كلمة نبوية عن ربيع قادم كتبها في رسالة بطريركنا الحالي مار لويس ساكو قبل 12 سنة
" أن تكون الكنيسة ، وبطريركها علامة رجاء"
في تاريخ 17/06/ 2001 كتب البطريرك الحالي سيدنا مار لويس روفائيل الأول ساكو، رسالة بعنوان "
لا بد من كلمة"، كتبها قبل تنحيه عن أدراة المعهد الكهنوتي البطريركي "السيمنير"، إذ كان مديرا للمعهد أنذاك، ووجها إلى سلفه البطريرك المثلث الرحمات مار روفائيل الأول بيداويد والى جمهور غفير من الأصدقا. وقد كنت قد أحتفظت بنسخة منها ، وقد قرأتها ووجدت فيها نبؤة عن ربيع خصب قد أتى وأمل ورجاء قد تتحقق، وأن مجد الصليب، قد يسبقه صليب وألم ولكن يليه مجد ونعمة تتدرج شروقها، وقد أيقنت بأن "
الهنا اله المفاجآت اللامتوقعة". ولقد شجعني سيادته منذ كنت تلميذا في المعهد أن نعيش قناعتنا ونقول كلمتنا بجرأة. هذه الرسالة كتبها سيادته قبل 12 سنة و3 أشهر و12 يوم قبل التنصيب وعند أنعقاد أول سينودس كلداني بعد تولي سيادته دفة الكنيسة سيكون قد مر على هذه الرسالة 12 سنة و 6 أشهر و12 يوم ..أنها علامات رقمية ورمزية نبوية .وهذه بعض مقتطفات من ما جاء فيها :
" أيها الأحباء، ان أمر كنيستنا، بات مكشوفاً للجميع. وقد عرضه بصراحة وموضوعية الكردينال سيلفيستريني (رئيس المجمع الشرقي آنذاك) على البطريرك والأساقفة وحملهم المسؤولية، كانت رسالته دعوة للخروج من التكتلات وتصفية الحسابات للاهتداء إلى الروح، والإصغاء ، والحوار، والبحث الجاد للتجديد الروحي والليترجي والرعوي والثقافي والمسكوني. تمنينا أن يتحقق هذا لخير الجميع ، لا سيما في هذه الظروف الرديئة ، التي فيها يتطلع الكل الى أ
ن تكون الكنيسة، وبطريركها علامة رجاء. ويُكمل سيادته بعد أسطر : " وأسباب القرار ....تعود الى مواقفي الصريحة ...ويكمل سيادته بعد ذكر هذه المواقف: " هذه المواقف هي التي لم ترق للبطريرك. لكن أليست الكلمات – المواقف هي التي ترسم هوية الإنسان وتزن قيمته؟ أليست " الكلمة" هي الإنسان الذي يقول ذاته لذاته وللآخرين حباً وحضوراً وحقاً ؟ يقولها سعياً وراء هدف نبيل، خاصة إذا كانت الكنيسة من أجل الكنيسة، وليس بوسع إنسان مسؤول وشريف أن يكتم "كلمته" ، لأن الصمت موت للذات وللآخر. يوم قبلت الكهنوت سبيل إيمان وخدمة ، وأوقفت ل" الكلمة" وجودي ، عرفت أنها ستكلفني غالباً في مجتمع وكنيسة يعانيان من تركات وتقاليد واعتبارات. أكيداً تعلمت الكثير ممن سبقوني ، " حسب التلميذ أن يكون كمعلمه" وأشكر الله على ذلك. ويكمل سيادته:
" لقد قلت كلمات وكتبت كلمات. وكان أن نصحني المحبون بتحاشي " الكلمة" والصمت والمرونة للوصول الى مستقبل شخصي (؟) ، لكني وجدت أن مستقبلي هو في مستقبل كنيستي، وليس في منصب مغرٍ، وأنه في يد الله ، حتى لو بدا أنه ، في المدى القريب، بيد الناس. وشعرت بان " الكلمة" أقوى مني، ومن دونها تكون حياتي عدماً. لذا رحت أشجع الآخرين في المعهد وخارجه أن يعيشوا قناعتهم ويقولوا " كلمتهم" النبيلة بجرأة، فصرنا والحمد لله " كلمات" تصب في من " هو الكلمة" .....ويُكمل سيادته: " أني أجدد اليوم، أنتمائي الى الكنيسة الكلدانية وبقائي فيها، خدمة ورسالة تقفز فوق الحدود، من أجل الذين أحبهم وتجمعني معهم صلاة واحدة، ورجاء واحد،
وانتظار ربيع قادم. يُحول الموت الى الحياة والصحراء القاحلة إلى واحة خضراء. فإلهنا اله المفاجآت اللامتوقعة ! وفي " ظل جناحيه نحتمي الى أن تعبر العواصف" (مز57-2). مع خالص الحب ( التوقيع بأسم : الأب لويس ساكو).
يذكر سياته في الأسطر قبل الأخيرة : " أترك بغداد ، وسط دموع مئات المحبين. وأعد هذا عماد الدموع" ، وبعد مرور 12 سنة و3 أشهر و12 يوم يعود إلى بغداد ويُنصب بطريركاً للكنيسة الكلدانية التي خدمها بأخلاص وتفاني متسلحاً بخوذة الأيمان والرجاء، بالصلاة والعمل في وسط فرح كبير ودموع مئات الألوف من المحبيين...أن الهنا حقاً ليس فقط اله المفاجئات بل اله عظيم ومحب، واله كلمة ويُحب ويُنصر ويحمي بظل جناحيه ورحمته من يُعلن "الكلمة" لأن الله كلمة وأن الصمت حياة تموت والكلمة موت يُحيي ويُثمر ومن يضع مستقبله في مستقبل كنيسته فهو يضع مستقبله في يد الله.
الأب سمير الخوري
06/03/2013