المحرر موضوع: أيضاح رسمي حول الايزيدية: الديانة الايزيدية توحيدية وهي بريئة من عبادة الشيطان  (زيارة 3172 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37782
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أيضاح رسمي حول الايزيدية:
الديانة الايزيدية توحيدية وهي بريئة من عبادة الشيطان

صادف يوم الاربعاء العاشر من الشهر الجاري في جلسة الجمعية الوطنية، مع الاسف، وأن اعترض السيد النائب حيدر قاسم ششو، على دولة رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري، بسبب ورود جملة (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم...) في كلمته أمام الجمعية، بحجة ان ذلك يثير مشاعر الايزيديين.
هنا أود إيضاح سوء الفهم الذي حصل نتيجة تلك المداخلة، ليس فقط من موقعي الرسمي كمستشار رئيس الجمهورية لشؤون الايزيدية فحسب، بل لكوني كاتب ايزيدي قضيت نصف عمري مهتما بالدراسات العلمية حول فلسفة وتراث ونصوص هذه الديانة التوحيدية.
فالايزيدية بريئة من عبادة الشيطان، لأنها ديانة تؤمن بالله الواحد الاحد ولاتقبل له شريكا، وطاووس ملك هو اسم من أسماء الله تعالى. وقد ظهر هذا الاتهام ضد الايزيدية في العهد العثماني وتحديدا عام 1791 حينما اصدر أحد الائمة وبتحريك من (سليمان باشا) فتوى تحرض على قتل الايزيدية على ايدي العثمانيين، لغايات سياسية بحتة ودون وجه حق، ودون الاستناد إلى دلائل ملموسة حول ماهية هذه الديانة، بل فقط من أجل الاستيلاء على أملاكهم وعقاراتهم وسبي نساءهم.
فمن يدرس الايزيدية عن كثب، يدرك أن الايزيدية ديانة توحيدية، لاتعبد غير الله سبحانه وتعالى وتسميه (خودا) أو (ايزي)، ومنه ايضا اشتق اسم الايزيدي، أي عابد الله. وهناك المئات من النصوص الدينية التي تؤكد مبدأ الوحدانية، يمكن الاطلاع عليها في كتاباتنا وكتابات غيرنا من الباحثين الايزيديين في مواقعنا الرسمية على الانترنيت. ونظرة الايزيدية تختلف عن غيرها من الاديان، كونها تعتقد أن الخير والشر هما من عند الله، لأن الله حسب فلسفة الايزيدية هو الذي خلق نفسه، ومن ثم خلق كل شئ بما فيه الخير والشر. والايزيديون يحرمون الاعمال الشريرة والتعدي على الغير، ويقدمون جل احترامهم لأتباع كافة الديانات الاخرى ولكل الانبياء والرسل والكتب والتعاليم المقدسة. فالفلسفة الدينية عند الايزيدية تقول: "أن اية ديانة مهما كان ايمانها هي من عند الله، وبالتالي لايجوز التمادي عليها ويجب احترام ايمان وعقيدة كل الناس". وليس هناك من دليل اكبر من دعاء الانسان الايزيدي البسيط الذي يتوجه إلى الخالق كل صباح ليقول: (يا  إلاهي صن برعايتك كل الملل وكل المخلوقات واحفظهم ثم أحفظنا).

لقد عانى الايزيديون الامرين منذ مئات السنين، بسبب سوء الفهم. فكانت الحملات والابادات المدمرة تشن لأغراض سياسية وتحت غطاء الدين. مما ابعدت ابناء الايزيدية عن العلم والمعرفة وفرضت عليهم العزلة عن المجتمعات المجاورة، فبقي الجهل متفشيا بين أبناءها ايضاً، فكانت عاملا إضافياً لحرمان الايزيدية منعهم الاختلاط بغيرهم، فزاد حملهم ثقلا أكبر.
أما اليوم وفي هذا العهد العراقي الجديد، نتلمس كيف أن القيادات السياسية العراقية، وبشكل خاص التحالف الكوردستاني والائتلاف العراقي الموحد والقائمة العراقية وغيرهم من الخيرين حريصون كل الحرص على تثبيت الحقوق الدستورية لجميع مكونات الشعب، ومن بينهم الايزيدية. ولاننسى موقف المرجعية الدينية في النجف الاشرف الذي كان ولايزال يؤيد ضمان حقوق كافة المكونات الدينية والقومية في العراق.
فالعقيدة الايزيدية تحترم جميع الديانات وتعاليمها، سواء كانوا يشاركونهم في الرأي الديني أم لا. ورغم أننا لانؤمن بوجود (الشيطان) أو (ملاك الشر) ولانشارك الاسلام والمسيحية بفكرة الشر. حيث ان الملائكة السبعة في اللاهوت الايزيدي هي كلها خيرة تدير امور الدنيا بأمر من الله تعالى. ولا تتضمن تعاليم الدين الايزيدي منع الآخرين من ايمانهم، بل تحترم هذه التعاليم كل المؤمنين من كل الاديان والمذاهب وتحترم معتقداتهم وكتبهم ونصوصهم الدينية. والاستعاذة بالله من الشيطان، لا تسئ إلى الايزيدية مطلقاً، خاصة وأننا نعلم أن ذلك العصر البائد قد انتهى، حينما كانت الاهانة والتهمة الباطلة توجه إلى الايزيديين بهدف قتلهم وابادتهم.
ونتأسف أن بعض وسائل الاعلام قامت بتفسير مداخلة عضو البرلمان بشكل بعيد عن ماهية هذه الديانة وتعاليمها وفلسفتها الروحانية المتمثلة بالنصوص الدينية وتم الترويج في موقع العربية للانترنيت وغيره  من المواقع بما لايخدم مبادئ التآخي والمحبة بين ابناء الشعب العراقي ولايخدم حقيقة الديانة الايزيدية المسالمة. بل ان ذلك الترويج دخل طور إثارة الفتن الطائفية من جديد. 

د. ميرزا حسن دنايي
مستشار رئيس الجمهورية  لشؤون الايزيدية
بغداد في 11 من اغسطس 2005   
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية