المحرر موضوع: سوريا: أبعاد العدوان الإسرائيلي الجديد..!؟  (زيارة 1287 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي
سوريا: أبعاد العدوان الإسرائيلي الجديد..!؟

باقر الفضلي

العدوان الغاشم الذي إقترفه سلاح الجو الإسرائيلي فجر الأربعاء 30/1/2013، ضد مركز للبحث العلمي في ضواحي دمشق، لا يمثل من وجهة نظر الشرعية الدولية مجرد إعتداء سافر على دولة عضو في الأمم المتحدة، وخرق فاضح لميثاقها الأممي حسب، بقدر ما يعكسه هذا العدوان من إستهتار فض بكل القيم الأخلاقية الدولية، وتعد صارخ على كل الشرائع والمواثيق والمعاهدات الدولية والتي تعترف بها إسرائيل نفسها، ومنها إتفاقية الهدنة مع سوريا، الأمر الذي لا يستدعي مجرد الإدانة أو الإستنكار والشجب الدوليين، بقدر ما يستوجب موقفاً حازماً بل وحاسماً من قبل المجتمع الدولي؛ موقفاً لا يتضمن كل ما تقدم حسب، بل وينبغي أن يتعداه الى إنزال العقاب الذي يتناسب وحجم العدوان؛ فالحكومة الإسرائيلية الحالية وسابقاتها الماضيات، بات العدوان والاستهانة بالشرائع الدولية وخرق القوانين الإنسانية، من السمات الفارقة في حياتها، وفي تأريخ دولة إسرائيل على مدى حياتها القصيرة، كدولة ناشئة في منطقة الشرق الأوسط، أو وعلى حد قول السيد ليبرمان وزير خارجية إسرائيل بأن مكان تلك القوانين والحقوق هو " سلة القمامه التاريخيه" ..!؟(1)


فالواقع الإستثنائي الذي تمر به سوريا الآن، قد منح الحكومة الإسرائيلية الحالية، الفرصة والظرف الملائم لتقترف فيه عدوانها الغاشم ضد الدولة السورية، وهي وفي جميع الأحوال، ليست بعيدة عن هذا الواقع في مجمل تفاصيله وآلياته وتشعباته، مما لا يعدو معه القول غريبا، إذا ما جاء هذا العدوان وكأنه رسالة موجهة الى سوريا والى من يقف الى جانبها، بأن الحلول السياسية للأزمة السورية، لم تعد تجد قبولاً لدى مجموعة الحلف المعادي لسوريا، خاصة وأنه جاء في وقت يدور فيه الحديث في الساحة السياسية الدولية هذه الأيام، حول إحتمال الإنعطاف بإتجاه  التسوية السياسية للأزمة السورية من قبل الأطراف الدولية المنغمسة في بحر تلك الأزمة..!(2)


 وبالتالي أن يأتي هذا العدوان وفي هذه اللحظة بالذات، لا يمكن أن يكون بمعزل عما يجري من أحداث عل صعيد الواقع السوري، خاصة وأن إسرائيل دولة إقليمية، وفوق ذلك فهي دولة محتلة لقسم من أراضي جيرانها في فلسطين وسوريا، فليس من الغرابة في شيء، أن يكون في مقدمة إهتماماتها كل ما يجري في دول المنطقة من أحداث ومن تغيرات جغرافية سياسية، في نفس الوقت الذي تجد نفسها فيه ضالعة، شاءت أم أبت، بسيناريو (التحالف الأمريكي الغربي التركي الخليجي)، الذي يستهدف مستقبل دولة سوريا، الأمر الذي لا يمكن معه، تجاهل دورها في التأثير، وفي أضعف الإحتمالات، على ما يجري من تطورات في حالة الصراع القائم في سوريا، وبعكسه  فليس هناك من معنى لشن هذا العدوان الغادر على أراضي دولة مستقلة وذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة، وترتبط معها بمعاهدة دولية للهدنة..!؟


كما وأن العدوان الإسرائيلي من جانب آخر، لم يك بعيداً وبأي حال من الأحوال، عن توجيه رسالة أخرى، الى دول المنطقة ممن لم يخف دعمه وتأييده للدولة السورية، وفي مقدمتها الجمهورية الإيرانية الإسلامية، فحواها بأن "كل الخيارات ستظل مطروحة على الطاولة"، وهو الأمر الذي لا زالت تلوح به السيدة هيلاري كلنتون بإستمرار، وهو ما إعتادت أن تطلق عليه مصطلح "الغموض البناء"(3)   


فالعدوان الإسرائيلي الغادر على سوريا دولة وشعبا، والذي جوبه بالصمت من قبل غالبية الدول العربية، وبردود الفعل الباهتة من الأمانة العامة العامة للجامعة العربية، لا يمكن أن يحصل دون المعرفة المسبقة للحليف الإستراتيجي أمريكا، وربما وفي أضعف الإحتمالات، بعض دول التحالف المعادي لسوريا، فهو ولما يمثله من تصعيد في وتيرة الأحداث في المنطقة، وبكل ما فيه من تهديد للسلم والأمن الدوليين، وكل ما يمكن أن يجره من إحتمالات إمتداد لهيب نيران الصراع الى الدول المجاورة، ناهيك عن تصاعد وتيرة الإرهاب بشكل لا تحد له حدود؛  ففي حقيقته، لا يبتعد من حيث مدلولاته الجيوسياسية عن كونه تطور جديد في خارطة الأحداث الجارية على الساحة السورية، الأمر الذي لا ينبغي أن يمرعليه المراقب مرور الكرام..!!؟
باقر الفضلي/ 1/شباط/2013         
(1)   http://www.amad.ps/arabic/?Action=Details&ID=111752
(2)   http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE9B2C9R20130201
(3)   http://ara.reuters.com/article/worldNews/idARACAE9B2C9E20130201?sp=true