المحرر موضوع: الاشوريين . بين السادية العمياء . واداء الحضارة . الجزء الثالث. نهاية القسم الاول ..مرقس اسكندر  (زيارة 2620 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مرقس دندو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 144
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاشوريين . بين السادية العمياء وادعاء الحضارة ..الجزء الثالث ..
يعود اسمهم الى الههم اشور وكما وردت هذه التسمية بلفظة انفور في بعض المصادر الرقيمية ( نسبة الى لغة الكاشيين ) كان يعيش قبلهم قوم لم تعرف لغتهم او اصلهم العرقي .وجاء ذكرهم في النصوص المسمارية منذ عص فجر السلالات تحت اسم ( السوبارتيين ودعيت منطقتهم السوبارتو . ولكن عابدي اشور سادو في تلك المنطقة كغازيين لها .واشتهرت منطقة السوبارتو بالعبيد حتى ان لفظة ( سوبارتي ) اصبحت مرادفة لكلمة ( العبد ) ورغم ان عابدي اشور ونينورتا تحاشوا هذه التسمية فانهم ظلوا ينعتون بها وخاصة من الكلدانيون الاكديين والسومريين ...كانت مدينة اشور والمنطقة الشمالية جزءا من الامبراطورية الكلدانية الاكدية ومن ثم امبراطورية اور الكلدانية الثالثة واصبحت ضمن دول المدن المستقلة ( عصر الممالك المستقلة ) امتد العصر الاشوري القديم من 2000 -- 1500 قبل الميلاد ورغم المحاولات التي شهدتها هذه الفترة لبناء بلاد اشور الا انها خضعت لمملكة اشنونا الكلدانية الاكدية بعد عام 1942 ق .م ومع ظهور ملكها شمش ادد الاول واقامته مملكة واسعة فان بلاد اشور في عهد خليفة هذا الملك دخلت ضمن امبراطورية بابل ولم تحقق استقلالها الا بعد انهيار السلالةالكلدانية الاكدية الاولى لتدخل بلاد اشور في عصرها الوسيط
دام  العصر الاشوري الوسيط زهاء اربعة قرون ( 1500_ 911 ) ق .م . شهدت بلاد اشور خلال هذه الفترة من التقلبات السياسية والتغييرات العسكرية بين القوة والضعف وبين السيادة والتبعية للغير .. اما الاسباب التي ادت الى سقوط اشور ونينوى . نلخصها بالاتي .. سقوط نينوى واشور اسباب كثيرة ومتنوعة واهم الاسباب التي ادت الى سقوطها يتقدمها تطرف ملوك اشور في سياسات الاحتلالات ةالاغراق من النواحي العسكرية على حساب الحياة الحضارية وتكاد تكون اعوام حكم ملوكها حروبا متواصلة وبذلك حملو البلاد اكثر من طاقاتها البشرية والمادية . كما ان سياسة التدمير والقسوة والبطش والقتل الجماعي والتمثيل بالاسرى والارهاب واتباع سياسة الارض المحروقة . زادت من نقمة  الشعوب وسخطها . اما بدعة الملوك الاشوريين في التهجير القسري والجماعي . فكانت اقسى الوسائل الجهنمية التي ابتكروها والتي قادت ليس فقط الىموت اعداد ضخمة من الاطفال والنساء والشيوخ ممن هجروا وا قتلعوا من ارضهم وا اجبروا تحت تهديد السلاح على قطع مسافات طويلة جدا تحت الشمس المحرقة .بل وقادت كذلك الى محو العديد من الاقوام من على خارطة المنطقة في حين كان الملوك الاشوريين في حملاتهم السنوية المتكررة يعودون بمختلف الغنائم فانهم لم يعطو اهتماما يذكر لتحسين البلدان والمقاطعات التابعة لهم ..من هنا جسدوا اقسى مظاهر الاستعمار القديم .ففي ربيع كل عام كان الملك يأمر جنوده ( [امر من الههم اشور وزوجته نينورتا ( الهة الحرب ) ليقودهم الى الحرب ويعود بالغنائم والجزية وقطار من الاسرى . والويل لمن يحنث بعهدهاو يتمرد حيث ينكل به ويقتل امام الناس او يستعبدون وتحرق مدنهم وقراهم ثم تعود الحملة ترافقها ارتال من الاسرى وسلسلة من العربات المملوءة بالغنائم والاسلاب المنهوبة . وكلما مرت السنون توسعت حدودصيد (الدولة الاشورية ) وتحولت حروب النهب بالتدريج الى حروب ضم والحاق غالية التكاليف , ولم يبذل المحتلون الاشوريونايما جهد لتمثيل حضارة وادي الرافدين المتطورة جدا لامبراطوريتهم المتدة او تحسين الاحوال المعيشية للشعوب الخاضعة لسيطرتهم شيد ازدهار الدولة الاشورية على حساب جماجم رعاياها الامر الذي جعلهم تواثين للمشاركة في احداث العصيان المتتالي من هما كان النظام الذي ارتقت الدولة الاشورية على اساسه ويحمل في احشائه ( القنبلة ) التي تتفجر داخله والتي ستقود الى سقوطه النهائي والابدي . كان اشور ناصر بال  من مشاهير ملوك اشور ممن عرف بقسوته وبطشه وكثرة حملاته العسكرية بحيث اثار الفزع في منطقة الشرق الادنى . لم يكتف بسلخ جلود الكلدانيين المحتجين على اعماله الشريرة بل قام بنثر جلودهم واحشائهم في البراري وعلى اسوار مدنهم وقد مان يامر ايضا بتعذيب الاسرى العزل من المدنيين نساءا واطفالا وشيوخا وباستمتاع سادي مقرف . وحيث يقول عن ساديته .. اقمت اعمدتا في مدن الكلدانيين وسلخت جلودهم وكل الرؤساء المتمردين من الكلدانين في اكد ونيبور واور وبابل وكسوت الاعمدة بهم وبنيت بعضهم داخل الاعمدة وخوزقت علي الاخرين وحرقت العديد من الاسرى وبترت اوصالهم  واتخذت الكثير منهم عبيدا ومن ضمنهم الحكيم الكلداني المتمرد احيقار ..وجدعت انوفهم وبعضهم قطعت اذانهم كما امسكت بعشرين رجلا ودفنتهم احياء في جدران بيوتهم واهلكت الباقي من اهالي المدينة عطشا وجوعا في صحراء الفرات يصف سنحاريب هجومه على بابل بقوله السادي ,,( هاجمتها كالاعصار وكالعاصفة اطحت بها .. لم اترك شيبا وشبانا اي فرد منلأت بجثثهم طرقاتها اما المدينة نفسها وبيوتها فقد دمرتها وحطمت وبالنيران قد خربتها من اسسها حتى سقوفها ولكي ينسى الكلدانيون في المستقبل حتى تراب معابده ..سلطت عليها المياه فحولتها الى برك اسنة ))
كان الاستيلاء على قلعة ما ثائرة انذارا بنهب المدينة وممارسة عملية الحرق والتخريب وتجريد محتويات القصور والبيوت الامنة واشعال النار فيها وينصب عرش الملك امام باب المدينة ويتم استعراض الاسرى امامه يقودهم ملك المدينة المستسلمة الذي يتحمل اعظم عذاب مبرح وكأن تقلع يناه او ان يحضر في قفص لغاية وضع نهاية لالامه الطويلة من قبل الملك الاشوري . اما زوجات الملك المهزوم وبناته فيكون مصيرهن بيت الحريم الاشوري ويتم تحويل اللواتي الاسيرات للرق والعبودية وفي ذات الوقت يبدأالجند بذبح السكان والاتيان برؤس الضحايا في حضرة الملك حيث يتم احصائها من قبل الكتبة ولم يكن كل الاسرى من الرجال يقتلون بل يتم تحويل الصبيان والصناع للاسر ليعهد اليهم باشق الاعمال في مشارع البناء الملكية والتي تتسبب موت الكثيرين منهم ..اما البقية الباقية من السكان فكانوا يستأصلون من ارضهم ويبعث بهم الى اقاصي الامبراطورية فيحل محلهم قوم اخرون . يصور عامل مدني كلداني من بابل في نفر نقمة الناس وسخطهم على بلاد اشور عندما تجرأفكتب للمك اسرحدون قائلا ..ليعلم الملك بان كافة البلدان حاقدة عليك وعلى الهك اشور بسبب استعانك بالهة نينورتا الهة الحرب وزوجها اشور ..وفي محاولة بحثية لجدولة حالات التهجير القسري واعداد المهجرين واماكن تهجيرهم بالاعتماد على مدونات ملوك اشور انفسهم ووثائق تدين الاشوريين بما فعلوا بالانسانية عموما قد عدد المهجرين في عصر الامبراطورية الاشورية ب ( اربعة مليون وخمسمائة كلداني مهجر من اور ونفر وبابل واكد وجميع المدن الكلدانية , اقتلعو من اوطانهم في اكثر من 220 حالة تهجير وبمسافات بعيدة بين اقاصي اطراف المملكة . ومن بين 122 حالة تهجير شملت حصة بابل . ومحيطها من الكلدانيين ومنهم الحكيم الكلداني احيقار و36 حالة من الميديين و18حالة من العيلاميين
مصادر الجزء الاول والجزء الثاني والثالث من القسم الاول
فائق حنونة , في لغة سومر وحضارة الاكديين الكلدانيين
عامر سليمان . العصر الكلداني الحضاري
عامرسليمان . ارض الرافدين وتاريخه الحضاري
طه باقر مقدمة في تاريخ الرافدين
جورج رو تاريخ  مدينة اكد والحضارة الكلدانية . ترجمة . ابراهيم الخوري . مطبعة دار الملايين . بيروت لبنان ..
كونثينو . الفلك الكلداني بين المعاصر والتاريخ الحضاري.
ليو اوينهايم . علوم الكلدانيين الفلكية
هاري ساكز . علوم سومر واكد . بين فلك الكلدانيون وحكمتهم ... .