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ماذا جرى في محاضرة الاترانايي في البالتاك

مدرشتا

كنت سعيد الحظ ان مساء السبت السابق لم يكن لي فيه التزام اجتماعي لحضور حفلة خطوبة او زواج مما وفر لي الفرصة لاستمع الى ندوة سياسية في احدى غرف البالتاك المسماة (الاشوريون بالامس واليوم وغدا) ولست ادري ان كانت الغرفة محسوبة على اية جهة.
الندوة السياسية والتي كان موقع عينكاوا اعلن عنها كانت للكاتب الاشوري المعروف تيري بطرس وكانت عن رؤية الاترانايي الى الحكم الذاتي الاشوري في سهل نينوى.
استمرت الندوة 4 ساعات ابتدات بموعدها الدقيق الساعة العاشرة (وهو امر لم اجده في الندوات الاخرى حيث تتاخر بدايتها عادة ما لا يقل عن نصف ساعة) ولينقطع الكهرباء عندي في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ويحرمني من بقية الندوة التي علمت انه كان 40 دقيقة اخرى روى لي اصدقائي في اليوم الثاني عبر البالتاك عن مضمون حوارات الاربعين دقيقة الاخيرة هذه.

اريد هنا تقديم بعض الملاحظات عن الندوة لاني رايتها ندوة جيدة تستحق التعريف بها لمن فاته حضورها:

الحضور: كان جيدا ومتابعا حيث تصاعد الرقم في النصف ساعة الاولى ووصل الى 110 وبقي مستقرا على هذا العدد لحين خروجي من الانترنت بعد اربع ساعات على الندوة. وهذا يعني اهتمام الحاضرين بالموضوع وقدرة المتحدث على ابقاءهم في هذا الاهتمام وقدرته على ابقاء انجذابهم الى الحوار.
كما تضمن الحضور فريقين واضحين في افتراق واختلاف خطهما السياسي:
الخط الاول ويمثل الاترانايي ومثله المحاضر وعدد غير محدود من الحاضرين من اعضاء او مؤيدي الاترانايي الذين لم يكونوا بحاجة للحديث كون المحاضر يقدم رايهم وموقفهم السياسي الداعي الى ضم سهل نينوى الى الاقليم ومنح الاشوريين الكلدان السريان فيها حكما ذاتيا.
المتحدث الوحيد بينهم كان القس عمانؤيل يوحنا الذي كانت مداخلاته واسئلته تهدف الى توضيح ما يعرضه المحاضر او التركيز على نقاط لم يلتفت اليها الحضور. بمعنى ان مداخلاته واسئلته كانت تهدف لتكميل وتوضيح موقف المحاضر.
والخط الثاني ويمثل الزوعا ومثله عدد كبير من الحاضرين الذي تعاقب عدد منهم على الحديث للاعتراض على وجهة نظر المحاضر وتقديم الحجج ضدها دون ان يقدموا موقفا بديلا. تضمنت مداخلاتهم بصورة عامة تهم بالتخوين والتشكيك بالمواقف القومية للمحاضر والاترانايي مثلما تضمنت اساءات غير لائقة وتهم تجريمية للاكراد شعبا وقيادات.
اما غير المتحدثين من الزوعاويين فقد اظهروا موقفا مشينا بكتابة الاساءات والكلمات النابية على لوحة العرض وبشكل غير لائق وانعكس سلبا عليهم وعلى الزوعا.

تغيب عن الحضور الخط السياسي الاشوري المتزمت الذي مثله صوت واحد فقط تحدث بتخوين الجميع والغاء وجود الكرد والاقليم وغيرها.
اعتقد ان سبب تغيبهم هو انعدام او ضعف الحجة.
 باختصار فان المحاضرة كانت مناظرة سياسية بين الاتراني والزوعا.

الادارة: كانت ضعيفة ومتساهلة مع الحضور حيث ارخت لهم الحبل وسمحت لهم بتوجيه الاساءات والكلمات النابية. ولدى البحث عن اجابة لهذا الخلل وجدناه في ان ادارة الغرفة هي من خط الزوعا مما جعلها تتساهل حد التشجيع في توجيه الاساءات من قبل الحضور دون ايقاف او طرد للمسيئين.
وحتى عندما تدخلت ادارة الندوة في منع الاساءات فانها قامت بايقاف الجميع عن الكتابة!! اي انها وضعت المسيئين والمساء اليهم في كفة واحدة.

المحاضر: يستحق التقدير والثناء على لياقته السياسية والاخلاقية.
لقد قدم عرضا سياسيا سلسا لفكرة وموقف حزبه وبقي هادئا رغم الاستفزازات غير اللائقة الموجهة اليه في حديث وكتابات الحضور.
صحيح انه ادعى انه لا يقرا الكتابات ولكني اعتقد انه مجرد ادعاء بغاية الضغط على الحضور وتحديد اندفاعهم للكتابة.
بالتاكيد كان المحاضر يطلع على الكتابات وبينها كم كبير من الاساءات والكلمات النابية.
الا انه بقي هادئا وبقي خلوقا ومؤدبا في تقديم رايه واحترام الراي الاخر والاجابة عليه حتى عندما كان ياتي بتهم تخوينية وتشكيكات غير مناسبة.
بل وحتى عندما تعمد بعض المتحدثين الى تنسيب اقوال لم يقلها الحزب او اعضاءه.
وقد زاد المحاضر احترامه وقدرته لدى متابعي المحاضرة بمعرفتهم ان المحاضر ليس عضوا قياديا في الحزب بل هو كادر وعضو من اعضاء الحزب.
وهذا يضيف رصيدا اضافيا للحزب حيث يؤكد الحزب قدرته السياسية ونخبويته الفكرية مقابل ضعف انتشار قاعدته الجماهيرية. بالتاكيد فانه من الصعب على حزب نخبوي يلتزم الحقائق والوقائع (الحلو منها والمر) في خطابه السياسي ويبتعد عن بيع الاحلام والبطولات من الصعب ان يمتلك قاعدة جماهيرية بين جماهير تحكمها العاطفة اكثر من العقل وتحركها الاحلام اكثر من الوقائعز
 
الموضوع: وهو موضوع مهم وعلى شفاه الجميع وفي بيوت الجميع. انه الحكم الذاتي الكلداني السرياني الاشوري في كردستان وضم سهل نينوى اليه. وقد قدم المحاضر حجته في هذا الاتجاه ودعمها بحقائق السياسة والمنطق حيث استهل محاضرته بالتاكيد على ان السياسة هي فن تحقيق الطموح خطوة خطوة بحسب الامكانات والظروف الذاتية والموضوعية.
اي طرف سياسي ومهما بلغت لمقدرته لا يتحكم بالامور وحده فهناك دائما لاعبين اخرين في الساحة السياسية.
ما يحكم هؤلاء اللاعبين ان كلا منهم يسعى لتحقيق اقصى ما يريده ضمن معادلة الاخذ والعطاء مع الاخرين.
والعملية السياسية في العراق تمر عبر مؤسسات سياسية دستورية. وهذا يعني انه علينا ان نبحث عن التقاء مصالح. ومع من يمكن ان تلتقي مصالحنا من بين القوى السياسية العراقية في هذه المرحلة من بناء العراق.
العرب السنة، العرب الشيعة، الاكراد
الاجابة واضحة بانهم الاكراد، والاسباب واضحة ايضا: التاريخ، الجغرافيا، التوجهات الللبرالية، وغيرها.
الاكراد لن يكونوا اكثر اشورية من الاشوريين، والاشوريين لن يكونوا كردية من الاكراد.
ولكن يمكن لهما العمل مع بعض في مصالح ومواقف مشتركة.

ثم انتقل للتساؤل:  هل من الافضل لشعبنا ان يكون ضمن اقليم واحد ام اقليمين؟ وليجيب جوابا قطعيا: طبعا في اقليم واحد..
وليضيف متساءلا ومجيبا في ذات الوقت (موجها اجابته ضمنيا الى المطالبين بالاقليم الاشوري):
هل نريد اقليما مستقلا لنفسنا؟ الجواب النظري والطموح نعم.
ولكن هناك اعتبارات دستورية وواقعية اليوم، ولا يمكن القفز عليها او حرق مراحلها.
الدستور يقول ان الاقليم يجب ان يتشكل من محافظة واحدة على الاقل وبموافقة اكثرية ابناءها.
اذن دستوريا، وبحسب الدستور الحالي ليس لنا هذه الامكانية لانه ليس هناك محافظة نشكل الاكثرية فيها.
اذن نتعامل في الظرف والمرحلة الحالية بحسب الممكن سياسيا ودستوريا.. واقعنا يقول ان هناك 150 قرية وقصبة ومدينة اشورية في الاقليم. والحقيقة تقول انه خارج الاقليم وخارج سهل نينوى ليس لنا ارض، ولدينا فقط بشر في بغداد والبصرة.
اذن اليس الافضل ان نجمع هذا الوجود تحت اقليم ودستور واحد؟ بالتاكيد نعم.
ثم انتقل الى عرض فوائد العيش والوجود في اقليم واحد من فوائد سياسية واقتصادية وثقافية في المدى المباشر والقريب، اضافة الى افاق التطور والنمو في المستقبل البعيد.

الملاحظ ان المعترضين على جوهر الموضوع (ارتباط سهل نينوى باقليم كردستان واقرار الحكم الذاتي لشعبنا في الاقليم) وكانوا جميعا زوعاويين لم يقدموا اي طرح بديل مقابل اعتراضهم على هذا المطلب والمغالاة في الاعتراض الى حد تجريم وتخوين المطالبين به واتهامهم بانهم عملاء للاكراد وينفذون برنامج سياسي كردي!!!
مما حدا بالقس عمانوئيل الى المداخلة بالتنبيه ان المهم ان نفكر بما هو لصالحنا اشوريا بغض النظر عن استفادة او عدم استفادة الاخرين منه، عوض التفكير بما هو لغير صالح الاخرين حتى وان كان لغير صالحنا ايضا.

قدموا في اعتراضاتهم حجج غير منطقية ويرفضها العقل والسياسة معا.
فاحدهم اعترض ان الاترانايي ليس لهم قواعد حزبية في سهل نينوى لذلك ليس لهم الحق في التحدث عن السهل!!
ليجيبه المحاضر وبهدوء وادب بانه ورغم وجود قواعد وتنظيمات للاترانايي في سهل نينوى، ولكن الاجابة هي انه بغض النظر عن هذه القواعد او وجودها او حجمها فان الاترانايي، وجميع الاحزاب الاخرى، تنتمي الى هذا الشعب ومن حقها ان تعطي رايها وتصورها لمستقبل حقوق هذا الشعب، وان الشعب سيقوم بالاختيار في عملية سياسية بحسب الدستور عندما يتم عرض المسالة عليه. والى ذلك الحين فان الاترانايي، وكذلك جميع الاحزاب، من حقه ان يبشر برايه وموقفه ويسعى لاقناع الناس بها.
والسائل الاخر، وهو مسؤول اعلام الزوعا في كندا (حسبما قال حضور الغرفة في كتاباتهم) اتهم الاترانايي بانهم يقولون في مذكرتهم ان القيادات الكنسية والكردستانية وغيرها هم معهم في اجتماعاتهم ومطالبهم.
فما كان من المحاضر الا ان نبهه الى العودة وقراءة المذكرة وفهمها جيدا فهي لا تقول ذلك بل تقول ان هؤلاء جميعا (الاحزاب، الكنائس، القيادات، المؤسسات) يدركون اننا شعب واحد وعليه نطلب الغاء الواوات.
وذات الشيئ قام به احد مناصري الحركة وكتابها السيد ثامر عندما اتهم السيدة ماري بيت شموئيل من المكتب السياسي للاترانايي في مقابلتها مع موقع عينكاوا بانها كردية اكثر من اشورية وقام بتقويلها ما لم تقله.
حتى كاد ان يتهمها (لو اتيح له الوقت) بانها تدعو في مقابلتها الى اطلاق سراح عبدالله اوجلان!!
اجابه المحاضر وبكل هدوء ونصحه بالعودة الى المقابلة وقراءتها وعدم وضع الكلمات على شفاهها اعتباطا.
علمت لاحقا ان القس عمانؤيل وبناء على موافقة المحاضر ومدير الندوة قام بقراءة نص المقابلة موضوع الحوار وتبين بالدليل القاطع قيام السيد ثامر بتشويه المقابلة ومضمونها مما اضطره الى السكوت عن الحوار. (شخصيا لم اسمع هذه المداخلة من طرف القس لانها حصلت في الاربعين دقيقة الاخيرة التي انقطع الكهرباء فيها عني).
اكثر الاعتراضات حدة وبذاءة كانت من انصار الزوعا من حاملي الاحقاد والكراهية للقيادت الكردية والشعب الكردي واقليم كردستان حيث تفوهوا بعبارات مشينة ومصرين على تجريم القيادات الكردية وفي ذات الوقت متهمين المحاضر والاترانايي بانهم باعوا انفسهم للاكراد.
الرد كالعادة جاء هادئا من المحاضر بان العيش والمصير المشترك للشعبين يفرض على الجميع التوجه نحو المستقبل بروح ايجابية والاستفادة من التاريخ بما يضمن بناء المستقبل.
سؤال اخر كان كالتالي: ماذا لو انفصل الاكراد مستقبلا؟
جاء الجواب بانه ورغم عدم وجود مؤشرات لذلك حاليا فاننا الذي لمنا الاستعمار على تفتيته لنا بين عدة دول يتوجب علينا ان نفكر في مصلحتنا وهل هي في تقسيم شعبنا بارادتنا الى قسمين في دولتين.
السؤال الاخر كان تشكيكا وطعنا واضحا في شرعية لاقليم وفدراليته ودستوره مما جعل من الجواب واضحا سلسا فالاقليم وفدراليته هي واقع اقره وشرعه الدستور العراقي ووافق عليه الشعبالعراقي.. ودعا المحاضر السائل الى التخلي عن منطق الغاء الوقائع والحقائق الدستورية والتشريعية في العراق.
اضافة الى اسئلة اخرى تضمنت جميعها الاعتراض على المطلب لان الاكراد يستفيدون منه ايضا، دون تقديم البديل الذي يستفيد منه الكلدان الاشوريين السريان.