المحرر موضوع: هل كان الزعيم عبدالكريم قاسم دكتاتورياً مع الفن ؟  (زيارة 4449 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net


هل كان الزعيم عبدالكريم دكتاتورياً مع الفن ؟



نبدأ بالمقدمة لكي ننظر قليلاً الى صورة الحكم المَلكي الذي أعتبر حكماً ظالماً مستبداً وأزالته أصبح واجباً مقدساً . فهل كان ظالماً ؟ أم هو الذي أسس العراق المستقل وأسس له نظاماَ سياسياً ورسم له الحدود الرسمية مع دول الجوار وشكل وزارت ودوائر وبنى المستشفيات والمدارس وكل دوائر الدولة الخدمية والمهمة لخدمة المواطن، كما شق الطرق في الصحاري والجبال وبرزت الثقافة والفنون، وأستخرج النفط لكي يكون ثروة وطنية. كما كان السلام يعم طول فترة وجود المَلكية. لم يسجل التاريخ لنا أسم شخصية واحدة قامت بسرقة خيرات الشعب و ...الخ . أقول أنا لست رجل سياسة لكن الحق يجب أن يقال . فلو قسنا تلك الفترة بالفترات التي حكمت العراق قبل المَلكية أي فترة مئات السنين من حكم العثمانيين ، فلم نقرأ في تاريخهم الأسود بناء مدرسة واحدة أو مستوصف أو أي مشروع خدمي يذكر. أما ما بعد ثورة 14 تموز ، فنلاحظ بأن الأحزاب برزت وتكاثرت وتصارعت فيما بينها فخلقت الحروب والنزاعات دفع الشعب ثمنها فسالت الدماء في الشوارع ولم يقف النزيف لحد هذه الفترة التي نسميها بالحكم الديمقراطي الحر الناتج من الأنتخابات النزيهة .
نعم كان الزعيم عبدالكريم وطنياً ونزيهاً وعسكرياً ناجحاً بأمتياز ، لكنه فشل في قراءة السياسة وفهمها فأعطى الثقة والحرية للجميع الى أن صار هدفاً للكثيرين

أما عن متن موضوعنا الفني فنختصره بالآتي : أول عمل فني بعد الثورة كان شعار الجمهورية الذي صممه الفنان الكبير جواد سليم .  قلب الشعاركان مستلاً من تكوين في مسلة ( نرام سين ) يحتوي على شمس صفراء في المركز تحيط بها السيوف ، وداخلها نجمة مثمنة . قال الزعيم عبدالكريم قاسم شارحاً الشعار ولافتاً أنظار الحضور الى لون النجمة المثمنة : ( هذا اللون ليس أحمر ، بل هو بني محروق ، وهذا يعني أن لنا لوننا الخاص من الأشتراكية ، يختلف تماماً عن اِشتراكية الأتحاد السوفيتي ) . من مآسي الفكر العسكري هنا والمثمثل بضابط كبير وهو الزعيم عبدالكريم تدفعه مغامراته ومنصبه العالي الى الأعتقاد بقدرته على أيجاد فلسفة أشتراكية جديدة أولاً . وثانياً فرض أفكاره على أفكار الفنان العراقي الكبير مثل جواد سليم الذي كان يمتلك حساً فنياً وقدرات فنية كبيرة وثقافة تاريخية ترتبط بجذورحضاراتنا القديمة أضافة الى ثقافته الفنية المعاصرة

كلف الزعيم عبدالكريم المهندس المعماري والفنان التشكيلي رفعت الجادرجي بتنفيذ ثلاث نصب فنية تقام في ساحات بغداد تخليداً لثورة 14 تموز. بادر الجادرجي بتخطيط النصب الأول وهو نصب الجندي المجهول نفذه على شكل طوق عالي تم تنفيذه في ساحة الفردوس بناء على رأي الزعيم لأن المكان كان يعتبره البوابة التي مربها جيشه للسيطرة على بغداد. تم تنفيذ المشروع بعد سنة من الثورة

أما النصب الثاني فنفذه الفنان الكبير فائق حسن على جدار عالي في ساحة الطيران، شرق حديقة الأمة . نٌفِذ َبعد مرور عامين من الثورة
.
أما الثالث فهو عبارة عن لافتة كبيرة نفذها رفعت الجادرجي معمارياً بطول خمسون متراً، أي بعرض حديقة الأمة ، وبأرتفاع عشرة أمتار، وعلو اللافتة من الأرض ستة أمتار. وطلب من الفنان الكبير جواد سليم ملىء تلك المساحة بعمل فني يجسد ثورة 14تموز ، فقال له ، أن هذا العمل لم يكرر منذ عهد الآشوريين. تم تنفيذه عام 1962م.
السؤال ، هل طلب الزعيم وضع صورته على الجدارية لكي يصبح من ضمن موضوع الجدارية ؟ قال الجادرجي أنه لم يطلب مباشرة غير أنني فهمت ذلك من حديثه معي عندما رأى التخطيط الأول فقال : ( الجدارية لا توضح الثورة بشكل حقيقي ) . فهل حقيقة الثورة في العمل تكمن في صورة القائد ؟ وهكذا أستمر الزعيم بالحديث مع الجادرجي فشرح له كثيراُ منذ أن قام بالسيطرة على بغداد ، وفي نهاية كلامه قال له . هل فهمت ؟ فقال الجادرجي ، لا . لكن محاولات الآخرين كانت تنطق بوضوح لوضع صورة القائد على الجدارية .
أرسَلَ الفنان جواد سليم من مدينة فلورنسا ( أيطاليا ) الى رفعت الجادرجي آخر لمساته على رسم الجدارية على صورة فوتوغرافية بطول مترين وأرتفاع 70 سم بيَّنَ فيها العمل النهائي للجدارية ، فشرح رفعت لعبد الكريم ما يرمز له كل قسم . بعد أن تأمل الزعيم ملياً بها قال : (هذا النصب جيد ولكنه لا يمثل ثورة 14 تموز بالذات ،قد يكون نصباً رومانياً أو نصباً في أي مكان آخر) . وهذا ما كان رفعت يتجنبه خاصة بعد أن أصبح الزعيم يشار اليه بـ (الأوحد) والجماهير تهتف باسمه ليل نهار ، فكيف بنصب بهذا الحجم يخلو من تمثال الزعيم الأوحد ؟ لذا أراد أن يكون تمثاله في منتصف النصب! وفي هذه المحنة برز النحات خالد الرحال بفكرةٍ خبيثة فأبدى أستعداده لنحت صورة لعبدالكريم في النصب . أصبحت الفكرة واضحة جداً وعلى أثرها سافر رفعت الى فلورنسا ليضع حداً للنغمة الجديدة الخاصة بأضافة صورة شخصية الى نصب الحرية لكنه لن يتفوه لجواد عن الموضوع لكي يسير العمل حسب المخطط . عادت الشائعات بسرعة وخاصة عندما علم جواد من خالد الرحال أن النصب سيرفض من قبل الزعيم بسبب الصورة ، وأنه سيكلف بهذه المهمة بدله ، فجن جنون جواد وارتبك خاصة وأن السفارة العراقية في روما لم تتعاون معه آنذاك لنفس السبب ، فعلى أثر ذلك أصيب بأنهيار عصبي أدى الى دخوله مستشفى الأمراض العقلية. الأمر الذي دفع رفعت الى السفر حالاً الى روما مرة أخرى لأحتواء المشكلة فأخرجه من المستشفى لكي يكمل صب التماثيل الباقية مع الفنان محمد غني حكمت .
من الشهود الذين قرأو الفكرة الطبيب خالد القصاب ، وهو من جماعة الفنانين التشكيلين الرواد . أنه أول طبيب وصل الى المستشفى الذي نقل اليه الزعيم بعد أصابته بأربع أطلاقات نارية في شارع الرشيد ، أعتقد مهاجموه أنه مات . وكان سائقه قد قتل . فتطوع سائق سيارة أجرة لأخذه الى المستشفى ، فأمره الزعيم بالذهاب الى مستشفى الرشيد العسكري ، ثم أمره في الطريق أن يعرج على مستشفى السلام الأهلي التابع لجماعة السبتيين الأدفنديست ، تخوفاً من ملاحقة المهاجمين له لربما سمعوه يطلب من السائق التوجه الى مستشفى الرشيد . يقول الدكتور القصاب أمضيت معه شهراً في المستشفى أزوره كل يوم مرتين أتاحت لي الفرصة للتعرف الى شخصية الزعيم عن قرب . بعد خروجه من المستشفى ، كنت جالساً بجانبه في السيارة في أحد الأيام ورأيت أن الوقت مناسب لكسر هذا الصمت والتوتر. ففتحت موضوعاً جديداً، بدأت أتكلم عن جواد سليم وما نكن له من أحترام كبير. سمعني الزعيم ولكنه لم يعلق بأي شىْ، وبقي صامتاً ، شعرت عندئذ أنه كان منزعجاً منه ، ربما بسبب ما شاع آنذاك من أنه طلب من جواد أن ينحت وجهه ويضعه في نصب الحرية، لكن جواد رفض ذلك .
بقي الجادرجي يبحث عن الحقيقة التي يؤمن بها والخاصة بعدم وضع صورة الزعيم في الجدارية، فسأل والده كامل الجادرجي فيما لو وضعت صورة عبدالكريم على الجدارية ماذا سيحصل ؟ فأجاب الوالد: مع اول أنقلاب سوف يتم تفجير الجدارية أنتقاماً من عبدالكريم. وفعلاً أثبتت الحقائق التاريخية تلك الحقيقة. فبعد أنقلاب شباط 1963 قاموا بتدقيق حسابات الصرف على تنفيذ نصب الحرية، فلم يجدوا ما يدين الفنان رفعت الجادرجي أو عبدالكريم قاسم لكي ينتقموا

في المقال التالي سنتناول خطوات العمل في فلورنسا بأشتراك الفنان محمد غني حكمت .
ليبقى نصب الحرية عالياً وخالداً مع أسم الفنان المبدع جواد سليم
بقلم الفنان التشكيلي
وردا أسحاق عيسى
ونزرد - كندا
المصادر
1- كتاب الدكتور خالد القصاب ( ذكريات فنية )
2- مذكرات المهندس رفعت الجادرجي


متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
عزيزي الاستاذ الفنان وردا اسحاق المحترم
شكراً لهذا المقال الرائع وانا بانتظار الذي يتبع. معلومات جديدة وصور بديعة وشخوص من تاريخ العراق الحديث ، كل ذلك تطرقت اليه وكانك ترسم لنا احدى لوحاتك الفنية بإحساس مرهف  وصدق لا يجامل.
كعراقيين كلنا نحب عبد الكريم قاسم، الا أولئك العروبيون  الغلاة، ومع هذا يفرحني انك اتيت على نزوة كانت تمتلكه ولكنه لم يفرضهاعلى الفنان العظيم جواد سليم وكما شهدنا ان  النصب جاء من غير صورة الزعيم ، رغم انه انتصب في ساحة التحرير، وفي عهده الزاهر. شتان بين بطل العراق  وزعيمه الأوحد  وبطل العروبية الذي  حكم العراق بالحديد والنار والحروب والذي حفر اسمه على  جدارية حضارة البابليين وكانه هو صاحبها بينما في الحقيقة هو الذي خذلها ليصبح العراقيون اليوم رمزاً  للتخلف والانحطاط بدلاً من ان يكونوا عظماء كعظمة بابل.
أستاذنا الرائع: من خلال هذا المقال عرجت على كتاباتك السابقة الموثقة والمنشورة في أرشيف غاليتنا عنكاواكوم واتطلعت على على ما رفدت  هذا المنتدى من كتابات قيمة فنية ودينية تنم عن ثقافة عالية وإيمان عميق بالمسيحية التي لا تخاف ان تجاهر بها لان لواءها هو المحبة وطريقها نور  يشتت الظلام .  أني فخور بك أيها الفنان  والكاتب  المبدع كونك واحد من الذين أنجبتهم منكيش الحبيبة الى قلوبنا جميعاً.

                                                              حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل سونيا الميزي

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 68
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ وردا العزيز
ان موضوعك المطروح من نوع اخر وجذاب وقد اثار فضولي لمعرفة المزيد عن هذه الاسرار المكتومة والتي عرفتها من المقربين للزعيم عبدالكريم قاسم. ولكن لا ننسى عصامية الفنان المبدع جواد سليم ليحتفظ بفنه وبدون ان تخترقه مفردات القوة وكما عملها صدام الذي شوّه اثار بابل بأضافة احرف اسمه ولكن التاريخ لفظها ومن اساسها لكون تاريخ بابل معروف بأصالته التي خلّفها راسخة صامدة من ترسبات الزمان المديد، كبار الملوك الكلدانيين من نبوبلاصر ونبوخذنصر وغيرهم . وفّقك الله في بحثك هذا الثمين ونحن بأنتظار الجزء الاخر ودمت




السيدة سونيا الميزي

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم
أشكرك أولاً لمرورك وللكلمات القيمة التي عبرت بها عن محبتك وتقييمك للموضوع والنابعة من قلب أديب وشاعر معروف ومحب .
 عن شخصية الزعيم عبدالكريم قاسم الذي كان محباً للجميع وللعراق وتربته . في السنين الخمسة التي حكمها بدأ العراق بالنهوض من جوانب كثيرة كالبناء والتعليم وغيرها وما تزال المشاريع التي نفذها في تلك السنين القصيرة تذكرها الأجيال كرحمته لأبناء مدينة الثورة ونتمنى أن يعود ذلك الأسم لها لأنه يليق بها وهو الأول ومشروع الألف بيت في بغداد الجديدة وأنشاء معامل ومشاريع عملاقة معروفة لدى الجميع ..الخ لكن ما برزته أنا في هذا المقال وكما أعتبرته أنت نزوة منه والتي لم يفرضها ولن يحاسب الفنان جواد عليها أبداً ، هو لكي نقارنه بالذين جاءوا بعده وماذا كان يمتلك ذلك الزعيم الفقير الذي كان يسكن بيت أخيه . لم يجدوا في جيبه الذين قتلوه الا أربع دنانير فقط ليرحمه الله برحمته الواسعة . سأنشر الجزء الثاني أيضاً والرب يباركك .
[/color][/size]

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
أختي العزيزة سونيا المحترمة
أولاً أشكرك على مرورك وعلى كلماتك التي وضحت بها رأيك بالموضوع . نعم هو موضوع من نوع آخر فني  ، سياسي ، أجتماعي أضافة الى الأسرار المخفية التي بدأت بالخروج من جعبة الفنانين المقربين من الفنان جواد سليم فبدأوا يكتبون مذكراتهم بعدالسقوط مباشرة ليس في العراق لأن شبح الخوف كان مسيطراً على الجميع ، بل في الأردن كالطبيب والفنان التشكيلي خالد القصاب وهو من الفنانين الرواد وكذلك الفنان الكبير محمد غني حكمت والآخرين .
نعم آثار أجدادنا في العراق كله ستبقى خالدة وشاهدة للأجيال ولم يستطيع أحد أن يشوه حقيقتها ورسالتها لنا والى الأجيال اللاحقة . ليحفظك الله والى اللقاء في الجزء الثاني .
[/b][/size][/color]

متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ  والفنان وردا اسحاق المحترم
 تحيتي وتقديري وشكري لشخصك الكريم واطراءك  السخي. أني ارد ثانية على مقالك الثمين لانه من النوادر، فيه الفن والسياسة والدين . اما كيف دخل الدين في هذه الشراكة فاني احسب الدين هو الايمان بخالق الانسان والكون وهو  المحب او المحبة ذاتها والتي هي عماد العدالة الاجتماعية على هذه المسكونة. طالما انك الاخر تطرقت الى نزوة عبد الكريم قاسم في الشهرة فاني اقول في هذا الصدد ان نزوة الشهرة حق مشروع لكل انسان  شريطة ان  يكون طلبها باستحقاق.
عبد الكريم قاسم اثبت انه اهل  للشهرة  والذكر الطيب. في مثل هذا الشهر ثار عليه العروبيون الغلاة وقتلوه وفي جيبه نصف دينار وارث لا  يتعدى بيت بالايجار، كما انه ترك تاريخاً حافلاً بالإنجازات والتضحيات رغم مؤمرات العروبيين، فقد كان خادماً اميناً للشعب العراقي بكل أطيافه والوانه.
الحادثة التي كشفت عنها واعتبرها سبق صحفي لأني قراءت كثيراً عن قاسم ولا احد تطرق الى ذلك ولكنها حقيقة فقد حصل شبيه ذلك مع الشاعر شاكر بدر السياب وقد قراءت ذلك مؤخراً في كتاب من تاءليف الدكتور أحسان عباس فقد ورد فيه ان قاسم تغافل في تقديم معونة لعلاج السياب لان الاخير كان قد اربك الزعيم الأوحد بمقالة ناقدة، لكن قلب الزعيم عبد الكريم قاسم كان ارحم من الضغينة فارسل اليه مبلغاً من المال وباقة ورد الى المسشتفى الذي كان يعالج فيه بمدينة لندن.
اتمنى ان يلتفت القراء الكرام الى مقالك هذا وان يعقب عليه  ذووا الآقلام  الخبيرة بتاريخ العراق  الحديث بنقد بناء ونية حسنة، واني بانتظار الحلقة الثانية من مقالك الرائع فقد عودتنا على الروائع  أيها الفنان والرسام الذي بمقدوره ان  يخلق الرسومات والمعاني.

                                                    حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
أخي العزيز حنا شمعون المحترم
أشكرك مرة أخرى لأضافتك الجديدة وآرائك القيمة . فقط لم أفهم ماذا قصدت في تعليقك الأخير عن الدين فكتبت :
فيه الفن والسياسة والدين . اما كيف دخل الدين في هذه الشراكة فاني احسب الدين هو الايمان بخالق الانسان والكون وهو  المحب او المحبة ذاتها والتي هي عماد العدالة الاجتماعية على هذه المسكونة
هل يوجد في المقال شىء يتعلق بالدين . والدين هو كما فسرته أنت  . فلا علاقة له بمقالنا ، ولم أقصد في الدين شيئاً.
أما عن ما كتبته فليس سبق صحفي بل قرأت عنه في النيت وكذلك لي كتاب للفنان التشكيلي الراحل خالد القصاب وهو الطبيب المعالج للزعيم كتب فيه كل ذكرياته الفنية وهو من الفنانين الأوائل ( جماعة الرواد) أسم كتابه ( خالد القصاب ذكريات فنية ) أهدى لي أبن عمه في كندا نسخة منه ، هذا بالأضافة الى ما قرأته من مقالات أخرى أكدوا الخبر .
نعم كان قلب الزعيم ملىء بالمحبة للجميع وكان نزيهاً وشجاعاً وطويل الأناة لا يغضب حتى من الذي يسىء بل كان يحتوي الموقف بصدر رحب واليك هذه القصة لكي تبتسم أنت والأخوة القراء :
خرج الزعيم في أحدى الأمسيات لكي يتجول في أحياء بغداد فأمر سائقه بالذهاب الى منطقة مدينة الثورة الغير مبنية فوجد أمرأة بعد فترة الغروب تجمع الطابوق من هنا وهناك وتنقله الى قرب مسكنها المتكون من صفائح معدنية فوقف عندها وسألها ماذا تعملين فأجابته بكلام جاف ما معناه ( وما شأنك أنت ) لأنها لم تعرفه وبعد الحديث معها قالت له ( دنشوف هذا أبو الآذان شراح يسوينا ) وتقصد الزعيم لأن آذانه رحمه الله كانت طويلة . أما الزعيم فغرق في الضحك دون أن يعرف نفسه من هو ، بل أجابها والضحكة تملأ فمه قائلاً ( شوفي أبو الآذان شراح يسوي ) وفعلاً شيد مدينة كبيرة لهم وحررهم من بيوت الصفيح .والرب يحفظك .
[/size][/color]

متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي العزيز وردا ،
 نعم اضفت الدين الى الفن والسياسة في وصف مقالتك القيمة، لأني اعرف انك  تتطرق الى شخصية عبد الكريم قاسم  المملوء محبة تجاه شعبه فقد كان محباً حتى الى الد أعدائه والجميع يعرف قوله الماءثور " عفا الله عما سلف " وهكذا طبقه مع عبد السلام عارف واخرجه من السجن رغم مؤامرة الاخير لقلب نظام الحكم وهي  جريمة تستحق الاعدام وخاصة في العراق وفي ذلك الزمان . انت أدرى بالدين مني  وخاصة المسيحية فما نفع المسيحية من غير محبة وعبد الكريم تجاوز حدود المحبة وأعطى خده الاخر لعبدالسلام وانتهى الامر بأن  اصبح عبد الكريم قاسم -- الذي مازالت كل القلوب تهواه --انتهى به الامر ان يكون شهيدا لمبداء المحبة.  موضوعك  هذا يعتبر اجتماعي  فهو يتناول حقبة من  تاريخ العراق الاجتماعي  وأظن ان  محبة الرئيس لمروؤسيه هي مثال يحتذى به .بقي فقط ان اقول عندما اقول " الدين "  فاني اعني المحبة وهي علاقة اجتماعية  وهي  الأساس  في العدالة الاجتماعية.
اما من ناحية السبق الصحفي فالمساءلة مجازية اكثر من ان تكون واقع تستحق عليه جائزة،  فانا شخصيا كانت مساءلة خلاف قاسم وجواد سليم خافية علي وأظن على الكثير من العراقيين، وعلى الغالبية الساحقة من قراء  عينكاوا كوم المحترمين .
اتمنى لك التوفيق واعتذر لكوني  سبب الالتباس لديك، والمعنى عندي دوماً في قلب الشاعر.  أنا بانتظار الحلقة الثانية تزودني  فيها عن معلومات جديدة عن شهيد العراق الخالد ، عبد الكريم قاسم .
                                                     حنا شمعون / شيكاغو0