المحرر موضوع: خلوة وتعرّق.. وضيف..  (زيارة 1430 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Fatin Noor

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 138
    • مشاهدة الملف الشخصي
خلوة وتعرّق.. وضيف..
« في: 21:20 11/11/2006 »
خلوة وتعرّق.. وضيف..
فاتن نور

رغم أن المايكروويف على بعد خطوات مني،كل مستلزمات اعداد قدح شهي من الشاي الثقيل الذي اعتدت على احتساءه في جميع الأوقات عدا تلك التي يباركني بها سلطان النوم،إلا أني اشعر بتثاقل وخيبة عندما يبرد قدح الشاي أمامي بعد رشفتين،ولا اجدني تواقة لإعداد قدح جديد طازج او حتى تسخين القديم  إلا بعد حين...
مع برودة الشاي والتثاقل تطيب لي  الخلوة مع الذات... في الخلوة قد ينشط الخيال،وقد يطلق المختلي رسائلا مشفرة ربما يهاب عليها  او يخزى ....
ما أن اختليت بنفسي حتى انتصب أمامي ...
 بدا لي كائنا بشريا،عملاقا مهلهلا،صامتا،مكتئبا يلوك ما بين فكيه بهدوء منقطع النظير..
حاولت استنطاقه ولم افلح،ورغم انه محور كل الأفواه والأقلام والأفعال إلا انه أبى أن ينبس بكلمة،وكأنه ترك الباب مواربا لمن يريد،فأكتفى بالكم الهائل ممن يلوكون اسمه صعودا وهبوطا..قولا وممارسة..
طبطبت على كتفيه قائلة له:
 صمتكم يناسب خلوتي أيها الجليل المهلهل،وتشريفكم مرحبا به في خلوتي هذه،إلا أني مضطرة للخروج من نواميسها الآن..
(..غداً..)  ستكون لي خلوة مطولة اودكم فيها ضيفا ناطقا،فشغفي يكاد يقتلني لسماع اخباركم دون وسطاء...
وقعت (غدا) على سمعه كصاعقة لا كمفردة!،تلوى،أرتعد،تقيأ مالم يتقيأه كائن من ذي قبل،زحزحت نفسي من حيث تسمرت واسرعت اليه بالمناديل والفوط  وتركته بمفردة مع راحة الإستفراغ..ولم انس..فقد اعددت في طريقي ابريقا من الشاي المعطر بالهال،لضيافة نزيل خلوتي الذي أدهشتني ردة فعله تلك،إلا اني ايقنت بأنه يستهجن الغد او هناك بينه وبين الغد ما يدميه..
استعجلت نفسي اليه فوجدته مكفهرا،متعرقا بشكل مخيف،ما اراحني هو أني سمعته يحدث نفسه بصوت مبحوح،قررت التنصت رغم انه ليس من عادتي،لم يستشعرني وقد كان حضوري  مجلجلا بطقطقة اقداح الشاي والماء وأزيز قطع الثلج وهي تتصدع وتذوب،ناهيك عن صوت القبقاب!،قلت في نفسي، لا بد أن هذا الكائن عاش في دويّ وصخب فأعتاد على إلتقاط الترددات العالية دون المنخفض منها!..
.. أغتنمت الفرصة لأجلس قبالته أذنا صاغية.. اشتد تعرقه حتى كاد يغرقه،اشتد تعرقي وفضولي وهو يئن جاثيا على ركبتيه يقول...



(غداً)..رأيته..
نثرتُ قعر ما بين كفيه فوجدتني
بفخذين،
 جفّ الطمي بينهما
على شغفي
 بالماء توسلاً
فنذرتهما
لطقوس النحر بعرس الزنا
رافدين!

..

(غداً).. لا يستحي.. أدركته
طفلا سومريا تاب عن طفولته
فشقني،
 عن ضلع اسمي،مملوكاً مالكاً..
لعقم صلبي
بحدبتين،
لواط الأمس/منقوعاً بخصيان أهليه وقد تجددت
وأخرى/ بوجه نمرود تدلت
في حجر قوادٍ ثرثارٍ
ملتحي

..

(غداً)..قبيل الفجر،في حلمي كنت قد لممته
وطناً
 مفتوناً
بعفاف شموسه.. مبتلاً مبتلي
بُعيّد الحلم ..هسهسني،
بودائع أكفاني
 تجدل الموت صفيراً،أيقظني
اسود الأضلاف
اجعد الخدين متخما
بنجيع أنساني
مفخوراً
ومنه
أرتوي!

..

(غداً).. لم يرني
 يجهضني باغته..
نطفاً
لجيد عشتار كنت قد بايعتها
جنوداً،
 عروشاً لشرائعي،ترشف الليل قدّاساً
وضميراً،بنابه لا يرتخي
نطفاً
 نفختها
في ظَفر البرهيات،
أنا العراق.. أمسيتُ دعابتها
بصقتْ  ما بين  كفيّ  (غداً)
فأمسكته
نثرتُ قعر ما بين كفيه
فوجدتني!..

فاتن نور
06/11/11[/b][/size][/font]