المحرر موضوع: الصهيونيه المسيحيه  (زيارة 1836 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الصهيونيه المسيحيه
« في: 02:30 18/01/2013 »

الحركه او المنظمه القدريه ( التدبيريه) تلعب دورا رئيسياً في الفكر اللاهوتي للصهيونيه المسيحيه ، يقول سكوفيلد احد مفكري هذه الحركه ( كل قدر دور من الزمان يمتحن فيه البشر حسبما اوحاه الله من وحي مخصص) .. لأن العلاقه التاريخيه يقسمونها الى سبعه اقدار او حقب لان معتقدهم التدبيري يتصورون بأنهم يعيشون اليوم في الحقبه السادسه اي ( دور الكنيسه والنعمه) وهم ينتظرون  (كما هو في منطق السبتيين )، الحقبه السابعه والأخيره المعنى بها رجوع المسيح للارض لتأسيس حكمه الالفي بالمنطق التدبيري يفصلون بين مفهومي اسرائيل والكنيسه ، وكما اوضح اوغسطينوس بمفهومه ان الكنيسه وارثه الوعود الذي اعطاها الله لاسرائيل ففي هذا التفسير تصبح اورشليم الارض الموعوده للمسيحيين ذات طبيعه روحانيه لا صله لها باسرائيل التاريخيه . بعكس المنطق والمعتقد الصهيوني المسيحي الذين يشددون على الفصل بين اسرائيل كشعب يهودي شعب الله على الارض والكنيسه او في السماء باعتبار نبؤات الكتاب المقدس قالت يعود شعب الله الى ارضه قد تحقق في القرنين 19-20 . صهينه المسيحيه ترجع اصولها الى التدبيريه ومنهجها ظهر في انكلترا في القرن التاسع عشر بفضل جون نلسون من كنيسه الاخوه البليموث اذاً هي فكر سياسي ديني والتدبيريه لا تؤمن بان المسيحيه جاءت لتحل محل اليهوديه بل اتت لتعيد عناصرها المفقوده . التدبيريه لهذا يدعون بالتيار الالفي وهو معتقد من اصول عبريه حافظوا على ديانتهم القديمه المسماة الماشيحيه ( الماشيحيه كلمه عبريه تعني المسيح المخلص وهي الاعتقاد بمجئ الماشيح) كما ورد في معتقدهم في سفر رؤيا يوحنا (20: 3-6). فهم يعتقدون بان المسيح سيعود للارض مع القديسين والملآئكه ليحكم الارض كملك لمده الف سنه ومن هنا جاءت الالفيه . في القرون الوسطى ظهرت جماعه الفيه بعيده عن ايمانها المسيحيه ومعاديه للكنيسه المسيحيه اذاً الصهيونيه المسيحيه معتقد من المسيحيين المنحدرين من الكنائس البروتستانتيه الاصوليه ، ومع قدوم العصر الأليزابيثي تراجعت الالفيه في بريطانيا لكنها عادت بهيئه جديده مع ظهور حركه الصهوريين ( البوريتاتيون ) حيث تطورت افكارها وهكذا حاولوا رجال دينهم منهم بريتمان وفينش مطالبين بدعم اليهود لعوده الارض الموعوده على اساس انهم امه اليهود العوده الى وطنهم . وهكذا اعطت الصهيونيه المسيحيه بعدها السياسي الايديولوجي في عام 1655 عندما دعا كرومويل رئيس المحفل البوريتاني عامي 1649و 1659 لعقد مؤتمر يسمح لليهود للأقامه والسكن في المملكه بعد ان تم نفيهم منها بأمر من الملك ادوارد الاول عام 1290 ، ففي هذا المؤتمر خلق صله بين الفكر الصهيوني المسيحي والمصالح الاستراتيجيه لبريطانيا . ومن ثم صارت لديهم رؤويه صهيونيه لأقامه دوله في فلسطين بدلا من البقاء في بريطانيا ومن ثم تبلورت الفكره في فكر اللورد آشلي (1818-1885) وهو من ابرز وجوه صهينه المسيحيه في العصر ا لفكتوري، ومن الوجوه الاخرى في بريطانيا القس ويليام هشلر (1845- 1931) وله كتاب صدر عام 1894 ( عوده اليهود الى فلسطين) وهو من المتحمسين للصحفي النمساوي تيودور هرتسل مؤسس الحركه الصهيونيه . صهينه المسيحيه لاقت ترحابا في القرن 19 بفضل جهود لاهوتيين كدوايت مودي (معهد مودي للدراسات الكتابيه في شيكاغو) وسكوفيلد وويليام بلاكستون وتيموئي لاهاي له مسلسلات باع منها 50 مليون نسخه . عند قيام دوله اسرائيل عام 1948 اعطت زخما وقوه باندفاع لمتبني صهينه المسيحيه . حتى ان ايباك ( منظمه يمينيه متطرفه تأسست عام 1951 وهي حركه شعبيه الاسخالوتوجيه ( الاسخالوتوجيه :علم الاخويات والذي تبحث عن في مآل النفس البشريه في النهايه) ا، ايباك اسست مكتبا للتواصل والتنسيق خاصا مع الحركه الانجيليه . كما وفي اميركا يميل الصهاينه المسيحيين باعتبارهم ( الناطق الرسمي) باسم 40 مليون مسيحي انجيلي لغرض تأسيس لوبي مسيحي مؤيد لاسرائيل كما ان في مجلس الكونغرس الاميركي يوجد 25% من اعضاءه من ابناء هذا المذهب الاصولي المسيحي ( المصدر: حلفاء من اجل ارماجيدون .. صعود الصهيونيه المسيحيه المؤلف فكتوريا كلارك) . هناك كنائس ترفض الصهيونيه المسيحيه منها الكاثوليكيه والار ثذوكسيه والقبطيه الى جانب كنيسه المشيخه (البروتستانت )  وكنيسه الميثوديه والمعمدانيه والاسقفيه ، القس المعمداني توماس كتب مقاله عام 2002 قال: انها حركه مناهضه لتعاليم الكتاب المقدس والتبرئ منها ، القس مايكلون الامين العام لكنيسه المصلحه في اميركا اعتبر صهينه المسيحيه هي عدوه المسيحيه في الشرق الاوسط . اما الكنيسه الكاثوليكيه في اميركا اعلنت موقفها منذ عام 1897 وبشكل عام ترفض الكنيسه الرومانيه الكاثوليكيه اللاهوت الاسخاتولوجي الالفي  الذي يستند عليه  الصهيونيه  المسيحيه في معتقدهم . اذاً الكنيسه الارثذوكسيه والكاثوليكيه لا يأمنون بالفتره الالفيه ولا يوجد اي فتره مابين عصر الكنيسه ونهايه العالم. هذا المعتقد اعتنقتها الكنيسه بفضل تعاليم جيروم واوغسطينوس ويوحنا الذهبي الفم وغريغورس وغيرهم من القديسين الاوائل . (المصدر:الكنائس المعارضه للصهيونيه المسيحيه / محمد عبد العاطي ). ومن اعتقادات الصهيونيه المسيحيه ان المسيح يعود  لحكم العالم سيعاد بناء هيكل سليمان في القدس. ووكما ذكرت الارثذوكسيه تعارض بشده هذا المعتقد الهدام للجسد واللاهوت المسيحي وقد كتب القس دانيال سويرس الاميركي فقال: ( ان سفر الرؤيا عندما تحدث عن حكم المسيح الالفي للعالم لم يكن يقصد به الف عام حرفيا لكن بالمعنى المطلق اي الى الابد) . كذلك كتب المطران عطا الله حنا من كنيسه الروم الارثذوكس في القدس في مقاله شرح بها موقف كنيسته من الصهيونيه المسيحيه التي وصفها بالمجموعات المتصهينه التي تدعي المسيحيه وبأنها تسعى لهيمنه العنصريه والتمييز العرقي وأستشهد المطران حنا لبابا شنودا الثالث القبطي الارثذوكسي حين قال : ( هؤلاء احتلوا فلسطين بوعد من بلفور وليس بوعد من الله وانهم يتخذون من آيات كتابيه يحرفونها ويفسرونها كما يحلوا لهم). ان المسيح رفض وصلب  من اليهود فقد حاولوا هم ان يجعلوه ملكا ارضيا بمفهوهم الصهيوني فاما المسيح فلم يرد وقد اظهر بوضوح هذا اثناء محاكمته امام بيلاطس عندما قال : ( مملكتي ليست في هذا العالم). شعار الصهيونيه المسيحيه النجمه السداسيه وفي وسطها علامه الصليب ، وعندما تنامت الحركه في انكلترا واوربا وصولا الى اميركا وان المسيحيين في اميركاا يعدون 90% من مجتمعها ويشكل الكاثوليك ربع السكان بينما تتقاسم الكنائس الانجيليه القليديه والاسقفيه والمنهجيه والمعمدانيه ربعي السكان المسيحيين واما الكنائس الانجيليه نسبتها الربع ايضا. ان الكنيسه الكاثوليكيه والارثذوكسيه والعديد من رجال الدين يرفضون المسوغات الدينيه للحروب الامريكيه كما يرفضون اضفاء الدين او الشرعيه الانجيليه وبالنتيجه تكون المسيحيه قد فقدت مسيحيتها في الشرق بسبب اسرائيل والصهيونيه الى جانب زعزعه الفرقه والانشقاق والى زرع الفتنه بين المسيحيه والاسلام في الشرق والاحداث شهدت تاريخيا ماحصل من قتل وسلب وهجره المسيحيين من المنطقه. ( كلمه القاها الدكتور  القس رياض جرجور بعنوان صهيو مسيحيه ام صهيو اميركيه في 8/4/2003   بيروت في مركز الامام الخميني – الدكتور القس رياض جرجور الامين العام السابق لمجلس كنائس الشرق الاوسط وسلم الامانه للامين العام الجديد الدكتور جرجس صالح المصري القبطي وذلك في يوم 11/2/2004في عمان في فندق ريجنسي في مؤتمر مكرساومخصصاللعراق وكاتب البحث كان من ضمن المؤتمرين ) . مع ظهور المسيحيه  الاصوليه في اميركا وكما ذكرت هي مذهب فكري بروتستانتي يشدد هذا المذهب على الحقيقه الحرفيه للكتاب المقدس بتفسيرهم اللفظي غير قابل للتأويل ويرفض ويعارض نظريه التطور والارتقاء لمخالفتها قصه الخلق التوراتي ، مما جعل انشقاق في كنائسها مستحدثه كنائس جديده ، وفي اواخر القرن العشرين اصبحت طرفا نافذا في اليمين المسيحي الاميركي( المصدر: الموسوعه العربيه المسيحيه) . والى جا نب المسيحيه الاصوليه هناك المحافظون الجدد وهي جماعه سياسيه من اليمين المتطرف المسيحي ويسمونهم الشتراوسيين الفاشيين تلك تؤمن بقوه وعظمه وهيمنه اميركا على العالم اعضائها من المفكرين الاستراتيجيين والمحاربين القدماء والمثقفين. سبب تسميتهم بالشتراوسيه مستمده من شتراوس وهو مفكر الماني يهودي هاجر الى اميركا عام 1938 وكان استاذاً.
كلمه لابد منها كوني كمسيحي لست شؤوما .. مسيرتنا مع ونحو المسيح ليست جبرا ام كرها ..لكن كوننا مؤمنين لا نملك من مقومات تجعلنا ان نصلح ماافسده الدهر وما شوّهه صاحب السلطان ذو الضمير الفاسد وامير المصلحه الانانيه من تدمير .. اننا لانملك سوى الطاعه .. واي طاعه بهذا الزمان ، طاعه الاذلاء ، ليس لاننا لا يمكننا ان نقف ندا اتجاه هذا السيل العارم من المصالح والذي يهتك بحقيقه حياه المسيحيه اصلاء الارض وكتاب حضاراتها وقوانينها ..فيطردون من بلدانهم واوطانهم فيكونوا مهاجرين على ابواب الاقوياء .. المسيحيون هم اناس مؤمنون يحملون الصمت ( قال البابا شنودا : المسيح يسمع صوت الصمت). الصمت والايمان وليس بقساوه الحياه وعنف الفكر وزرع الشقاق والخصام وفي ذلك تشويه لوجه الخالق . لكن دورنا ريادي استمدناه من ابائنا وهذا مايقره التاريخ في خضم هذه الصراعات النفسيه اننا لازلنا نحمل المحبه والتسامح بدل الكراهيه والحوار بدل الانغلاق وكلمه التعايش بدل الطرد والاضطهاد . هذا العالم ..عالم العنف والتهديد والارهاب الذي تسوده بصمات الضياع والمصائب والموت ..في مجتمعنا الشرقي ..اسلام ومسيحيين كنا توءمان لسنين ونحن نسعى لهذه الصيروره للاحترام المتبادل كي تبقى شهاده الاداء .. اداء المحبه والعمل المشترك لمجد الله وخير الجميع، ولكوننا ابناء الله الواحد ان الحوار الحقيقي صخره لبناء العلاقه المتينه بين الحضارات والاديان من اجل اقامه جسور روح الانسانيه ليعيش الانسان في قيم الحق بعيده كل البعد بما يحللون ويحرمون باللاءات من اجل الوصول الى مبدأ السلام والرساله السماويه لفهم الحقيقه من هذا السلطان والضمير الفاسد المشوّه بالانانيه الا وهي الصهيونيه المسيحيه. 

   الباحث/المسشار السابق في مجلس كنائس الشرق الاوسط
   سمير يوسف عسكر