English
Svenska
العربية
الرئيسية
المنتديات
أخبار شعبنا
أخبار العراق
الاخبار العالمية
اخبار الجمعيات والنوادي
اخبار و نشاطات المؤسسات الكنسية
المنبر الحر
المنبر السياسي
إعلام الفكر والفلسفة
الهجرة و واللاجئين
أدب
نتاجات بالسريانية
الكتب والمكتبات
استراحة المنتديات
التعازي
تاريخ شعبنا، التسميات وتراث الاباء والاجداد
راديو
اغاني
فيديو
تعارف
رفع ملفات
دردشة صوتية
التقويم
الارشيف
الدخول
التسجيل
الكتابة بالعربية
عن الموقع
عن عنكاوا
البحث
اتصلوا بنا
ankawa
عنكاوا كوم
أهلا,
زائر
. الرجاء
الدخول
أو
التسجيل
يمكنك الدخول او التسجيل عن طريق الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعية الاخرى ايضا
1 ساعة
1 يوم
1 أسبوع
1 شهر
غير محدد
تسجيل الدخول باسم المستخدم، كلمة المرور و الفترة الزمنية
الأخبار:
الرئيسية
تعليمات
بحث
التقويم
دخول
تسجيل
ankawa
»
الحوار والراي الحر
»
المنبر الحر
(مشرف:
عنكاوا دوت كوم
) »
عصافير جاءت تسأل عن الانسان
« قبل
بعد »
طباعة
صفحات: [
1
]
للأسفل
المحرر
موضوع: عصافير جاءت تسأل عن الانسان (زيارة 871 مرات)
0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.
شمعون كوسا
عضو فعال جدا
مشاركة: 201
عصافير جاءت تسأل عن الانسان
«
في:
17:47 16/03/2013 »
عصافير جاءت تسأل عن الانسان
شمعون كوسا
وجدتُ نفسي قرب جذع شجرة كبيرة تمّ قطعها حديثا ، كان ذلك بعد مسيرة نصف ساعة كنت احاول فيها التخلص من كرب عشعش في رأسي طوال الليلة . كان الهمُّ قد استأجر رأسي بكافة اجنحته ليتمكن من تنفيذ مهمته بحرية كاملة . لم أرضَ الجلوس على جذع الشجرة إلا بعد تأكّدي من أنّ هذا الجلاد قد اخلى الموقع تماما. فاغمضت عينيّ ، وحلقت بعيدا في الاجواء كالطير الذي كان يرقب باب القفص . كنت ابتعد بسرعة واجوب الفضاء في كافة الاتجاهات . اشتقت الى الغناء ، فصرت ابحث عن ابعد الاوتار لآتي بنغمات أطربتني كثيرا في ازمنة ما وانستني كل شئ . تغزّلت بالطبيعة وصرت اتغنى بالانسان دائم الشكوى ، هو الذي سجّل الله باسمه السماءَ بانجمها والارضَ بمروجها وازهارها ، انسان ينعم بنور الشمس واشعتها التي لا تتوقف عن ايجاد ثغرات بين الغيوم لرسم لوحات يقف اكبرالفنانين امامها مسحورا مشدوها .
في لحظاتي السعيدة هذه كان يرافقني عصفوران لم يشآ مفارقتي الى النهاية. فتحتُ عيني عند الهبوط فابصرت العصفورين واقفان بالقرب مني . أمعنتُ النظر فيهما مرّة تلو الاخرى ، فلاحظت وجهين يحملان سيماء طيور سبق لي وان التقيتها في حوار غريب . قلت في نفسي : يقيناً إنّ هذين أبناءُ لعصافير قصدتني في مهمة حوارقبل الان ، فالمنقار هو نفسه ، ولون العين مطابق تماما ، فضلا عن الريش الذي خفّ لونه قليلا ، لربّما بسبب اقتران الاب بأم غريبة !!
أحسستُ بان الطيور ترغب في مخاطبتي ، فبقيتُ انظر اليها ، إلى ان دخلت مجالا جعلني اسمع احدهما يقول :
لقد لاحظتُ من نظراتك بانك تعرّفتَ علينا . نعم ، نحن ابناء الطيور التي التقيتها . لقد حدّثني ابي عنك وعن المواضيع المختلفة التي تطرقت إليها ، وخاصة كلماتك عن الانسان الذي تنكّر للطبيعة وأخذ يعبث بها ، الانسان الذي ابتعد عن مبادئه الروحية السامية التي كانت ترفعه وتميّزه عن بقية الكائنات ، وآثر الهبوط نحو المادة والتكالب على تكديس الاموال معتبرا أنّ كافة السبل مؤاتية من اجل ذلك . فسؤالي هو : هل يا تُرى قد تطور الانسان قليلا وعاد الى هدوئه وتصرفه الاخلاقي الطبيعي ؟
استغربتُ لاهتمام هذه الطيور بامور الانسان وقلت في نفسي ، أيعقل ان تكون الطيور تتناقل هذه المعلومات بينها وتنقلها ايضا لابنائها ؟ فتوجهت للطيرين وقلت : كنت قد قصدتُ اليوم شاطئ النهر بحثا عن لحظات خلوة ، ولكن هذا لا يهمّ ، يسرني ان اسمعكما واخاطبكما لانكما نموذج لمخلوقاتٍ تحترم الطبيعة وتسير وفق قوانينها ، وتابعتُ :
لقد تطور الانسان فعلا في مجال العلم والاكتشافات والصناعات ، ولكنه بقي ذاك الكائنَ ذا التصرف الشائن . إنه لا يؤمن إلا بما يدرّ عليه مكسبا ، ولا ينظر للاخرين ، مهما كانوا ، إلا من خلال هذه النافذة . لقد بدأ الانسان يقفز قفزات كبيرة في حقول التقنية ، غير ان هذا لم يزده إلاّ غروراً . بات الانسان يرى نفسه خالق الكون ، ويعتقد بان كل شئ هو الان من صنع يده . لم يعد لديه مجال محرّم ، والقيودُ التي فرضتها الاخلاق والطبيعة قد أزالها من تلقاء ذاته ، لانها تعيقه في طريق أهوائه واهدافه ، فهو يقول : لقد تغيرت الدنيا ، وكل شئ يجب ان يتغير فيها ، بما فيها التقاليد وحتى والاخلاق .
لقد شرع الانسان بتشويه الطبيعة ، وبحجة التطوّر، أخذ يعبث بها ويجري عليها تجاربه بحيث لم يُبقِ شيئا على سجيته ، اعني كما كان قد خلقه الله ، فالنبات ضحية والحيوان ضحية والانسان نفسه ضحية لكثير من اختباراته، ففي الكثير من علاجاته ، يتضح بان ما هو صالح اليوم يغدو مضرا بعد حين .
واذا تحولتُ الى موضوع ممارساته الأخلاقية ، فاني سأروي لكما ما هو شبه فضيحة . هل يمكنكما التصور بان بعض البلدان ، التي تعتبر نفسها متقدمة ومتطورة جدا ، قد بدأت بسنّ قوانين تجيز زواج المثليّين او المماثلين جنسياً ، أي أن يتزوج الرجل رجلا ، والمرأة امراة .
بهتَ العصفوران من كلامي ، ووضع أحدهما جناحَه على منقاره خجلا ، وبدأ يكلم زميله بانزعاج ، وقال : إن هذا أمر يدعو للقرف ، ناهيك عن انه تصرّف ضد الطبيعة .
قلتُ له: كانت مثل هذه الممارسات اللاطبيعية المحدودة موجودةً منذ اقدم العصور، غير انه لم يكن يأتي احد على ذكرها . لقد بلغ البطر بالانسان حدَا قاده الى مثل هذه الممارسات . لقد ملّ مما هو طبيعي ورأى بانه لا بأس من مناقضة الطبيعة ، هل تصدقاني اذا قلت لكما بان هذا الزواج يتمّ الان امام السلطات الرسمية ويتم تدوينه في السجلات .
قال احد العصفورين ، إن عقلنا الصغير لا يدرك هذا ، ولكننا نتساءل ومن اين سيأتي هؤلاء بالاطفال ؟
قلت له : إن اكثريتهم يطالبون بتبني الاطفال .
قال العصفور الثاني : واذا كانوا مشتاقين للاطفال لماذا التبني ، ولماذا لا يتزوج الرجلُ امرأةً والمرأةُ رجلًا ؟ ومن جهة اخرى ، اذا افترضنا بان الجميع تطوروا بهذا الاتجاه المثليّ اللاطبيعي ، بما أنّ تطورًهم السريع يقبل ذلك أولربما يشجعه ، فإذا قرّر الجميع إتخاذ هذا المنحى ، ماذا سيكون مصير الطبيعة ، هل ستبقي هناك بشرية ؟
قلتُ له إن كلامك هو المنطق بالذات ، وأضفتُ : ما دمنا في صدد عدم منطقية الانسان وتناقضاته ، سأحدثك عن موضوع آخر . لقد دأب الانسان على زرع نبتة التبغ فحوّلها تدريجيا الى سيجائر للتدخين . بعد فترة من الزمن ، اكتشف الانسان بان التبغَ مادةُ مضرة ، فقرر تنبيه مدخنيه بالكتابة على العلب التي يبيعها : (التدخين مضرّ بالصحة) ، غير انه لم يَقُم بمنع هذه المادة المضرّة لان صناعتها تدرّ الكثير على بعض القوى المتنفذة .
بعد تفاقم أضرار السيجارة ، قررت الحكومات تشديد تنبيهها فاصبحت الصيغة : (التدخين يسبب السرطان) . لا يخفى على أحد بان السرطان مرض عضال ، ولكنّه لم يجرؤ أحد على إثارة حتى امكانية التقليل من الانتاج ، لان هذا كان سيخفض ارباح المصنّعين الطائلة ، ويقلل من ايرادات الضرائب . عندما تفاقمت الامور ورأوا بان اغلب الامراض متأتية من التدخين، من باب المجاملة لضميرهم المنازع ، وضع المسؤولون على العلب ، عبارة اقوى تُقرأ كالتالي : (التدخين يقتل) . لم يكترث الناس لهذا التغييرلان الجميع باتوا مقتنعين ببقاء هذه الصناعة . إنهم يبيعون سُمّا بصورة رسمية ، لانهم يقولون بصراحة بان التدخين يقتل ، ولكن لا احد يفكر بمنعه لان المستفيدين منه هم اناس اشدّاء. بل ان بعضهم يروّج لبضاعته ولطريقة تصنيعها ، وكل شركة تقول : اشتروا سمّي لأنه الافضل !!
هذا مثل آخر عن ممارسات بني البشر . هل لي ان اتابع الحديث عن كائنات لم تُبقِ قيدا على أيّ شئ ، وقامت بلوي قوانين الطبيعة وتحويرها بما يخدم لذّتها ومنفعتها وانانيتها . نظر إليّ العصفوران بأسف ، والتفتا لبعضهما وقالا : قد نقعُ في الخطيئة إذا تابعنا الاصغاء لبقية الحديث ، وطارا.
سجل
طباعة
صفحات: [
1
]
للأعلى
« قبل
بعد »
ankawa
»
الحوار والراي الحر
»
المنبر الحر
(مشرف:
عنكاوا دوت كوم
) »
عصافير جاءت تسأل عن الانسان