المحرر موضوع: زيارتنا للوطن وما شهدناه من مآثر  (زيارة 2224 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Aprem

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 270
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

زيارتنا للوطن وما شهدناه من مآثر



لقد قمنا بزيارة الوطن العزيز ( بيث نهرين ) العراق للفتره من 21 آب  إلى 23 تشرين الأول  2006 وقد إقتصرت زيارتنا للشمال فقط .
من المآثر التي شهدناها ولمسناها هي : نشاطات الحركه الديمقراطيه الآشوريه , واللجنه الخيريه الآشوريه في مجال التعليم والتربيه , وليس لي شأن في المجال السياسي , وإن أبديت رأيي في ذلك فيما يخص العلاقات الخارجيه للزوعا داخل العراق مع الأحزاب الوطنيه والقوميه .
المشروع المهم والخطير الذي شاهدته ولمسته هو التعليم والتدريس لكافة المواضيع التعليميه والتدريسيه  بلغة الأم في المراحل الإبتدائيه والمتوسطه والثانويه , فقد إلتقيت بمدير مدرسه نصيبين المختلطه , الأخ خوشابا ومع الهيئه التدريسيه معآ وقمنا بزيارة الصفوف في المدرسة المذكوره في دهوك ومعنا الأخ الفاضل : نابليون كيوركيس عضو اللجنه المركزيه للزوعا, مسؤول اللجنه الخيريه الآشوريه في العراق , وتحدثنا الى الطلاب والطالبات في كل صف , ونحن نشعر بالفخر والإعتزاز بهذا الإنجاز العظيم الذي لم يأت الى الوجود من قبل إلا يسيرآ وفي ضروف صعبه. وهناك (18 ) ثمانية عشر مدرسه , إبتدائيه متوسطه وثانويه في الشمال تدرس كل الدروس بلغة الأم ألى جانب اللغات العربيه والكرديه والأنكليزيه التي تدرس كلغات أدب .  وجوابآ إلى ما يقوله البعض من أبناء أمتنا بأن التعليم باللغه السريانيه سيؤثر على مستقبل الطلبه في الدراسه الجامعيه لأنهم سيواجهون صعوبة في الدراسه باللغتين العربيه أو الأنكليزيه , أوضح الأخ خوشابا والهيئه التدريسيه بأن الطلبه الذاهبون الى الدراسه الجامعيه بعد أنهائهم الدراسه الثانويه بلغة الأم أظهروا تفوقآ في الجامعات التي ذهبوا إليها.
شيء واحد أثار أسفنا وإهتمامنا وهو الصعوبه التي يلاقيها الزوعا واللجنه الخيريه الآشوريه في تغطية المصاريف الباهضه التي تصرف على الرواتب للمعلمين والمدرسين والعاملين في المدارس والقرطاسيه والصيانه واجور الماء والكهرباء ووسائل التدفئه شتاء . وهذا الإنجاز الضخم تنأى تحته الحكومات فكيف بحركه أو لجنه تقوم بتوفير كل هذه المستلزمات ! لقد ناقشت مع المهتمين ما توفره مديرية التعليم السرياني من مصاريف : فقالوا: ـ  إن ما تقوم به المديريه بتوفيره هو شيئ محدود بالنسبه للنفقات التي تنفق.  وإننا بدورنا نشكر المديريه لكل ما تقدمه لنا من مساعده .
الإنجاز الآخر والقيم الذي رأيته ولمسته هو الأقسام الداخليه التي توفر المسكن والمأكل للطلبه الذين يأتون من مناطق نائيه للدراسه في دهوك , لقد تجولنا فيها ايضآ وإلتقينا ببعض الطلاب والطالبات , وأتذكر بأن طالبتين كانتا من عين كاوه ومنطقة نهله , لقد كنا نحس ونحن نتحاور في أساسيات المسأله بأن الواجب القومي يتحتم على كل إنسان غيور على شعبه أن يمد يد المساعده لتغطية ولو جزء من النفقات لديمومة هذا الإنجاز القومي الرائد .
بيد أن الشيئ الذي أثار حفيضتي . وخفق له قلبي هو مشروع تربية الأيتام من أطفال رضع وحتى السادسه من العمر . فعندما دخلنا دار الحضانه أو الرضاعه كما تترجم ( بيث ينقيه ) ( ܒܝܬ ܝܢܩܐ ) لاحضت هؤلاء الرضع والأطفال في عمر البراعم والزهور يدبون على الأرض ويمشون ويلعبون في قاعاتهم وأسرتهم ( جمع سرير) وأفرشتهم معده ومنظمه ومهيأه لهم وهم قد فقدوا حنان الأب والأم عدا حنان الأخوات اللواتي شاهدتهن يضمون ويحضنون هؤلاء اليتامى ويعدون لهم كل ما تعده الأم لفلذات كبدها , وفي الحقيقه تقطر قلبي دمآ وعيناي دموعآ لهؤلاء الذين تنطلق البراءة من وجوههم وهم ملتهين في ألعابهم ولا يخطر ببالهم أو بالأحرى لا يعلمون بأنهم بلا أب ولا أم , إلا الذين نذروا أنفسهم لتربيتهم , أو إنهم تحت رحمة من يمد اليهم يد العون. فقلت في نفسي: ماذا أعمل أنا اليوم وانا أرى هؤلاء البراعم والزهور في إحتياج عظيم لي ولغيري وأنا كاهن اتقاضى راتبي في نيوزيلنده من مديرية الرفاه الأجتماعي ( Social Welfare ) وهذا السوشيال ويلفر يقطع راتبي عندما أسافر الى الخارج فتعاني عائلتي من دفع الايجار وقوائم الكهرباء ومصاريف الأكل , وبالضبط كما كنا في الخدمه العسكريه , فعندما نغيب أو ندخل الهروب كنا ننزل منالقوه  والقدر والأنذار ج . لقد إستحوذ على قلبي هم عظيم وانا لا أستطيع مساعده هؤلاء البراعم .
هذا ما شاهدته ولمسته أثناء زيارتي الى نوهدرا ( دهوك ) ولهذه المشاريع التي لم يستطع أحدآ القيام بها لا في الماضي ولا في الحاضر . فهل نلوم زوعا كحركه سياسيه وإجتماعيه , لا كأشخاص . لقيامه بهذه الاعمال المجيده . فأنا لا استطيع الدفاع أبدآ عن أية شخصيه في الزوعا رغم أنني عشت وجلست وتناقشت في عامي  1974 و 1987 مع شخصيات أوليه وقياديه في الزوعا ولكني لا أدافع عنهم لأنني لا أعلم بكل صغيره أو كبيره في حياتهم سواء أكان ذلك في حياتهم السياسيه أو النضاليه أو الأجتماعيه . ولكن كحركه فربما ألومها في بعض المسارات ولكني  لا ألومها في هذه الإنجازات الرائعه.
ـ الشيء الثاني الذي أثار شعوري وإهتمامي  هو الإنجازات والمساعدات التي يقوم بها الأخ سركيس آغا جان وزير الماليه في حكومة اقليم كردستان والذي يتمثل في بناء ةتعمير القرى المسيحيه لشعبنا  ( الآشوري الكلداني السرياني ) وأيواء الآلاف من أبناء شعبنا المظلوم , والهاربين من بطش ونتكيل وقتل الإرهابيين في المدن الرئيسيه إلى الشمال , فلقد رأيت بأم عيني العديد من العوائل تسكن الخيم في البعض من القرى في الشمال وهي تنتظر رحمة الرب ومساعدة رابي آغاجان في بناء بيوت لهم ليسكنوها وهم على أبواب الشتاء القارص. فمن سهل نينوى وإلى عينا دنوني ( كاني ماسي ) ومن زاخو وألى حليري وبتاسي مرورآ بنهلا شاهدت عمل البناء والترميم في القرى المسيحيه والكنائس والأديره قائم على قدم وساق , ففي زيارتي لدير السيده شرقي ألقوش ولقائي بالأب فادي رئيس الدير سألته عن المصاريف التي تصرف لترميم الدير , حيث شاهدت الهدم في أركان الدير والإعمار , فقال لي: الله يحفظ الأستاذ سركيس آغا جان . فالقضيه ليست آلاف الدولارات بل ربما تعبر الملايين وتصل الى المليارات . فما شاهدته من ترميم وعمران يفوق التخمين ويعبر  الوصف. وهناك العديد والعديد ممن يقولون: من أين تأتي هذه الدولارات , وكيف يستطيع  سركيس آغا جان التصرف بها وحتى صرفها لأفراد ,ما هو المستقبل الذي ينتظر هؤلاء اللذين يقيمون في هذه البيوت وهم لا يملكون الطابو بها. وما هي الغايه من هذا المشروع الذي خصص فقط للمسيحيين دون الأكراد والأيزيديين والعرب والشبك والبقيه الباقيه من نسيج شعبنا العراقي . هذه الأسئله هي الموضوع اليومي للناس في الداخل والخارج . وهناك من يقول: بأنها حصتنا من النفط . وهل لكل فئه من شعبنا حصتها في النفط ! أم أن النفط هو ملك الشعب العراقي بدون فرق. وهناك من يقول بأنها مساعدة مجمع الكنائس العالمي لأبناء شعبنا. ولكن هذا المجمع ـ رغم أنه كنائسي ـ لكنه في المساعده لا يفرق بين الأديان أو الجنسيات أو العرق . وهناك من يقول: بأنها مساعدة أبناء أمتنا في الخارج . ولكن القائل في هذا الامر لا يفكر ويقول بأن هذا الكم الضخم من الدولارات لا يستطيع أغنياء أمتنا ـ وهم لا يعْدَوْن عدد اصابع اليدين ـ توفيره . نحن نعلم بأن الأخ سركيس آغا جان هو إنسان آشوري ويعتز بآشوريته رغم أنه عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني , ولقد سمعت ولكني لست متأكدآ بأنه يحب الزوعا ويسانده , حيث أنني فقط صافحت الأخ سركيس لدى توديعي قداسة البطريرك مار دنخا الرابع في عين كاوا والشيء الذي قلته له ( أي للأخ سركيس ):ـ  لقد سمعنا بمساعداتكم لأبناء شعبنا , ونحن بدورنا نشكركم , بارككم الله . إنتهى .   فنحن ايظآ كنا أعضاء في الحزب الديمقراطي الكردستاني وشاركنا في الحركه الكردستانيه عام 1974 وحتى نهايتها في منتصف آذار 1975 ولكننا لم ننكر آشوريتنا . فكل إنسان يقدم مساعده لأمتنا بأمانه وإخلاص واضعآ مستقبل الأمه نصب عينيه , نحن نقدره ونميزه , وإن لم ينتم إلى أحد أحزابنا القوميه , فنحن نريد العمل الملموس لا الأسم ولا القول الفارغ بدون عمل.
الشيء الوحيد الذي اطلبه وألتمسه من أبناء شعبنا الآشوري الكلداني السرياني في الداخل والخارج هو تأييد وتشجيع وتعضيد مشروعات زوعا ومشاريع الأحزاب القوميه الأخرى في داخل الوطن , واهيب بأبناء أمتنا في الولايات المتحده الأمريكيه واستراليا ـ حيث الكثافه السكانيه لأبناء أمتنا أكثر ـ وبقية الدول الأخرى عندما يزورون العراق , اطلب منهم أن يزوروا , مدارسنا القوميه والاقسام الداخليه ودور الحضانه ويترأفوا على هؤلاء البراعم والزهور . وعلى طلابنا ومعلمينا ومدرسينا لأنهم هم وحدهم في الوطن يحمون اللغه ويحملون بشائر المستقبل الزاهر , وعلى أكتافهم يحملون صرح حضارتنا العريقه وحضارتنا في الحاضر والمستقبل , فكونوا معهم ولا تنظرون فقط إلى السلبيات وتغضون النظر عن الأيجابيات فلو لم يكن هناك سلبي وايجابي في هذا العالم لما كان قائمآ الآن . والضوء الذي نستنير به لو لم يكن فيه الموجب والسالب لكنا تعيش في ظلمة . ولا تنظروا إلى الشخصيات فقط ففي العائله الواحده المكونه من عدد من الأفراد لا بد أن يكون هناك إبنآ عاصيآ . فكيف في حركه أو حزب أو مؤسسه لا يكون هناك أشخاص سلبيين؟ 
أرجو المعذره لرداءة التعبير وشكرآ للجميع .  ودمتم سالمين تحت حماية الرب ــ آميـــن .

أخوكم الضعيف

القس  أبرم أوراها بثيو
الكنيسه الشرقيه القديمه ــ خورنة مار كيوركيس الشهيد ـ  ولنكتون نيوزيلنده
للإتصال بنا عبر الرسائل : ص ب  7171  نيوتاون ــ ولنكتون  6002 . نيوزيلنده
Fr. Aprem Pithyou P O Box 7171 > Newtown- Wellington 6002  New Zealand
e-mail: apremp@xtra.co.nz
Tel. 00644- 389 2449[/b][/font][/size]