المحرر موضوع: عنکاوا في ردهة الطوارئ  (زيارة 1360 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح پلندر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 128
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عنکاوا في ردهة الطوارئ
« في: 20:50 11/02/2013 »
عنکاوا في ردهة الطوارئ

ترقد هذە البلدة الجمیلة في ردهة الطوارئ لینعشوها،  ففشلوا فی  جراحتها مزقوا ذلك الوجه الجمیل  في صالة العمليات السياسية الفاسدة، و الملوثة  لقد استأصلوا من جسدها الجمیل قلبها ليضعوا بدیلا عنه قلباً اصطناعياً، فأخذت نبضاته تخفق بین حین وآخر فترکوە کما کان، ومن ثم باشروا بترقیع جسدها، فزاد,وا  من العلامات الفارقة  و وضعوها فوق السریر،  رايات الأطباء تعلن مزایدات عن کیفیة إصلاحە لینهب أجزاء آخري من جسدها، في محاولة خبيثة ليُزیدوا من إرثهم  .. بتلك الأجزاء، و من ثم بدؤا  بتفريقە إلي الاقوام (كلدانيين وآشوريين وسريان)، وتعالت في الوقت نفسه صيحات  الشباب الباقین تحت خيمة عنکاوا التي جمعت الأعراق كلها في أفيائها الوافرة.
لقد عشنا هنا فوق هذه الأرض المقدسة بمودة وانسجام. كلنا یسموننا مسیحیين لا نواصب ولا روافض بل إخوة، كلنا کلدان وكلنا اشور وکلنا سریان، ليس منا من يسعى لتأجيج الصراع بیننا، وليس منا من يخون عنکاوا ويستل خنجره ليطعنها في خاصرتها.

لكننا نقف الآن للأسف الشديد على أرصفة ومحطات وقلقین ممن یتخبط ويستأصل ما ترکە من قبلە فأخذ ببتر الأطراف  ولکن الجسد بقی یحمل اللسان و الفکر لکي ینطق الحق ومن ثم یسوقونه الی مثواە  وتقطيع  أوصاله تحت التراب وهناك تنهشه الحیوانات والحشرات، ویبقی الأم فی قلوب شبابە المحرومین من فرحتهم بە  ومرتدين ثوب الأحزان ومتحملین ضحکات الاطباء الذین جاؤوا من اماکن بعیدة وبدون علم وفهم جاثمین علی صدر هذە الجثة  الهامدة لینهشوا.. ویتدربوا کیف يستأصلون اجزاء الجسد المتبقیة.. ولأول مرة في حياتها، قبل عشرين عام ، وعبر مسيرتها القصيرة الحافلة بالتناحر والتنافر. .
فقالوا لنا: لا عيب في الاطباء ، السياسيين على اعتبار انهم متمرسین علی تجمیل ویمکنکم المطلبة بحرية التعبير والتنظيم والتمثيل للأفضليات السياسية، فاكتشفنا إنها لا تخلو من المثالب والعثرات، فلم يشعر بعضنا بمن يمثلهم أو يعبر عن مصالحهم, بسبب غياب المعيار الذي يجسد همومهم ومشاكلهم, ناهيك عن تباين التبعية السياسية لمختلف الأفراد والجماعات، واتضح لنا فيما بعد ان هؤلاء لیسوا الا مهندسین معماريین وشهاداتهم مزورة قادمین  من حيث لاندري أو لا ندري  و بقوة من یلعبون فی جسدنا ..جسد أمُنا عنکاوا مهمشین اهلها الاصطلاء
و ظهرت الموسيقى  لذا بدأ الغلیان فی شعور شبابنا قبل رجال الدین ليحتفظوا بإرثهم 
..کانت القاعدە تفجر نفسها وتحصد ماترید ومن ثم المستهدف یفقد سیارته او دارە، ولکن نحن فقدنا کل شيء حتی سمعتنا وحرمنا من الصعود فی ( التاکسی) تحفظا من سماع بان عنکاوا مرکز للهو ومرکز لتجمع البارات ..فلم یبق لنا شيء نفتخر بە ونردە لاجیالنا، هذە کانت بادرة النضال ففجروا برکانهم لیُزيلوا و يقضوا على ما تبقى من اوصالها الطاهرة .
والله يستر من الجايات
بقلم صباح پلندر