المحرر موضوع: الانتخابات الثالثة لمجالس المحافظات المحلية العراقية  (زيارة 759 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قدوري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 148
    • مشاهدة الملف الشخصي
الانتخابات الثالثة لمجالس المحافظات المحلية العراقية

د.صباح قدوري

يتوجه الناخبون في 14 محافظة عراقية،الى صناديق الاقتراع لانتخاب مجالس المحافظات، المزمع اجراءها في العشرين من شهر نيسان/ابريل 2013 القادم. باستثناء محافظات اقليم كردستان الثلاث ( اربيل ، سليمانية ، ودهوك) ، بالاضافة الى محافظة كركوك، لايزال وضعها معلق بدون حل لحد الان.
 
بداءت الحملة الانتخابية اعتبارا من بداية هذا الشهر في جميع هذه المحافظات، معبرا عنها بادوات اعلامية وغيرها. ونامل المشاركة الجماهرية الواسعة لهذه الانتخابات، في الوقت الذي يسود الفوضى والانقسام السياسي في الشارع العراقي،وتردي الاوضاع الامنية، واشتداد المظاهرات والاحتجاجات في المحافظات الغربية، مع سوء الاحوال الامنية والاقتصادية  والاجتماعية على عموم العراق، ومنها خاصة المعيشية والخدمية والبطالة والفقر والتخلف.

ان الخطاب السياسي السائد في ادارة البلاد، منذ سقوط  النظام الديكتاتوري السابق في2003 ، وبعد مرور عشر سنوات على ذلك،مبني على ذهنية وفكرة المحاصصة الطائفية والمذهبية والعرقية والاثنية والحزبية الضيقة. استمرار هذا النهج الى يومنا هذا، وتحويله الى الصراع في تقسيم السلطة والنفوذ والفساد الاداري والمالي على كافة المستويات الحزبية والادارية في الدولة. لقد قادت هذه السياسة العراق الى الجهل والخرافة والفقر والمرض وانتشار الجرائم والارهاب.وشمل كل مرافق الحياة اليومية، ولم يهدأ حتى الان . واصبح اليوم ابناء الشعب العراقي اكثر واعيا ومدركا ، بان الاستمرار في الحالة القائمة بين الاحزاب الطائفية المتنفذة في السلطة ، سيقود البلاد الى تعميق الخلافات وانقسام المجتمع ، وادخال العراق في مأزق كبير يؤدي بنا الى نفق مسدود ، من الصعوبة الخروج منها بدون ثمن باهض. ويهدد في نفس الوقت مستقبل تطور العملية السياسية في العراق ، والى مزيد من الدمار والضحايا، وتدهور الاوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية، ولا يجلب للعراق غير التخلف والانهيار على كافة الصعد، مالم يتم تغيير هذه السياسة ووضعها في جادة الصواب،  بما تخدم بالاساس حقوق ومصالح  جميع ابناء الشعب العراقي دون التفرقة، وفق خصوصية المواطنة والانتماء الى وطن واحد ، مع احترام  خصوصيات وهويات فرعية ، وتحقيق التنمية الاقتصادية ،والتوجه نحو اعادة وبناء الاقتصاد الوطني ، وفق رؤية  واستراتيجية واضحة المعالم والشفافة، واستخدام العقلاني للموارد الاقتصادية، وخاصة النفطية منها لهذا الغرض.
فعليه ان مسالة  تغير المسار السياسي العراقي الى حكم ديمقراطي علماني تعددي فيدرالي موحد ،والخروج من هذا المأزق المعقد ، وما الت اليها الحالة العراقية،هي مسئولية الجميع، ومهمة وطنية غير قابلة للتاجل.

واليوم فان الشعب العراقي امام امتحان عسير في هذه الانتخابات، والمطلوب منه ان يحقق نتائج ايجابية ملموسة،ستكون بداية نقطة الانطلاقة ، قد تساهم في تصحيح المسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العراق، ووضعه على طريق الصحيح، بحيث يخدم النظام الديمقراطي الحقيقي ، ويوحد الشعب وفق مبدأ المواطنة والوطنية، ويحترم الاديان والمذاهب والهويات الفرعية لاطياف الشعب العراقي ، وتحقق انجازات تنموية ملموسة ، وتقر بالتعددية السياسية، وتداول السلطة بطريقة سليمية وديمقراطية، وفصل الدين عن الدولة، وبناء دولة مدنية عصرية ، يتحق فيها كافة الحقوق المواطنة ، واستقلال السيادة الوطنية، وانجاز التنمية الوطنية.كل هذه الامور هي من اولويات برامج ومسئولية التيار الديمقراطي العراقي ، والاطراف المتحالفة معه، وفي نفس الوقت هي مهمة ومسئولية وطنية ايضا.

 اليوم ينشط التيار الديمقراطي العراقي ، الذي يعبر عن تطلعات واهداف الحقيقية  لكل اطياف والوان الشعب العراقي على الساحة العراقية . ويلعب ايضا دوره الحقيقي التنويري والوطني في تعبية الجماهير، وخلاص الشعب العراقي من محنته، بعد ان وسع تحالفاته الديمقراطية والوطنية، للخوض في هذه الانتخابات . وايمانا منه بالديمقراطية الحقيقية، وببناء دولة عصرية عابرة للطائفية والعرقية والمذهبية والاثنية والقومية الشوفينية. وبذلك اصبح هذا التيار الخيار الافضل للشعب، وخاصة بعد ان اكتسب المواطن العراقي شئ من الخبرة والحرية والفهم عن وضع العراق، والانتخابات السابقة، التي لم تجلب للعراق غير الدمار والفقر والتخلف، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني.

  ان هذه المعركة الانتخابية ساخنة ومصيرية في المرحلة الراهنة ، تزداد فيها حدة الصراع من اجل رسم  ملامح النظام السياسي والاقتصادي القادم . وتقديم ما هو افضل للمواطن العراقي، الذي يتطلع بكل امل الى التغير المنشود نحو مستقبل احسن ، يتحقق فيه امنيات ابناء شعبنا في عيش الكريم والرفاء والسعادة. وعلى الشعب ان يتبنى ويعلق اماله على مبادئ التيار السامية واهدافه النبيلة، والاطراف المتحالفة معه، وتشجيع الجماهير للمشاركة بحماس في هذه الانتخابات المهمة والمصيرية الى حد ما، وان يحقق الانتصار في هذه المعركة الانتخابية المحلية. ستكون بلاشك نقطة الانطلاقة التالية، وقاعدة متينة لجماهير الشعب العراقي، للتحضيرالى الانتخابات التشريعية القادمة ،والمتوقع اجراءها في السنة القادمة 2014، وتحقيق اماني شعبنا في الانتصارات العظيمة، لبناء عراق جديد بكل معنى للكلمة، وتحقيق مستقبل باهر لهذا الجيل والاجيال القادمة.

فعليه ان التصويت لهذه القائمة وحلفاءها ، يعتبر واجب وشرف ومساهمة كبيرة، في انقاذ العراق وشعبه من محنته هذه ، وارجاع الامن والاستقرار والسلم الاهلي في ارجاء العراق ،وبين مكوناته واطيافه المتنوعة. توجيه المال العام بكل شفافية ومصداقية، وبشكل صحيح وملموس، وبطرق المعرفية في ادارة البلاد، بعيدا عن المحاصصة والطائفية والنعرات الاثنية والقومية المتطرفة، والقضاء على داء الفساد الاداري والمالي، لغرض تحقيق افضل نتائج في التنمية الاقتصادية الاجتماعية والثقافية الوطنية، وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية امام القانون والواجبات والمسئوليات، وفي تقاسم الثروة المالية على كل ابناء الشعب العراقي بدون التفرقة، والقضاء على الفقر والبطالة، ومن اجل بناء عراق الامل والامن والسلام.