المحرر موضوع: يليق يا رب بكنيسة المشرق الكاثوليكية، ان يكون رئيس مجلس أساقفتها وبطريركها، مار لويس ساكو  (زيارة 4153 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الأب نويل فرمان السناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 169
    • مشاهدة الملف الشخصي
يليق يا رب بكنيسة المشرق الكاثوليكية، ان يكون رئيس مجلس أساقفتها - بطريركها، مار لويس ساكو

الاب نويل فرمان السناطي، كالكري - كندا

تبارك الروح القدس، الذي يصلي في أعماقنا بأنات لا توصف، والذي نستبشر ان يهب على كنيستنا روح نعمة ورسوخ ورجاء.
وبورك أساقفتنا الغيارى، أساقفة كنيسة المشرق الكاثوليكية، اذ اصطفي، من هو منهم ولهم، كبطريرك، رئيس لمجلس اساقفة هذه الكنيسة الرسولية العريقة، العائدة الى فجر المسيحية في بلاد بين النهرين، وكانت من قبل قد عاشت الشركة مع الكنيسة الجامعة، طوال القرون الاولى من المسيحية، واستعادتها، بنعمة الله، منذ منتصف القرن السادس عشر، لتشق طريقها، بخصوصية حضارتها الارامية، مظلة مباركة متعانقة، مع الخصوصيات المسيحية ذات الصلة حضاريا وثقافيا ولغويا، في منطقة الشرق الاوسط، ضمن المجالس الاسقفية الكاثوليكية، الكندية، والفرنسية، والقبطية، والسيرو مالابارية، والافريقية، والأرمنية وسواها الكثير الكثير.
شكرا لحكمة أساقفتنا، وشجاعتهم، وتواضعهم، وروح الامل الوثاب فيهم، وايثارهم، ووضعهم الله نصب اعينهم، في الحصول على النسبة التي أدت الى قيام مار لويس ساكو، رئيسا لسينودسهم الاسقفي، ملتفين معه حول خليفة مار بطرس، خادم خدام الرب في المحبة.
الليلة، عندنا، في شمالي أمريكا، كما النهار في الطرف الاخر من الكرة الارضية، بث اساقفتنا في ضلوعنا، بنفحة من الروح المحيي، الصعداء، اننا أمام غد مشرق، والرجاء الوطيد ان المسيح على وعده سيكون مع تلاميذهم، رسله وخلفائهم، مدى الدهر.

وحل علينا اليوم الثالث،
 أجل حل علينا اليوم الثالث، يوم قيامة وحياة وتجدد، لنشكر الرب، على اننا طوال الايام السابقة، للسينودس الانتخابي وما قبلها، استطعنا بعون الرب، فكتمنا الانفاس، وما عيل صبرنا، وما بدر منا ما كاد يبدر من بوادر تحاكي الالم والمرارة، لنكافأ بمفاجأة آبائنا لنا، مفاجأة ثورية، رسولية، واعدة ومستبشرة.

فسقيا لطيبة كل شيخ، بين اساقفتنا، ربأ بنفسه ان تكون البطريركية - رئاسة مجلسهم الاسقفي، مجرد شهوة وجاهية ينهي بها حقبته الاسقفية.
وسقيا، لكل اسقف من الاساقفة ممن تقدموا مار لويس ساكو في العمر، او قاربوه، ممن كانت لأي منهم لدى الترشح والانتخاب، طموحات مقدسة، ومع ذلك رأوا في البطريرك المنتخب الجديد ما رأوه، ليؤول بنا الحال، بنعمة الرب، الى ان يواكب سيادته بنا، ركب كنائس عباد الله الكاثوليكية والمسكونية.

ويمكن الاسترسال في الاطناب، على حد ما ذكرني به سيادته يوما، تعبيرا عن الفرح، بمن يرسله لنا الرب أبا ومرشدا...
اجل يمكن الاسترسال، وذلك لشدة هول المفاجأة، مفاجأة كانت بقيت في شغاف القلب، مركونة لأن المرء كان يحسبها، أبعد وأجمل من أن تتحقق، واذا بها تتحقق، بفضل أولئك الاباء الاحبار الغيارى في روما.

الحدث الحدث حققه اساقفتنا
ان الاختيار لوحده من قبل الاساقفة، يشكل الحدث الحدث، ازاء كل ما يعرفه القاصي والداني، القريب والغريب، والصديق والاقل صداقة، عن كل ما يحيط بالاختيار، مما شكله مفاجأة صاعقة هائلة.

فليطمئن من لم يعرف مار لويس ساكو عن كثب، بأنه هو الذي اصبح، من قبل، كاهنا فكان كاهنا من طينة تزيد بالفضل على التلميذ الذي عرفناه، مثلما اصبح اسقفا من طينة متميزة عن الاسقف الذي عرفناه، وسيكون بعون الرب بطريركا - رئيس سينودس، من انموذج اكثر اشراقا ومسكونية، وحوارا ورياديا ومتأصلا ومتواضعا وبسيطا، وحكيما وجريئا، أكثر من الاسقف الذي عرفناه.

وليطمئن من يود الاطمئنان، ان بطريركنا، يمد اليد، بمبدئية متفردة، وبمعزل عن مستوى استضرافه للشخص المقابل.

واذا كان بطريركنا، كما نحسبه، ممن لا يبتئس ان تسقط عن الشجرة بعض اغصانها اليابسة، بفعلها الذاتي، فهو من يسعى لانقاذ ما يمكن انقاذه بتسوية واقعية وناضجة بعيدًا عن المساومة.

هناك الكثير الكثير، مما يؤمل، فمن المؤمل، ان يتعامل بطريركنا مع كهنة كنيسة المشرق الكاثوليكية، على مستوى مساحة رقعتها الجغرافية الممتدة شرق الارض وغربها، في زمن تسهل فيه الحركة في كل الاتجاهات، بحيث يُعدوا، على قدم المساواة في الزمان والمكان والاهلية وأحقية الخدمة، بدون ان يكون كهنة الداخل محكوما عليهم بالبقاء تحت ثقل النهار وحره، ولا أن يكون كهنة الخارج، ممن وجدوا في الخارج لظروف واسباب متباينة، وكأنهم حازوا على فرصة العمر التي لن يخطفها منهم أحد.

ومن المنتظر،
ان سيادته سيعمل على ان يكون الطقس الموحد، روح كنائسنا، كنائس المشرق الكاثوليكية، حيثما كانت.
وان تكون كنيستنا مزرعة للدعوات العلمانية والاكليريكية والرهبانية، ويستوحي من الروح القدس بكل ما يدعماها ويرعاها،
وأن يكون للفقراء، حصة الاسد في قلبه، وللموسرين برعايته حظوة العطاء بسخاء،
وان يرسخ الاخوة العميقة بين كنيستنا والكنائس الشقيقة، وينعش بنعمة الرب الدالة مع إخوتنا في الاوطان، على مختلف مشاربهم ومذاهبهم،
وأن يجعل لمسيحيتنا أصالتها على ارضنا، وعلى كل ارض نعيش فيها مسيحيتنا، وان يرفع عنها بعون الرب، اي غبن وانتقاص، وان نعيش خصوصيتنا الدينية والحضارية بمستوى شرعة حقوق الانسان،

ولعل مار لويس ساسكو، سيجد من الحكمة، في الوقت الذي سيراه مناسبا، أن يدع لذوي الشأن الثقافي واللغوي والقومي والسياسي، ما يجعلهم في تنافس شريف نحو الازدهار والحيازة بالجدارة المطلوبة على الالتفاف الجماهيري والاجماع المنطقي، وبما من شأنه وحدة أبناء كنيسة المشرق، مع نظرائهم في الخصوصية التراثية واللغوية والحضارية في المنطقة، وحيثما ضمتهم ارض الاغتراب.

وفي زمن تشتد فيه المنافسة على الموارد البشرية، نأمل ان يأتي الوقت المناسب، بأن تسقط الجدران، الوهمية والكرسوية، ما بين الكنائس الكاثوليكة وغيرها من الكنائس الكاثوليكية في المنطقة، ممن تحوز على اكثر من عامل مشترك، ليس أقله الحضارة الارامية، مع مسيرة مسكونية حثيثة مع الكنائس الرسولية القانونية الاخرى، وكلها مجتمعة تعمل على احتضان الجماعات المسيحية الكنسية، من التي خرجت عن حضيرة الخراف، ويريد الرب عودتها.
وفي نفس المسار الانساني، نتطلع الى ان نعيش مع غير المسيحيين على القاعدة الذهبية التي القت بظلها الوارف على لقاءات الاديان في اسيزي، بأن نحب لغيرنا ما نحب لانفسنا.

وبعد،
نسترسل في الاحلام الجميلة التي نستبشر بأن حققها لنا آباؤنا السينودسيون، وأكف المصلين والمصليات، متأملين بأن أمام كنيستنا الوقت الطيب والمناسب، بما فيه الكفاية، لكيما تتجدد في عصورنا، أزمنة مار طيمثاوس الكبير.