المحرر موضوع: لحظات الانتظار عند انتخاب بابا روما الاعظم  (زيارة 2314 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جولـيت فرنسيس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1072
    • مشاهدة الملف الشخصي
•   
لحظات الانتظار عند انتحاب البابا ولحظات الانتظار في الحياة
عشنا لحظات ممتعة في الايام القليلة الماضية في انتخاب البابا الروحي  راس الكنيسة الكاثوليكية في روما , اعتبارا من اليوم الذي استقال البابا بنديكتوس السادس عشرالذي علمنا التواضع والخدمة والعطاء  حين نزل عن الكرسي الاعظم في هذه الكنيسة وجلس كالباقين على كرسي بسيط وهو يتابع الحدث مثل الاخرين ليعرف من هو خلفه الموقر  ,منذ ان غلق الباب البابوي واصبح المنصب شاغرا ومؤسفا بالنسبة لنا جميعا, حينها بدأ الانتظار لانتخاب البابا الجديد, الامل والرجاءوالرمز  لشعبه ولرعيته في القيادة والعيش الايماني المسيحي البطرسي الرسولي.
احيانا عندما نحب شيئا في حياتنا واظهار المحاسن اعتدنا ان نشكر الله ونقول (ما شاء الله) حتى تكون عين الله (المحبة) بمشيئته وارادته فوق كل شئ تحيط وترافق وتقود  وتحكم .
 اكتب  اليوم  عن اجمل ما ابهرنا في انتخاب البابا من لحظات رائعة مؤثرة وعميقة المعاني قبل وبعد الانتخاب واقول الف مرة ما (شاء الله )على كل شئ منظم وقانوني وجميل وحتى روتيني  ممتع ,ما اعظم هذه الكنيسة الرسولية , من الكرادلة المثقفين المحترمين الحلوين بملابسهم المعبرة وحضورهم وترتيبهم ونومهم ودخولهم وخروجهم, الرب يحفظ دخولكم وخروجكم مزمور121 . والانتخاب  الموفق والدخان الاسود والابيض  وما حصل من تنظيم بديع بعد الانتخاب وترتيب الحرس والجيش والقوات لهذه الدولة الصغيرة  والنشيد الوطني للفاتيكان وايطاليا .اتمنى ان يكون هذا التنظيم  مثالا وقدوة للعالم اجمع في الامانة والابداع والاصالة وغيرها  وخاصة العراق .
لحظات الانتظار لن تطول, ورؤية الدخان الاسود الذي ينبعث من حرق اوراق الانتخاب  الفاشل والذي يرمز الى  الالم القائم الى عدم التوصل الى اللبس الابيض البراءة  والنقاء ولازال ليس لنا بابا ..هذا الجمع المؤمن  الذي بقي ساعات وساعات بصبر واصرار لامثيل له ينتظر رؤية الفرحة الكبرى لحظة رؤية الدخان الابيض الذي يتوصل اليه الانتخاب الناجح واحراق تلك الاوراق بعد وضع مواد كيمياوية تبيض الدخان المنبعث منه معلنة للعالم  صار عندنا بابا .
البعض  من المؤمنين الذين يحبون الطاعة في الكنيسة  ينتظر بفرح اللحظة التي يعلنون فيها الكرادلة المنتخبين طاعتهم للبابا  الاب والرئيس الاكبر وينزعوا قبعاتهم دليلا للطاعة والمحبة التي طبقوها في حياتهم  ويستمرون بها معه لتمجيد الله ولنهضة الكنيسة يدا بيد معه في كل الامور ..أما البعض كانوا ينتظرون اطلالة البابا  ومن هو وما سيقوله للشعب, ما اجمل تلك اللحظة وهو يعبر عن تواضعه وينحني امام مؤمنيه ليصلوا من اعماق قلوبهم ويطلبوا من الله ان يباركه ,أما اجمل لحظة التي اعلن فيها عن  اسمه الروحي البابوي البابا فرنسيس الاول  وكان  على اسم  القديس فرنسيس الاسيزي لانه  من تلك الرهبنة اليسوعية  التي تحب الفقراء وهو ابو وحبيب الفقراء والمتواضعين وشفيع ايطاليا واوربا ,هنيئا لكل من اسمه فرنسيس ومنهم والدي العزيز الموجود في كندا  فرحت باسمه وافتخر باسم والدي . ما اعظم كل شئ حصل وعشناه من لحظات سعيدة  في هذه الايام , انه حافز لكل واحد ان يشكر الله ويعترف امامه بسره وبالعلن  بقدرة الخالق الجبار, المسيح الراعي الصالح لهذه الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الاخرى التي كانت يوما وحدة موحدة وانشا الله تتوحد وتقوى  وتنتشر وتعيش هذا العرس المفرح دائما سوية .
لحظات تعرفنا فيهاعلى الكثير من المعلومات التي كنا نجهلها عن هذه الكنيسة من خلال قناة نورسات الفضائية وابونا المختص  في اعطاء المعلومات العظيمة عن البابوات على مر السنين  في هذه الكنيسة  وما قدموه وتميزوا به  وما لبسوه من ملابس وخاتم الصياد الذي اعجبني كثيرا والخاتم الثاني الختم  لمهامه الكثيرة  وكرسيه وكل شئ عنه .شكرا يارب زد وبارك  على هذا الصبروالتأنّي الذي شاهدناه من المؤمنين في ساحة القديس بطرس الجميلة مع الانتظار والامطار شاهدنا  الكل حاملين المظلات ومنتظرين  بمحبة فائقة مجد ابيهم السماوي واطلالة نائبه لهم.ومشاركين المليار واكثر من جماعتهم  ومليارات من غيرهم والكثير من المكرسين والرهبان  والراهبات و الاساقفة والكهنة  متخذين من الطاعة  شعارهم والعفة والفضائل والعمل الدؤوب ونشر رسالة الخلاص للعالم ,  انه مجد لقدرتك الالهية  ترافقهم  ولاتتركهم وتشجهعم وتخفف من نيرهم.
تواجهنا  الكثير من هذه اللحظات  في حياتنا لحظات الانتظارفي  الرزق مثلا والدراسة وتحقيق الامنيات والوظبفة ان كان دينيا او علمانيا او العمل في المجالات  الاخرى السياسية ام الاقتصادية ام التربوية ام المهن الحرة  وغيرها ولكن هل تواجه بهذا الشكل؟ وحسب قلب الله وحسب الخير العام ؟.هل يكون التعامل بهذه الصورة وبهذه النزاهة؟ ام تشتغل الخيانات والحيل والسرقات حتى للاصوات فماذا ستكون النتيجة؟ .هل تواجه ويتعامل معها بهذا الصبر والتعقل والفرح والثقة والاخلاص والرجاء؟  والابتعاد عن التشنج والانزعاج مهما كان؟. الكل عملوا ككرة قوية لمصلحةواحدة بداية ونهاية  هكذا نتمنى ان يتعلم الناس من الاخرين  ويجعلوا لحظات الحياة لحظات اسعد  نزيهة فاعلة وامينة  ومفرحة  في بيوتهم اولا وبعدها  في الخارج .
احيانا ينتظر الواحد منا نحن الشرقيين في الشارع كابسط مثال وحصل تاخر بسيط  او مشكلة , عندها تبدأ المسبات والشتائم والعصبية  ويا ويل ويل منها  (وصوجك وصوجي)وغيرها من الامور المخزية  تصل الى المواجهات  احيانا ,,عشنا في حياتنا  لحظات لم اقل تعيسة وانما غير مرضية في حياتنا نتيجة الجهل و بعض العادات الاجتماعية التي ليس بمقدورنا تغييرها , نحب الحزن وتعجبنا الاغاني الحزينة  وتعجبنا الدموع  فعندما نضحك نقول (يارب اجعله خير).
فلنتعلم من الناس الذين يحبون الحياة ويعيشون في الجنة ولكنها على الارض كما شاهدنا ورايناها في ايطاليا والذين يخلقون لهم لحظات فرح وطمأنينة ومحبة الاخرين ولا نضيع لحظة من حياتنا .دعونا نحن ايضا نحب وننتظر بصبر وتحمل الصعاب بالعمل الدؤوب والتجدد ولناتي  بافكار تختلف عن غيرها وجعل الحياة فعالة بأيام سعيدة مؤمنة وصوم وصلاة  وصدقة وخاصة في ايام الصوم الكبير الذي نعيشه الان والتطلع الى القداسة والسماح للروح القدس ان يعمل فينا ويفتح العقول ويغير عالمنا وسلوكنا لنفوز بهذه الدنيا و بالحياة الابدية ونتمتع بمجد وملكوت الله  .

                                جوليت فرنسيس من السويد/اسكلستونا